الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل استفاق التيار الليبرالي العراقي من صحوة الحلم الامريكي ؟

ثامر قلو

2007 / 2 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم يفاجأ التخبط السياسي والعسكري الامريكي في العراق منذ اسقاط النظام الدكتاتوري السابق في الرابع من نيسان عام الفين وثلاثة مجمل المراقبين والمواطنين العراقيين ، كما فاجأ ويصعق كل يوم التيار الليبرالي العراقي وخصوصا تلك الشريحة التي طبل مغفلوها وبشروا لقدوم الديمقراطية الامريكية ، فقد خدع أغلبية العراقيين بالنوايا الامريكية المبيتة ، للدرجة التي أنطلت معها هذه الصولجة الامريكية حول تحرير الشعب العراقي من ربق الدكتاتورية واقامة النظام الديمقراطي البرلماني ، أنطلت حتى على أغلب مفكري التيارات اليسارية ومثقفيهم وأنصارهم ، رغم السنين العجاب التي كابدوها في دراستهم وتثقفهم بما حوى أمهات الكتب الماركسية ، لماهية الدولة الرأسمالية التي يقودها كما درجت العادة عتاة رأس المال من أصحاب الشركات الاحتكارية وذيولهم .

التيار الليبرالي العراقي يمكن عده حديث النشأة ، عند المقارنة مع التيارات الفاعلة في الساحة العراقية ، كما هو شأن التيار الماركسي ، القومي، والديني ، وقد تكون بالاساس ، علاوة على الليبراليين العراقيين الاولين ، منذ عهد الحكم الملكي ، من شرائح كبيرة تنفصل يوما بعد يوم من التيارات السياسية الرئيسية في الساحة العراقية ، لا سيما من الذين يقيمون خارج البلاد و يتأثرون بالنظم الفكرية الغربية التي تؤسس للمجتمعات المدنية والحضارية .
وحسب ظني أن التيار الليبرالي عموما وفي العراق خاصة بات يتشرنق لولادة تيار جديد على أنقاضه أكثر تقربا للانسان ، واكثر ابتعادا عن الدين ، وهو ما يسمى ، التيار العلماني العراقي ، والمعنى أن العلمانيين العراقيون يشكلون الخطوط الامامية للتيار الليبرالي ويمكن عدهم كحاملي الرماح عند الهجومات في عهود الاجداد الاوائل ، وسوف يتحول التيار الليبرالي، تيارا علمانيا خالصا في الازمان القادمة .
لم تكن ولن تكون أميركا معنية باقامة الديمقراطية الحقيقية بأي بلد ، ولا تكترث في الاساس لتقوية التيارات الليبرالية والعلمانية في العالم المتخلف وهي دول العالم الثالث ، وتجربة العراق تعد من أكبر البراهين ، فما تبحث أميركا عنه وتسعى له هو تقسيم منافع الدولة بين الطوائف والملل والنحل ، وتنصيب عشرات الرؤوس لحكم بلد واحد ، تحت ذريعة مشاركة جميع فئات الشعب في الحكم ، والنتيجة هي معروفة سلفا ، تصارع هؤلاء ، وهم في العادة المنتفعون والانتهازيون الذين يركبون موج الطائفية والفئوية والعرقية ، يتصارعون ليس حبا بالفئات التي يمثلونها في الاغلب ، وانما على المنافع المترشحة من غنائم السلطة والحكم ، وهكذا نتلمس عن قرب ما يجري في أروقة البرلمان ، ومؤسسات الحكومة الاخرى .

المأزق مع أميركا وبريطانيا وبقية الدول الرأسمالية ، والمعني هنا الانظمة ، أنهم يتعاملون مع الشعوب البدائية أو الناشئة وهي شعوب العالم الثالث ، ومن بينها شعبنا العراقي باستخفاف ، واحتقار ، مع النية الابدية للاستغلال والبقاء عليه ، وفوق هذا وهذاك يتشدقون لدى شعوبهم ولدى شعوب هذه البلدان ومن بينهم الشعب العراقي بكلام معسول عن تطوير البلاد واقامة النظام الديمقرطي ، علما أن ذاك هو آخر ما ينشده هؤلاء المارقون .
عندما حط الجيش البريطاني في جنوب العراق ، في اعقاب اسقاط نظام الصنم ، كان أول بشراه للجماهير العراقية ، ان طالب قادة هذا الجيش ومستشاروه السياسيون الاجتماع بشيوخ العشائر وأفخاذهم في تلك المناطق ، وعندما صدموا بالتغيرات الجديدة ، كان رد فعلهم سريعا فعجلوا اللقاء برجال الدين والائمة وآيات الله ، هؤلاء الذين ورثوا مقامات الشيوخ وسلطاتهم في العقود الاخيرة ، فأي ديمقراطية يحملها لنا هؤلاء وأولئك !

أول الناقمين على التيار الليبرالي الموعود بدعم أميركا، كان الجلبي ، فقد استشعر مدعوما بفطرة الرأسمالي ، مجسات العم سام سريعا ، وانقلب على تياره وتحول دينيا ، أو راوغ حول امتيازات التيار الجديد ، بعد أن أطال له لحية خفية ، وآخرهم كان المصلاوي الشهير في غرفة البالتوك العراقية ألذي تحول بعثيا أو مستنجدا ببقايا البعث لتحريرالعراق من المد الاسلامي ، وشتان ما بين تحول هذا وهذاك ، فالجلبي لا يهمه شأن البلاد ومستقبلها ، بقدر ما يهمه مصالحه الذاتية بينما كان تحول المصلاوي والوف أخرون، هاجسهم الخوف من المصير المظلم للبلاد على أيدي التيارات الدينية ، وبذلك صار حالهم كحال الغريق الذي يتشبث بأي قشة من أجل النجاة .
أما من فئة المثقفين والكتاب ، فلم يعد مبينا حتى هذه اللحظات ، ان كان الكاتب المعروف عبد الخالق حسين قد فطن للنوايا الامريكية أم انه لا يزال يجد لهم المبررات تلو المبررات ، لكن الضحايا العراقيين الساقطين كل يوم من الفقراء الكسبة في ساحات بغداد وزوايا المدن العراقية الاخرى أمام أنظار الدولة المحتلة ، والحكومة الطائفية المائعة عن تعمد أو غباء ، تجعل أشد الناس التصاقا بأمريكا يفكرون الف مرة بخطلها وشذوذها ولا مبالاتها قبل الركون الى أحلامهم النرجسية .
دعونا نصفق لجورج بوش اسقاطه للنظام الدكتاتوري ، وهو أمرقابله الملايين من العراقيين في الايام الاولى للسقوط بالحسنى ، ولكنه السؤال الاهم الذي يقتضي طرحه على بوش وعلى الاخرين ، هو ماذا بعد السقوط؟ وقبل تلقي الاجابة من الرئيس بوش ، لعل أحدهم ينجده بالمغزى من دعوة رئيس المحاكم الاسلامية المهزوم في الصومال للاشتراك في حكومة توافقية على غرار الحكومة الحالية في العراق !

* المقال مهداه الى ،، مكسيم ،، ابني البكر الذي ولد ليلة أمس في الوطن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على