الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا قفا في ظل الدستور

محمد حماد

2007 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


نقول للذين يحاولون الوقيعة بين الشرطة والشعب، لسنا سذج حتى نقع في الخية المنصوبة لنا، نحن نعرف أن الشرطة في خدمة الشعب دائما، حتى ولو غيرت شعارها إلى الشرطة في خدمة سيادة القانون، ولو كان القانون في أجازة، إلا أننا نعرف أيضا أنهم من أصغر عسكري إلى اكبر ضابط في خدمة سيادته سواء نام أو صحا، لأن المسألة مسألة مبدأ، والمبادئ لا تتجزأ، والنهاردة القانون نايم بكرة لازم يصحا، سيأتي يوم يصحو فيه، ويثبت للجميع أن الشرطة عندما انحازت للقانون، وجعلت نفسها في خدمته، بدلاً من أن تكون في خدمة الشعب، فقد كان رهانها على القانون رهانٌ في محله، لأن القانون ينام ويصحو، ولكن الشعب يمكن أن ينام ثم لا يرغب في أن يوقظه أحد، ساعتها لن يجرؤ أحد على إيقاظه، ولا بالطبل البلدي، ولو رقصت الأحزاب كلها على واحدة ونص أمام الشعب إذا نام، وخاصة أنه تعود على أن النخبة بما فيها الأحزاب تنام هي أيضا، وكثيرا ما وجدها تنام في سرير الحكومة، ما يجعل الشعب يأخذ له تعسيلة، وهي في كل الأحوال تعسيلة شعب واثق في حكومته، ويثق أكثر في أنها لن تحرك ساكناً أثناء نومه، وأنه سيصحو على الحال التي ترك الحكومة عليها، لا تغيير فيها، ولا تغيير حولها، ذلك أن السيد الرئيس لا يحب التغيير على الفاضية والمليانة، خاصة وأنه ـ أي الرئيس ـ يعرف أن أحمد نظيف مثل إزدأحمد ولو مش نظيف، كلهم لن يفعلوا أي شيء إلا بناء على تعليمات سيادته، ما يجعل الرئيس في حالة صحيان دائمة، يسهر على راحة الشعب طول ما الشعب نايم، والرئيس لا يزال على هذا الحال لمدة تزيد اليوم عن ربع قرن بسنة ونيف، الأمر الذي يضطره اضطرارا إلى استمرار العمل بقانون الطوارئ لمواجهة أي طارئ سوء قد يحل على البلد والشعب نايم فيها، والناس كلها تعرف في الداخل قبل الخارج أن السيد الرئيس ومعه قانون الطوارئ وثالثهما الشرطة كلهم في خدمة الشعب النايم، على الأقل حتى يصحو، ويفيق ويغير ريقه في صبح اليوم الذي يشاء له مزاجه أن يصحو فيه، وكلنا يعرف الحكمة الشهيرة: إذا الشعب يوما طلب أن ينام، فلابد أن يستيقظ الرئيس، ومعه كامل جهاز الشرطة، عن بكرة أبيهم، للسهر على راحة الشعب الذي يستيقظ بعض الخبثاء منه في الخباثة، يحاولون إثارة الضوضاء، وخشية أن يعلو صوتهم ويزيد ضجيجهم ما يقلق راحة النائمين، فقد ترك السيد الرئيس للسادة الضباط الحرية في عمل اللازم من أجل منع الشوشرة على جموع الشعب وملايين الناس الغلابة من محدودي الدخل الذين أتعبهم العمل والجري وراء رزقهم ورزق عيالهم فناموا مطمئنين إلى حُسن تدبير رجال الشرطة، وحُسن تعاملهم مع أية قلاقل قد تثيرها تلك الفلول من القادرين على الصحيان قبل الموعد الذي يحدده دستور البلاد، وإذا كان البعض يصور الأمر على غير حقيقته، ويشيع هنا وهناك أن أحداً من رجال الشرطة الساهرين على نوم الشعب يتعمد ضرب أي من أفراد الشعب على قفاه سواء وهو نائم أو وهو صاحي ومنفجل عينيه، فإن سمعة الشرطة خاصة في عهدها الحالي فوق كل الشبهات، وما كل هذه الفيديوهات والكليبات والتسريبات التي تملأ فضاء الانترنت وتجوب بها قلة مندسة في صفوف الشعب على شاشات الموبايلات إلا خير شاهد على أن سمعة الشرطة التي مثل البلور الصافي لا يمكن المس بها ولا التشكيك فيها، ولن يستطيع الحاقدون ولا مثيرو الفتن أن يفلحوا في الوقيعة بين الشرطة وشعبها، فالشعب أكبر من ضربة قفا هنا أو هناك، وإذا كانت هناك قلة لا تتجاوز عشرات الألوف التي تعد على أصابع اليد الواحدة من رجال الشرطة تسيء معاملة الشعب، فإن هذا لا يترك مجالا للشك في أن القاعدة العريضة من جهاز الشرطة سليمة، ويكفي أن الشرطة والشعب يجمع بينهما الشين وما تجمعه الشين لا تفرقه السين والجيم والنون، ونحن باسم هذا الشعب العظيم نعلنها مدوية وبملء الفم:"ضرب ال"حبيب" ع القفا، زى أكل ال"زبيب" ف الخفا، عاشت مصر، وعاشت الشرطة،وكلنا قفا في ظل الدستور الجديد.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة