الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقليدي والجديد في خطة امن بغداد الجديدة

غسان سالم

2007 / 2 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


يشهد العراق تصعيدا في العمليات الإرهابية التي تستهدف المواطن بالدرجة الأساس، بعد كل خـــطة أمنيـــــــــــــة جديـدة تعلنها الحكومـــــة العراقية، وتشير الحكومة إن هذا التصعيد يهدف إلى إفشال الخطة الجديدة التي ستقضي حتما على الإرهابيين.!!
والطريف في الموضوع ان حكومتنا تعودت الإعلان عن خططها الأمنية، دون الإعلان عن انتهائها، فشلا او نجاحا، أو على الأقل نسبة نجاح الخطة، وبدلا من ذلك نجد التصريحات الإعلامية للمسؤولين تخفت شيئا فشيئا بعد ان كانت أصواتهم في محافلهم الإعلامية أو الإعلانية! تؤكد وتجزم إن هذه الخطة هي نهاية المطاف للخارجين عن القانون، وهي ستنهي بكل تأكيد التدهور الأمني.
هذا ما نتمناه جميعا، لكن هل هذا ما تستطيع الحكومة تحقيقه؟
والتقليدي في هذه الخطة الأمنية الجديدة، تسارع المسؤولين إلى إعلان تصريحاتهم بمقراتهم في المنطقة الخضراء، مؤكدين ان هذه الخطة الجديدة ستقصم ظهر الإرهاب والمليشيات أيضا، ولكن التصعيد المقابل من قبل المسلحين جاء هذه المرة أقسى من سوابقه واشد. حيث أحداث المستنصرية كانت البداية، وتفجير حافلة في الكرادة، وجند السماء في النجف، وغيرها من أعمال التصعيد التي تدخل في باب الرد على الخطة الأمنية الجديدة.
والجديد في هذه الخطة الجديدة ان هناك أكثر من عشرين ألف جندي أمريكي سيأتون إلى العراق، تنفيذا لإستراتيجية الإدارة الأمريكية، وربما يكون هذا الجديد سببا لتحسين الوضع الأمني في بغداد بشكل خاص والعراق عموما.
والجديد أيضا، زيارة رئيسة الكونغرس الأمريكي (نانسي بيلوسي) إلى بغداد، التي أبدت إعجابها برئيس الوزراء نوري المالكي، حيث قالت له "امض فان الجميع معك" وهذا على ذمة النائب حسن السنيد، عضو الائتلاف العراقي الموحد، بالطبع فان هذا الثناء يبدو غريبا من قبل بيلوسي، كونها من اشد المعارضين لسياسة بوش في العراق وترفض بشدة إرسال المزيد من القوات الأمريكية وهي تسعى ضمن سياسة حزبها لجدولة الانسحاب الأمريكي، وتحميل العراقيين مسؤولية حل مشاكلهم السياسية وبناء دولتهم.
وهناك أمر جديد اخر، الا وهو اللغة الواثقة لدولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، وإصراره على إنجاح الخطة الجديدة التي يدعمها الرئيس بوش أيضا، بإرساله عشرون الف من الجنود الإضافيين إلى بغداد والرمادي، حيث أكد بوش في اتصال هاتفي يوم 28/1/2007 مع المالكي استعداده الكامل لتهيئة جميع المتطلبات الكفيلة بإنجاح الخطة الأمنية.
إذا هناك العديد من المتغيرات الجديدة التي تصب كلها في خدمة المالكي لإنجاح خطته الجديدة، واهم –جديد- تأكيد جميع الأطراف على مساندتهم لهذه الخطة التي ستضرب كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة بغض النظر عن خلفيته أو انتمائه، ليس هذا فقط، بل عزم الإدارة الأمريكية تصفية المليشيات والمسلحين معا.
وعلى الساسة العراقيين ان يفكروا بما يصب في مصلحة العراق الجديد، كما تفكر أمريكا بمصالحها فقط، فلم يعد مهما التفكير بما هو صحيح أو خاطئ، بل المهم إنقاذ العراق من الحرب الأهلية التي بدأت، ولن تتوقف ما لم يتم احتواء الجميع ضمن مشروع سياسي متكامل، لان الملف الأمني انعكاس للوضع السياسي وليس العكس، وان يكون الجميع قادرين على تقديم التنازلات من اجل إنهاء هذه الأزمة.
وعلى الحكومة ان تفكر بشكل جدي، وبمبادرة ذاتية وليس املاءا من احد، أقول ان تفكر في قطع الإمدادات المالية والعسكرية التي تمول المسلحين والمليشيات والحكومة أدرى بمصادر هذا التمويل، واكرر قطع لا ان تصرح وتتهم، ان تقوم بفعل جدي حقيقي، وان تتجاوز علاقاتها يوم كانت في المعارضة، لأنها اليوم تقود بلدا مستهدفا من الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ