الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظري و العملي لاحتياجات ذوو الاحتياجات الخاصة

رشا أرنست
(Rasha Ernest)

2007 / 2 / 4
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


جميع البشر يعيشون أوقات صعبة و أوقات حرجة و مواقف متعددة يومياً بين الروتين و المفاجئ منها ، فما أن تـُشرق الشمس و تبدأ معها المعاناة الإنسانية اليومية ، و الكل اعتاد على ما يفعله يومياً بشكل أو بآخر . باستثناء الخارجون عن القاعدة ، مثل رؤساء الدول ، فأيامهم مختلفة بالتأكيد ، لكثرة مشاغلهم الجسيمة التي يتحملونها و كذلك أيضاً من يمسكون بأطراف النهار من مسئولون و مبدعون و غيرهم و هناك من هم في حال مختلف تماماً و يُعتبرون من غير الأسوياء في نظر العالم ، و مع أن هذا التعبير غير إنساني إلا انه واقع نلمسه ، هذه الفئة تعيش كل يوماً بشكل مختلف .فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ( المُعاقين ) المختلفة كالمُقعدين أمثالي ، المكفوفين ، الصم و البكم ، المجروحين في ذكائهم و هم من يحملوا عبئاً آخر غير عبء النهار الذي يُشرق شمسه عليهم مثلهم مثل باقي البشر ، عبء الحركة و التنقل و كيفية ممارسة الحياة في ظل فقدان جزء من جسدهم . و السؤال من سيقوم بدور هذا الجزء ؟
يلاحظ أن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم في تزايد مستمر رغم الجهود المبذولة للقضاء على مرض شلل الأطفال ، و يرجع هذا نظراً للكثير من التغيرات الديموغرافية في الحياة وتفشي العوامل الصحية التي تصيب الأم الحامل قبل و أثناء الولادة والمسببة للإعاقة ، هذا بالإضافة إلى الإعاقات الناتجة عن الحروب و الكوارث الطبيعية و حوادث الطرق و الأمراض العصرية . و قد وصلت نسبة المعاقين إلى 13.5 % من عدد سكان العالم حتى عام 2000 م . و من المفترض انه اليوم تكون أصبحت 15 % أي 900 مليون شخص معوق هذا العام ، 80 % من المعوقين معظمهم من بلدان العالم الثالث والبلدان النامية .
إحصائية للمعوقين في العالم حتى عام 2000 ونسبتهم موزعة حسب أسباب الإعاقة .
• الإعاقة نتيجة أسباب خلقية و تأخر ذهني 60 مليون
• أسباب وراثية عضوية 60 مليون
• أسباب غير وراثية 30 مليون
• الإعاقة المترتبة على أمراض شلل الاطفال 203 مليون
• حوادث مرور طرق 45 مليون
• حوادث عمل 22 مليون
• حوادث أخرى ( حروب وكوارث ) 5 مليون
• سوء تغذية 149 مليون
• حوادث منزلية 45 مليون
• إدمان مسكرات أو مخدرات 60 مليون
• أمراض عقلية وظيفية 60 مليون
تـُقدر حجم الإعاقة في المجتمعات الصناعية والنامية ، أمريكا 9.48 % ، الدول الصناعية 10 % ، المجتمعات النامية 12.3 % لعام 88 – 1989 م .
كما يُفيد تقرير إحصائي لأعداد المكفوفين في العالم حيث يُقدر عدد المكفوفين حالياً في العالم يقدر بـ 45 مليون شخص و يُرجح أن عدد المكفوفين في عام 2020 سيصل إلى 75 مليون شخص، حيث يتحول كل خمس ثواني شخص في العالم إلى مكفوف ، و كل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى مكفوف .
الأرقام مُخيفة جداً ، فبرغم كل التطور الطبي و التكنولوجي في أنماط الحياة إلا أن النسبة في تزايد سريع . وقد حرص المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان في الربع الأخير من القرن الماضي على أن يأخذ المعوق نصيبه من الرعاية والاهتمام والحقوق والواجبات ، فأصدرت الأمم المتحدة - إعلان حقوق المعاقين عقلياً- عام 1971م ، و إعلان حقوق المعوّقين عامة عام 1975، كما أنها أعلنت العام الدولي للمعاقين عام 1981م و رغم هذا لا تزال هناك مئات المشاكل تواجه المعاقين يومياً و خاصة في الدول العربية و دول العالم الثالث كما يسمونها . فلا تزال صعوبة التنقل و الحركة هي المشكلة الرئيسية في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أنواعها . ففي مصر حتى الآن لا تتوفر إمكانية آلية لدخول ذوي الاحتياجات الخاصة و خاصة المقعدين منهم إلى أي مصلحة أو هيئة حكومية أو خاصة . ناهيك عن وسائل المواصلات و خاصة في التنقل لمسافة طويلة . فعندما يكون القطار هو السبيل الوحيد أمام هؤلاء يزداد الأمر سوءاً . و إذا وضعنا مشكلة التنقل جانباً وجدنا مشكلة أكثر صعوبة و هي مواصلة ذوي الاحتياجات الخاصة للتعليم أو العمل . فلا وسيلة واحدة تمكن هؤلاء من العيش بشكل طبيعي ، لذلك فلا حرج عندما يطلقون علينا أننا غير أسوياء ، فالحياة نفسها أصبحت غير سوية ليس فقط لمَن هم في احتياجات جسدية معينة إنما لمَن هم بحاجة اكبر للفهم و إطلاق بصيرتهم للعمل .
في جامعة هامبورغ بألمانيا ، استطاعوا أن يقدموا خدمات عملية ونظرية لذوي الاحتياجات الخاصة في قاعة المحاضرات وأثناء الامتحانات بالإضافة إلى أجهزة السمع وأجهزة القراءة ، السكن و الامتحانات و التنقل و غيرها . فقد أشارت إحدى الجهات الرسمية الألمانية إلى أن نسبة الطلاب الذين يعانون من إعاقات وأمراض مزمنة تصل إلى نحو 15 بالمائة في ألمانيا . و بالطبع هذه نسبة كبيرة و خاصة في بلد حضارية مثل ألمانيا . و لكن عندما تتاح لهم إمكانية الحياة بطريقة طبيعية فتصبح الحياة أكثر استقراراً و سهولة . و أقول طبيعية حسب نصوص حقوق الإنسان التي تكفل للجميع توفير الاحتياجات الأساسية .
ذوي الاحتياجات الخاصة بأي مكان لا يطلبون سوى الضروري . و الطبيعي الذي يتوفر لكل الفئات . فعندما يُكلف مبنى أو مشروع ضخم ملايين الدولارات لن تزيد كاهلهم بضع دولارات أخرى يستطيعوا بها أن يُسهلوا الحياة لمَن هم في احتياج لبعض الإمكانيات البسيطة .
فأعداد المعاقين في تزايد كما رأينا من خلال الإحصائيات و أي خدمات تقدم لهم لم تعد تكفي هذا التزايد المستمر ، يلزم الدول و القائمين على شئون المعاقين أن يبدءوا بما يكون أساسي في المجتمعات كإتاحة الأماكن لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة و التي تمكنهم من تقضية مصالحهم و خاصة المصالح الحكومية ، تجهيز آليات تساعدهم على استخدام وسائل المواصلات و خاصة القطار و المترو ، تطوير الأماكن العامة و الشوارع بحيث تكون مناسبة للسير ، معاملة العاملين منهم كأسوياء ليس كمن يحتاجون لإعانة . هذه أولويات لابد أن تكون متوفرة بالضرورة في كل المجتمعات المؤمنة بتفعيل دور الفرد و المجتمع .
الواقع الذي يفرض نفسه أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحتاجون لنصوص موثقة بالأمم المتحدة فقط ، أو لفتات مذهلة و محاضرات بديعة في المؤتمرات التي تـُنـادي بحقوقهم و التي تُعقد بأفخم الفنادق بأي دولة و تنفق عليها مبالغ طائلة و لا يحضرها ذوي الاحتياجات الخاصة سوى فرد أو اثنين . إنما يحتاجون إلى تطبيق عملي لهذه النصوص ، تطبيق يَـكفل لهم العيش بطريقة أيسر و بإمكانيات و مساعدات في المجتمع الذي يعيشون فيه . تطبيق يجعل ضوء الشمس ينعكس على وجوههم أثناء وجودهم خارج منازلهم . ضوء يعكس حبهم للحياة و رضائهم بما يعيشونه ، لا يعكس عبوسهم و تفكيرهم المستمر في كيفية عمل هذا أو ذاك ، شاعرين أن هناك من يشعر و يفكر و يعمل من اجلهم . فالأمر لا يحتاج إلا إلى صحوة وعى من المسئولون و الوزراء الذين يهدرون أوقاتهم بالحديث للصحف و الفضائيات . نحتاج منكم أيها السادة أعين تُبصر لا أعين تنظر فقط و الفرق واضح .

مراجع الإحصائيات :
http://www.caihand.com/na.htm
http://www.afb.org/Section.asp?SectionID=15









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة والي تشيد بجهود مصر الدولية والوطنية في مكافحة الفساد


.. انتهت باعتقال قائد الجيش.. تفاصيل محاولة الانقلاب في بوليفيا




.. أخبار الصباح | ترمب يخطط لإطلاق أكبر برنامج لترحيل المهاجرين


.. إسرائيليون يتظاهرون عند مفترق كركور قرب حيفا للمطالبة بإعادة




.. اعتقال قائد الجيش البوليفي عقب محاولة انقلاب فاشلة