الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيك تاك في اسرائيل

فاتح الخطيب

2007 / 2 / 6
القضية الفلسطينية


لم تكن شهرة الدمية " تيك تاك" والتي اصبحت حديث الساعة في اسرائيل الا محض صدفة. ففي احد مواقف الحافلات في القدس الغربية, صعد جميع الركاب الحافلة مخلفين وراءهم تلك الحقيبة الصغيرة والتي ستصبح فيما بعد واحدة من اكبر نقاط التحول في حياة اسرائيل. بدأ ركاب جدد بالتجمع في ذلك الموقف ولم يعر احدهم الحقيبة اي انتباه في بداية الامر, لكن سرعان ما خيمت حالة صمت مريبة لسماع صوت انبعث من الحقيبة, سال احدهم لمن هذه الحقيبة؟ لم يجب احد, ارتاب الجميع وتفرقوا بشكل فوضوي مبتعدين عن مكان الحقيبة, ولم تمض دقائق حتى بدأت فرق الامن والشرطة التوافد للمكان. اقفل الشارع وافرغ من الناس.
في تلك الاثناء تذكرت الفتاة " توني " انها قد نسيت حقيبتها في ذلك الموقف, قررت النزول في اقرب محطة للعودة لحقيبتها, حينما كانت فرقة الكشف عن المتفجرات قد تأكدت من عدم وجود اي مادة متفجرة في الحقيبة, وذلك من خلال المجس الالي, وتوجه احد اعضاء الفريق الفني للكشف عن حقيقة الحقيبة, وكل ذلك كان قد صور على شاشة التلفزة الرسمية, ولم يبق اي مندوب لاي صحيفة رسمية او خاصة الا وقد وصل ذلك المكان لتغطية الحدث. لم تتمكن الفتاة " توني " من الوصول لحقيبتها, فقد كانت اطراف الشارع مكتظة بافراد الشرطة مانعة ايا كان من ألوصول لمكان الحدث. وفي تقرير خبراء المتفجرات كانت المفاجئة, اذ ان الصوت كان يصدر من دمية " التيك تاك " والذي يشبه تماما ذلك الصوت في الافلام البوليسية الصادر من قنبلة موقوتة. وتم التعرف على صاحبة الحقيبة الفتاة " توني " والتي كانت قد اخبرت والديها بالامر. عادت الحقيبة بما فيها لصاحبتها بسلام.
الى هنا تبدو انها حكاية عادية, الا ان انتشار صورة الفتاة " توني " في كل مكان اثار غيرة زميلاتها في المدرسة والتي وصلت في احداهن حد عمل الشيء نفسه. وفعلا قامت الاخرى بتكرار السيناريو نفسه والتي لم تثر الاجهزة الامنية هذه المرة فحسب, بل تسببت باثارة الرعب في الشارع الاسرائيلي, مما دفع بالدوائر الحكومية منع التداول في مثل هذه الدمى المثيرة للجدل, لكن تبين ان هناك كمية هائلة من هذه الدمى " تيك تاك " تنتشر في الاسواق في طول البلاد وعرضها.
حاولت الاجهزة الامنية لملمة الموضوع اعلاميا, لكي لا تستفيد منه الفصائل الفلسطينية لزعزعة الامن الاسرائيلي. ولكن كان الاوان قد فات بعدما انفجرت فعلا واحدة من هذه الحقائب في مكان قريب من محطة لنقل الركاب, وسرعان ما اخذت خطوط الهاتف بالابلاغ عن حقائب تصدر الصوت ذاته هنا وهناك, وعلى الرغم من انه لم تنفجر الا حقيبتين اثنتين, واحدة في " تل ابيب " واخرى في " ايلات " الا ان عدد البلاغات عن الحقائب ذاتها زاد بحيث خرج الامر من دائرة سيطرة الاجهزة الامنية, وبدأت مراكز الابحاث والدراسات تحصي حجم الخسائر التي تسببت وتتسبب بها تلك الدمية " تيك تاك ", فقد خلقت حالة من الاستنفار بين افراد الاجهزة الامنية مما ادى الى مضاعفة عدد افرادها من اجل نشرها في كل التجمعات العامة. وليس هذا فحسب, فقد ارتفع عدد حالات الصرع بين من تعرضوا لمكان تواجدت فيه هذه الدمية, وعلى اثرها تم استحداث مراكز خاصة في المستشفيات لمعالجة الامراض النفسية الناجمة عما تسببه هذه الدمية. ولم يسلم قطاع السياحة ايضا, فقد قارب هذا القطاع على الشلل نتيجة حالة الهلع المنتشرة في الشارع الاسرائيلي. واحصاءات الخسائر لا تزال مستمرة.

لم ينافس ارتفاع اصوات تكتكة الدمية في البلاد غير تلك الهمسات المتصاعدة هنا وهناك تطالب الحكومة بالحاح الجلوس مع نظرائهم الفلسطينيين من اجل الوصول لحل نهائي يسفر عن اقامة دولتين , لتخليصهم من لعنة الدمية " تيك تاك ".

فاتح الخطيب
هولندا/ 04-02-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في