الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد الخطة الامنية الجديدة..؟؟

جاسم العايف

2007 / 2 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عزز أو سيعزز الرئيس بوش قواته في العراق مؤكدا أن التراجع يعني الفشل والفشل يعني ان العراق سيكون مخبأ آمنا للإرهاب العالمي وبؤرة لتصديره، وحدد أيضا إن على الحكومة العراقية أن تكون جدية في التعامل مع الواقع العراقي، خاصة اعمال العنف الطائفية، وأن تكون حكومة لكل العراقيين وليس لطائفة منهم فحسب، وان يرتبط ذلك بالعملية السياسية الجارية في العراق التي يجب أن يبنى عبرها عراق متعدد ديمقراطي اساسه المواطنة والمساواة وخال من التمييز الطائفي والعنصري. بالتأكيد أن ذلك لا يثير خلافا بين اثنين ولكن المشكلة الأساسية تكمن في الكيفية التي ستتحقق بها وعبرها هذه الأهداف في ضوء حمى الخلاف والاقتتال السياسي والفعلي الذي جرى ويجري في العراق والذي صبغ ويصبغ أيام مواطنيه بالدم اليومي المتواتر وأصاب الجميع دون تمييز أو حساب لمَنْ عدد ضحاياه اكثر من هذا المكون أو ذاك فلقد اصيب جميع العراقيين بخسارات موجعة مؤلمة دون استثناء لفئة أو منطقة ما فتحول العراق كما توعد ذات يوم الدكتاتور المقبور صدام حسين إلى خرائب وأنقاض ينعق فيها البوم وطائر الموت اليومي . لقد اعترف الرئيس بوش بحصول "بعض" الأخطاء في ما يسمى بـ"عملية تحرير العراق" من أبشع نظام ديكتاتوري همجي عرفه التاريخ ووعد بإقامة نظام ديمقراطي متحضر بديلاً عنه. وبالتأكيد أن ذلك الاعتراف العلني لا يأتي عبر نزوة فردية منه بل عبر حصاد الوقائع اليومية الدموية الجارية على الأرض العراقية وعبر هدر مليارات من أموال دافعي الضرائب الامريكيين التي تحولت الى جيوب اللصوص المحيطين بالأمريكان عندما اجتاحوا العراق ولم يقبض منها الشعب العراقي الا الفتات. كما ان الاعتراف بالأخطاء وبعد فوات آلاوان قد أتى بعد دراسة مكثفة وواسعة من قبل خبراء ومختصين وواضعي ستراتيجيات كبار محيطين بالرئيس بوش وبإدارته وذوي باع عريض في الشأن السياسي ، ولن تخرج الخطة منهم وتصل إلى حيز التنفيذ إلا بعد تمحيص و مراجعة وتعديل.
إن ما حصل في العراق عقب الاحتلال من أخطاء وتضحيات وهزات عنيفة اعترفت بها الادارة الامريكية ذاتها علنا بعد فوات الأوان يجعلنا نتساءل عن امكانية النجاح هذه المرة؟؟ وليس هناك مجال للمراجعة او التصحيح بعد الآن لأن الفشل يعني كارثة أخرى جديدة ولعلها نهائية تضاف على كاهل العراقيين الذين غدا وطنهم وأمنه ووحدة شعبه من الأمنيات التي ربما هي عصية على التحقيق بفعل السياسات الخاطئة والمدمرة التي رافقت العملية السياسية التي شرعنها الحاكم المدني الامريكي مهندس الطائفية والمحاصصة بول بريمر والتي استجاب لها الساسة بالعراق طواعية بحثا عن مغانم مؤقتة زائلة وقامروا فيها بمستقبل الوطن العراقي ويحصد الشعب العراقي الآن ثمارها الجافة المرة التي وضعته في مهب الريح و تركت ندوبا لن تمحى في جسده ونسيجه الاجتماعي .
لا يمكن في ضوء الواقع العراقي الراهن ومعطياته العملية الاعتماد على الخطة الأمنية الجديدة المنوي تطبيقها من قبل الأجهزة الامنيية العراقية بالاستناد على ((العسكرة)) الأمريكية فقط حلا لمشاكل العراق ولذلك فالعملية السياسية العراقية والأوضاع الحالية فيما اذا عرفت غير اتجاه واحد فقط فلن يتوفر لها النجاح إطلاقا من اجل اعادة بناء العراق ولملمة جراح العراقيين مهما وضعت من خطط لما يسميه بعض المحللين والسياسين بـ" دحر الإرهاب وتخليص العراق والمنطقة من شروره مرة وإلى الأبد".
فهل ستبقى المؤشرات القديمة ذاتها في اعتمادها على نجاح الإستراتيجية الجديدة في العراق ؟ والتي ستقود حتما الى ضحايا اكثر وخسارات مضافة جديدة مرة ايضا؟. ليتأكد الجميع من ان كل الحلول القادمة- مهما كان حجمها ونوعها- للاوضاع الراهنة في العراق ان لم تجرِ على وفق "التنازلات المتبادلة"التي توصف بـ"المؤلمة" لجميع الاطراف العراقية لن تجدي حلا وليتأكد الجميع بأن "الاستفراد" بالعراق غير ممكن اطلاقا لأي طرف من الاطراف العراقية مهما كان حجمه السكاني والاجتماعي وثقله في الخارطة السياسية العراقية ومهما كان الدعم الخارجي له ماديا واعلاميا متواصلا فأنه سيجف ذات يوم ما على وفق مصالح الداعم السياسية وسيعض المدعوم إصبع الندم وسيقبض الريح التي تعصف بالعراق الآن وفي السياسة كما هو معروف ومكرر "لا مكان للصداقات والتحالفات الدائمة" اطلاقا بل ثمة مكان فقط "للمصالح المتغيرة والدائمة"ولا غيرها.
كما انه على الطرف العراقي الآخر ان يثق قطعا ويتصرف على ان "العراق السياسي" الذي كان قبل زلزال واعصار 9/4 / 2003 لم يعد له وجود آلآن او في المستقبل وبالتالي على العراقيين ان يجلسوا ويتفقوا على وفق هويتهم الوطنية العراقية ومصالح شعبهم العراقي فقط ولا شيء منجٍ لهم ومحقق لمصالحهم سوى ذلك، فأن لم يجلسوا آلان فأنهم سيضطرون للجلوس طال بهم الزمن ام قصر، لان المشاكل في العراق ليست امنية محضة حتى تحل بلغة التهديد والوعيد و القوة والخطط الامنية الجديدة ستفشل كسابقتها اذا ما تم التصرف على ان المعضلة العراقية امنية فقط وليست سياسية –اجتماعية- امنية ، ولذا لابد من الحوار العراقي - العراقي فان وراء دعم الإرهاب الذي انحصرت مهمته في التنكيل بالعراقيين والميليشيات المسلحة وأفعالها الإجرامية بكل أشكالها ومنطلقاتها مصالح لدول واطراف لا علاقة لها باستقرار العراق وبدون موقف حازم تجاه ذلك عراقيا ،فستطول محنة الشعب العراقي. وتجاوز الشعب العراقي محنته وانهار دماء أبنائه الراهنة نجاح وانتصار لأصوات العقل والحكمة والتاريخ المشترك، والفشل كارثة اخرى ليس على العراق وشعبه وحده فقط ،مع انه سيكون الخاسر الأكبر، بل على المنطقة وشعوبها ولا نغالي إذا قلنا وعلى العالم كله أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته