الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات ماسح أحذية

نشأت المصري

2007 / 2 / 7
كتابات ساخرة


لقد لُقِب هذا الفسل بألقاب كثيرة في رحلة حياته والتي ربما تتناسب مع قصة فلم أو مسلسل ساخر يحمل في طياته مستوى لا بأس به من خفافيش الظلام, لقب بالولد!!
ثم لقب بالأسطى !!!ولقب بالحوت!!! ولقب بسعادة البيه!!! وأخيرا لقب بالباشا.
حيث أن الألقاب في مصر يتم توزيعها جزافا لمن يملك ومن يحمل سطوة أو سلطة.
كتكوت هو اسمه في شهادات الحكومة , ذلك الطفل الشقي والذي تربى كأحد أولاد الشوارع حيث أن والده يسكن احدي المناطق العشوائية في مدينة كبيرة من مدن مصر والتي بها أماكن سياحية, والد كتكوت هذا وبعد أن أنجب هذا الطفل دخل السجن في قضايا نصب لدرجة أنه أدمن السجن , وأخر مرة دخل فيها السجن مات هناك وكتكوت لم يتجاوز الثامنة من عمره, أما أم بطل هذه القصة فكانت تلبس العباءة والطرحة والمنديل أبو أوية فلا يظهر من شعرها إلا خصلة على جبهتها مصففة جيدا وبها بنس ملونة قرابة العشرون بنسة ( بنس الشعر) ,وتضع حول عينيها كحل غزير وأحمر شفاه على فمها لتظهر بمظهر أشبه بالمسخ , أما في المنزل فلها قميص شيفون تلبسه لاستقبال من على ذمته من الأزواج , حيث أنها كثيرة الرجال.
وكانت عندما يأتيها عريس الغفلة تخرج كتكوت وإخوته إلى الشوارع ولا تعلم متى يعودون ومتى يخرجون من المنزل , والذي هو عبارة عن غرفة واحدة وحوش ودورة مياه بلدية وطشت .
التحق كتكوت بالمدرسة في المرحلة الإلزامية مع أترابه من أبناء هذه المدينة, وفي الحقيقة لم ينبغ في شيء سوى سرقة زملائه , وبالأخص سرقة السندوتشات الخاصة بأبناء الأغنياء حيث كانت ذات جودة عالية, وكان دائم القسوة والضرب لأبناء المدرسة, وعلى قدر شقاوته كان المدرسين يساعدونه على الهرب من المدرسة لا لشيء سوى اتقاء شره .
لم ينهي كتكوت دراسته الابتدائية حيث أعطى لنفسه شهادة تخرج مبكر وهو في سن التاسعة من عمره , لأنه تم القبض عليه بسبب مشاجرة مع أحد التلاميذ المميزين بالمدرسة وتسبب له في عاهة مستديمة بعينه, ولكن وساطة أهل الخير
مع أهل الطفل ومع الشرطة تم سحب المحضر وتسوية الموضوع وديا.
فاجتمع أهل الخير وصنعوا له صندوق مخصص لماسحي الأحذية , وفوطة صفراء وعلب ورنيش بألوان مختلفة , وعلموه كيف يقتني هذه المهنة , وأخذوا ينادونه الولد كتكوت.
ولكنه وبعد فترة ليست طويلة بدد الصندوق ومحتوياته في لعب الدومينو والطاولة على المقاهي .
ولكن أهل الخير أيضا جمعوا له مبلغا لاسترداد الصندوق ومحتوياته .
وفي الحقيقة كتكوت كان يتمتع بنسبة كبيرة من الذكاء , فبدّل المقاهي في الأحياء الفقيرة وأخذ يتردد على مقاهي وكازينوهات في الأماكن الفاخرة مستعينا بصداقات جديدة بين العاملين في هذه الأماكن , فأخذ يمسح أحذية السياح ويتقاض أجره بالعملة الصعبة .
فصنع لنفسه صندوق مميز لمسح الأحذية مغطى من الخارج برقائق النحاس البرنزي اللامع مع عديد من المرايا لتسهيل رؤية الحذاء من جميع الاتجاهات , وصنع لنفسه ملابس مميزة أيضا , فكان يرتدي سروال أشبه بسروال البمبوطية, وله سترة أشبه بصديري لميع, وعلى رأسه وضع طربوش كما كان قبل الثورة , وقد تعلم التحدث باللغات فكان يلاغي السياح بخفة دم مما ساعده على أنه صار علم من أعلام الأماكن التي يرتاد عليها , وزبائنه من المديرين لهذه الأماكن والسياح, فكان ينادونه أوسطا كتكوت.
وعرف طريق تبديل العملة الصعبة , وتلاعب في هذا المجال " تجارة العملة" مما در عليه ربح وفير, مع وجود تجارة متعددة في متنوعات متعددة " تجارة ممنوعات"وأطلق عليه الحوت.
وفي ذات يوم حيث توفي صاحب أحد الفنادق الكبيرة , وأراد الورثة بيع هذا الفندق الكبير فتقدم كتكوت بأكبر عطاء لشراء هذا الصرح العملاق .
فبدّل كتكوت الصندوق بمكتب فاخر , وبدّل ذي البلياتشو بالبدل الفاخرة, وعين لنفسه مستشارين وحاشية , وتوسعت تجارته , وأصبح له أصدقاء من الأمن والشرطة وديوان المحافظة وربما المحافظ , والجميع ينادونه كتكوت بيه .
ولكن هذا المال الوفير وهذه العزوة يتطلب لها رداء آخر , فلا بد من الدخول في السياسة , ولكن كتكوت كل مؤهلاته ختم نحاسي يحمل اسمه ورقمه في دفتر الختّام.
فتعلم كتكوت كيف يكتب اسمه بجهد كبير , وبعدها فتح معرض سيارات , يبع فيه جميع موديلات السيارات سواء قديم أم حديث.
وبنى ديوانا كبيرا وكان يقيم سرادق أثناء احتفال الموّلد ويعزم فيه القيادات الشعبية والتنفيذية , والموائد الرمضانية, وببذخ كان يطعم الآخرين ولكن ليس من أجل الصدقة لكن من أجل الشهرة.
فأشار عليه أحد مستشاريه أن يلتحق بأحد الأحزاب السياسية , وطبعا كالعادة رحب الحزب برجل الأعمال الثري كتكوت بيه.
وفي داخل الحزب أصبح مقررا للجنة السياحة , ومستشارا سياحيا .
ثم رشح نفسه للمجالس المحلية, وبوسيلة أو بأخرى رأس المجلس المحلي.
وكان سليط اللسان فكانت القيادات التنفيذية تخشاه وتعمل على مراضاته بكل وسيلة.
حتى أصبحت كل القرارات المتخذة تخدم مصالح كتكوت وأمثاله , لأنه ليس رقيب ولا من يملك تغيير هذا المسار الدخيل حتى أصبح عرف سائد .
نجاحات كتكوت المتلاحقة فتحت له آمال وطموحات أكبر فأخذ يتبرع بأمواله لحساب أنشطة دينية , وليس تدينا منه ولكن لعبة الأديان هي اللغة الرابحة في هذا الزمان.
فرشح نفسه في مجلس الشعب وراح يعشق الكرسي فكرّس كل إمكانياته لهذا الكرسي, وهو حقيقة لا يعرف شيء عن عمل نائب البرلمان , ولا في ذهنه الممسوح اللامع أي خطة لصالح العمل السياسي , ولا عجب في ذلك لأن 50% من كراسي البرلمان مخصصة للكراسي دون الجالسين عليها فهم حشو عددي مخصص للعمال والفلاحين , وجهلة القوم.
ولا عجب فقد فاز كتكوت بمقعد البرلمان ,لأن المرشح والمصوّتين لصالحه متنافسين في الجهل والهوس السائد , وأصبح مع الوزراء وجها لوجه لقد أسس ودعم مصالحه ومصالح أتباعه, وهذا كل ما يعنيه , وأطلق عليه كتكوت باشا!!!!!

هذا هو طريق كتكوت ويومياته لمن يريد الوصول , ليس بالأولى أن يكون جاهل ولكن لابد أن يدفن تعليمه ولا يأخذ بعلمه بل يلجأ لأحدى طرق كتكوت المدونة في يومياته , ليصبح ذو شهرة وسطوة وقوة ومال ليتمكن من الجلوس في البرلمان.
ولكن من صنع كتكوت :
المدرسة الابتدائية وفشله بها !!!!!
صندوق الورنيش والفهلوة المصرية!!!!
النبوغ في الإجرام وتجارة الممنوع!!!!
التملق وطرق الشهرة ,واللعب بالدين !!!

لهذا نقول كلمة أخيرة في أذن المثقفين والمتعلمين وأساتذة الجامعة :
أياً من النموذجين نقتدي به في مصر؟ !!!
نموذج النجاح والتفوق العلمي والأدبي أمثالكم !!
أم نموذج مدرسة كتكوت؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ