الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدم القادم: عائلة الشمالي

رانية مرجية

2007 / 2 / 8
حقوق الانسان



البلدية تصر على هدم بيت عائلة الشمالي* البيت معرض للهدم في أيّة لحظة* الحل الوحيد: ضغط جماهيري على رئيس بلدية الرملة* محامي العائلة: نوايا البلدية سيئة* وأفراد العائلة يعلنون: سيهدمون البيت على جثثنا* رئيس البلدية: كل بيت سيبنى دون رخصة سيهدم حتى وإن كان صاحب البيت يهودي!"

يقع بيت جميل الشمالي في حي "جان حاكال" بجانب طريق رقم 40، تسكن في البيت عائلتين عربيتين. البيت مهدد بالهدم في أي لحظة. القضية ليست جديدة فهي تدور في المحاكم منذ خمس سنوات، هناك ضغط من قبل البلدية على أهل البيت ليقوموا بهدم البيت بأنفسهم، وفي حال لم يقوموا بذلك فإن البلدية سوف تهدم البيت وتلزم العائلة بدفع تكلفة الهدم.

قضية هدم البيوت العربية في الرملة لم تعد قضية فردية بل أنها جماعية، وأمر هدم بيت الشمالي ما هو إلا مثال على حالات كثيرة فهناك بين 10 حتى 20 أمر هدم في هذا الحي لبيوت أخرى، ويبدو أن البلدية تقوم بملاحقة العرب بشكل فعلي عن طريق التخطيط، وهو أمر مبرمج لأجل التضييق على العرب.

عند دخول حي "جان حاكال" تلاحظ أن مقبرة الانجليز التاريخية أمامك، وتُدهش عندما تعرف أنّ من يقوم بحراسة هذه المقبرة الشيخ أبو تيسير الشمالي، وبعد عدة أمتار تجد المدرسة العمرية ثم يليها حضانة جمعية الهدى الإسلامية. ولا شك أن حي "جان حاكال" شهد تطورًا جادًا في الفترة الأخيرة، إلا أنّ أوامر قرارات هدم البيوت تقلق راحة السكان، الكل في الشارع يتحدث عن القرار النهائي لهدم بيت الشمالي، وهنالك من يتحسّر ويقول: "عشرة بيوت في الحي مهددة أن تُهدم".

أجد صعوبة في الدخول للبيت وخاصة وأني أرى حولي وجوه عابسة وأطفال شاردة الذهن وخائفة. يستوقفني أحد الأطفال مما لم يتعدوا العاشرة يسألني بعبرية متكسرة(من أنت)، فأجيبه بالعربية: "أنا مراسلة صحيفة المدينة" فيعتذر: "حسبنا انك من البلدية، خاصة وأنومعك كاميرا، العرب دائما قلبهم على بعض لا يفهم العرب إلا العرب".

منذ أكثر من أسبوع وأطفال عائلة الشمالي لا يذهبون إلى المدارس، يجلسون في ساحة البيت ويبكون، النساء لا يفعلن شيئا سوى الجلوس سويّة وانتظار الفرج. الرجال مشغولون، لا أحد منهم في البيت، يذهبون إلى جلسات الكنيست، فقد صدر القرار النهائي بهدم بيت جميل الشمالي.

سيهدمون البيت على جثثنا
"لن نسمح لهم بهدم بيوتنا إلا على جثثنا" تقول صاحبة البيت ابتسام الشمالي (33 عامًا)، وهي أم لستة أطفال أصغرهم في جيل شهر، وأكبرهم 16(عامًا). الدموع لا تفارقها: "ست سنوات ونحن ندفع المبالغ الضخمة للمحاميين والمحاكم، بعتُ ذهبي لأصرف على أولادي".
وحول قرارا لبلدية ( بهدم)
البيت تقول: "إنهم بارعون في ملاحقة العرب، الأرض ملكنا ولكن البلدية تدّعي أنها زراعية وأن البيت غير مرخص، وترفض أن تعطي الترخيصات لنا "أنها مدينة يهودها وعملائها. أحاول أن لا ادخل لاكتئاب نفسي بسبب طفلي الرضيع ابن الشهر وبقية أولادي، نحن انتخبنا يوئيل لافي كما أوصانا أعضاء البلدية العرب، قالوا أنه جيد للعرب، بالفعل أنه جيد بإذلالنا".

نداء لرئيس البلدية.. فهل يسمع
تغريد الشمالي (18 عامًا)، قالت: "قرار الهدم سبب لنا عقدة نفسية جادة أثرت علينا في تحصيلنا العلمي". وأضافت: "لدي عشرة إخوة، لا أحد(منهم) يذهب إلى المدارس بسبب الصدمة".
فراس ابن السادسة يحوم حولي والحزن يسيطر عليه رغم صغر سنه يسألني: "أين سنذهب لو هدموا البيت؟". تنضم سهلية التي تبلغ (12 عاما) لابن عمها وهي طالبة تدرس في المدرسة العمرية وتقول: "أرجوك يا رئيس بلديتنا لا تهدموا بيت عمي لأن بيتنا ملتصق ببيتهم، إن هدم بيتهم سيهدم بيتنا وبيت عم أخر لنا، ثلاثة عائلات ستدمر وتشتت وأنا اعرف انك كأب وكانسان ستفهم توجهنا".

لماذا الآن؟
السيدة زهر الشمالي تقول: "عندما كان البيت عبارة عن غرفتين ومطبخ لم يتحدث معنا أحد حول الأمر، الآن يريدون هدمه لأنه أجمل بيت في الحي، أكثر من عشر سنوات لم يتحدث (أحد معنا). أم ابتسام السيدة حليمة، تقول: " أين ستعيش ابنتي وأولادها الستة لو هُدم البيت؟ أنا لا استطيع استقبالها في بيتي، لدي أولادي وزوجاتهم، عدا عن تسعة شباب، أين سأرمي ابنتي ليت كان لنا بيت شعر."

المحامي عبد أبو عامر: البلدية تضع شروط تعجيزية
عبد أبو عامر محامي العائلة يقول: "يستند تبرير البلدية بهدم البيت وجوده قرب شارع رقم 40، وكونه مبني على أرض زراعية، ورغم أنه ليست هناك أرض زراعية. هذه شروط تعجيزية من قبل البلدية، لا يريدون إعطاء ترخيص للبيت، بأي شكل.
ما هو الوضع القانوني الآن بخصوص أمر هدم البيت؟
المحكمة المركزية صادقت على قرار الهدم والخطوة القادمة هي تقديم استئناف للمحكمة العليا. في حقيقة الأمر أن إمكانية حكم المحكمة العليا لصالحنا ليست كبيرة وذلك لأن البيت غير مرخص، من ناحية ثانية ترفض البلدية ترخيص البيت.
ما الذي يجعل البلدية ترفض رفضًا قاطعًا ترخيص البيت؟
نوايا البلدية غير صافية ويبدو أنه من المستحيل أن تعطي رخصة للبيت، فعلى الجانب الآخر من الشارع تم بناء حارة كاملة لليهود، هي اقرب لشارع 40، من المفروض أن تكون المشكلة هناك أكبر، ومع هذا لم يحدث منع بالبناء وحصلوا على كل التسهيلات اللازمة.
ما هي الخطوات العملية القريبة؟
هدفنا هو توقيف أمر الهدم، فلا يمكن السماح بالهدم، لو هدم البيت سيتم تشريد عائلتين مكونتين من عشرة أفراد، وستكون حياتهم صعبة خاصة الآن في فصل الشتاء.

بثينة ضبيط: الحل الوحيد هو ضغط جماهيري
بثينة ضبيط مركزة مشروع المدن المختلطة في شتيل، تقول: "نحن غير مرئيون بالنسبة لرئيس البلدية، نفكر بالعمل على إلغاء القرار بشكل فعلي، في
الحقيقة ليس هناك الكثير مما يمكننا أن نفعله، نفكر في كيفية القيام بالضغط على رئيس البلدية، الحل الوحيد الآن هو التوجه للقيام بضغط جماهيري."

رئيس بلدية الرملة: لست ضد أي أحد ولكني مع القانون!
في رد من رئيس بلدية الرملة حول أمر(هدم) بيت جميل الشمالي جاء: "كل من قام ببناء بيت بشكل غير قانوني يُهدم بغض النظر في أي منطقة، العرب يدعون أن البلدية لا تعطي رخص ولكن أغلبهم لا يتوجهون بطلب رخصة إلا بعد أن يتسلموا قرارًا بالهدم، لست ضد أي أحد ولكني مع القانون وكل بيت سيبنى دون رخصة سيهدم حتى وإن كان صاحب البيت يهودي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا




.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس