الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران بين شيراك والصحفي فريدمان!

عزيز الحاج

2007 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أثار الرئيس الفرنسي منذ أيام ضجة حول تصريحاته عن إيران، فقد جمع ممثلي ثلاث صحف ليحدثهم عم شؤون البيئة، ثم انتقل الحديث عن النووي الإيراني. الصحفيون المشاركون كانوا ممثلي صحيفتين أميركيتين معارضتين لسياسة بوش ومجلة فرنسية يسارية.
في الحوار الذي جرى صباحا قال شيراك إن حيازة إيران على قنبلة أو قنبلتين نوويتين ليست خطرا ولكن الخطر في انتشار العدوى لدول كالسعودية ومصر! بعد أقل من يوم من نشر التصريحات عقد شيراك مؤتمر صحفيا رسميا تراجع فيه عن تلك التصريحات وقال إنه لم يكن يتصور أنها للنشر وهو بهذا أخطأ الهم، والموقف الفرنسي هو نفسه موقف الاتحاد الأوروبي في رفض حيازة إيران على قنابل نووية. لم يكتف الرئيس الفرنسي بتقديم عذره الغريب، وإنما هاجم الإعلام الأمريكي بعنف قائلا إن الصحافة الأمريكية تتعمد "زعزعة" فرنسا والتشهير بها في كل مناسبة! وهذا الكلام هو أقبح من العذر لأن الصحيفتين الأمريكتين لم تفعلا غير نشر أقوال كان قد أدلى بها قبل أقل من يوم. إنها طبعا الشماعة الأمريكية، التي اعتاد الفرنسيون كما اعتاد الإسلاميون والقوميون العرب والأنظمة العربية تعليق مسؤوليات أخطائها وتخبطها على شماعة مؤامرات أمريكية وهمية.
الواقع أن "فلتة لسان" شيراك هي التي تعبر عن حقيقة التفكير الفرنسي عن مشروع إيران، وكما علق بعض الصحفيين فإن مسؤولين فرنسيين كانوا قد ذكروا في الكواليس أن القضية الإيرانية قد فرضت نفسها على السياسة الفرنسية وبكل مضض، حيث لفرنسا استثمارات واسعة في إيران شأنها شأن روسيا.
ليس هذا جديدا على مواقف فرنسا إذا ما تذكرنا معارضتها العنيفة لحرب إسقاط صدام وتشكيلها محورا للمعارضة من فرنسا وألمانيا وروسيا والصين. ونعلم أيضا أن فرنسا عارضت رفع العقوبات عن العراق بعد سقوط صدام وهذه هي منذ يوم وعلى لسان رئيس الوزراء ووزير الخارجية تطلب رحيل القوات الأمريكية من العراق، تماما كموقف إيران وغلاة الإسلاميين. إن الحكومة الفرنسية لا تجهل السياسة العراقية الرسمية ومواقف الغالبية من القوى الوطنية بوجوب بقاء هذه القوات فترة أخرى نظرا لتدهور الوضع الأمني وعدم بلوغ القوات العراقية درجة الكفاءة والقوة اللازمتين لدحر قوى الإرهاب والعنف والتطهير الطائفي في العراق. كما لا تجهل فرنسا دور إيران في لبنان وتحالفها مع سوريا للتدمير.

وعلى صعيد آخر نشر الصحفي الأمريكي فريدمان مقالا يشيد ب"ديمقراطية" إيران وكونها تمثل التقدم في المنطقة عكس دول كالسعودية، وزعم أن إيران لا تشجع الإرهاب!! لقد رد الأستاذ مشاري الذايدي على المقالة في صحيفة الشرق الأوسط مذكرا بالجو الخانق في إيران وتشجيعها لعمليات إرهابية منذ الثمانينات والتخطيط لها وفي فرنسا بالذات. أما دور إيران في نشر الفوضى في لبنان والعراق وغزة والضفة فإن كل الوقائع والبينات تؤكدها كل يوم.
ما الرابط بين تصريحات شيراك ومقال فريدمان؟ الرابط هو وجود تيار قوي في أمريكا وفرنسا ودول أخرى للتقليل من الخطر النووي الإيراني، ولحد أن فريدمان كأنما يعتبر إيران يجب أن تكون الحليفة الأولى في المنطقة بسبب "تحضرها" وديمقراطيتها."
إن الكرة هي في الملعب الإيراني للمساهمة في أمن المنطقة والعالم، وذلك بالتراجع عن برنامجها النووي وعن التدخل الشرس في العراق ولبنان والقضية الفلسطينية. ولكن هل هذا احتمال قائم اليوم؟ نشك في ذلك. وكما بينت في مقال سابق فإن الفلسفة التي تبنى عليها السياسة الإيرانية تتجسد في تصريح السيد أحمدي نجاد عن الترحيب بانتشار الفوضى في العالم "لتعلو كلمة الله"!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على