الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدويل,,,,,وجهة نظر

رشيد كرمه

2007 / 2 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أدناه محاولة متواضعة , وهي تعبر عن وجهة نظر خالصة , تحتمل الصواب والخطأ , كتبتها بإيعاز ٍمن إستاذٍ فاضل , فتحيتي للأخ الخميسي .
لاشك ان وضعا شائكا ًكالذي يحكم العراق اليوم ,يستدعي من الجميع المشاركة الواسعة , والجميع هنا ليس الشعب العراقي وإنما كل من ينتمي الى الإنسانية , لأن الخطر المحدق يطال الجميع ويهدد السلم العالمي , فـلأول مرةٍ في التأريخ تجري إبادة الجنس البشري بهذه الطريقة , تفجيرات مرعبة لاعد لها ولا حصر تحصد أرواح البشر , أطنان من السلاح و الديناميت مُشاعة للإستخدام الهمجي ضد الإنسان , تحريضٌُ وتهديد ٌُ سافر من طرف رجال الدين وهم على المنابر ( الإسلامية ) والقنوات الفضائية على ذبح البشر بحز رقابهم , فرقا ًللموت تمارس حصد الأرواح , إبادة تكاد تكون جماعية كالتي حصلت مؤخراً في الحلة ومنطقة الصدرية , وقد إشتركت هذه المرة بنحو _غريب _ الحكومة في أحداث منطقة الزركَة التي يعتم عليها حتى هذه اللحظة .أفلام كاميرات الفيديو التي تصور قتل البشر على أيدي بنى البشر علانية ومن على شاشات التلفزة والأنترنيت , وهذه ظاهرة خطيرة ,تعبر عن مكنونات لابد من البحث عن جذورها , ولاأعتقد انها جاءت عفو الخاطر ان لم تكن مُمارسة ( بضم الميم الأولى )في العصور الأولى لإنتشار الإسلام ولعل حز رأس الحسين بن علي الشاهد الأبرز, والأمثلة كثيرة في التأريخ العربي والإسلامي قديمه وحديثه ,فلقد مارسها الدكتاتور صدام بشكل سافر على أراضٍ إسلامية ( باكستان ) التي لم تحرك ساكنا حينها بتأثير الرشوة !!!!
سقت هذه المقدمة لا لكي اوكد على عٌقم المعالجات أزاء ( الملف الأمني ) أمن الناس وأمن الوطن ومدخراته ولكن لكي ألفت النظر الى اللذين يراهنون على نجاح الإسلام السياسي والأحزاب الدينية على وقف التدهور الحاصل .
فجميع الأطراف الدينية على الساحة العراقية , طائفية , بل موغلة ( بها ) تمارس التقتيل سراً وعلانية وتدعم الإرهاب وتتستر عليه وخصوصا ضد المثقفين و المتدينيين المتنوريين,فما بالك بالإثنيات والطوائف الأخرى كالمسيحيين والصابئة , عدا عن خصمهم التأريخي من قوى التيار الديمقراطي واليسار العراقي ......
القوى الدينية على هذه الحالة فاقدة الأهلية بتطبيق العدل وإشاعة السلام ولائحة حقوق الإنسان لإعتبارات عديدة تتعلق بظروف ولادتها ونشأتها ,ومايترتب عليها من إستحقاقات أولا ًوما نَجٌمَ وترشح من أهداف وأساليب قمعية ثانيا ً ولا نستطيع ان نجاريها في الإرهاب .
ومن هنا لابد من البحث عن بدائل , والبديل لابد ان يكون ( سلمياً )ومن خارج قوى الإحتلال الأمريكي والمتعدد الجنسيات التي أدت دورها وأنقذت أهل العراق من أعتى دكتاتورية .
التدويل هنا : دعوة المجتمع الدولي للإشتراك الفعلي للحياة Internationalizing
السياسية للمجتمع العراقي , وهي بذلك خلاف التدخل العسكري كما هو حاصل في العراق وأفغانستان حيث تجلى هذا التدخل عن أجندة واسعة ومعقدة يغلب عليها منافع إقتصادية لأمد بعيد , وليس لتطبيق نظام ديمقراطي كما أشيع .
وما يحصل في العراق غير ذلك فالديمقراطية نهج متكامل نظام و ممارسة ولابد من تهيئة مستلزماته وأهمها توعية ً شعبية ً واسعة ً (, يحظر تدخل الكهنوت الديني بها ) وتلتزم دول الجوار قاطبة بالقانون الدولي الذي يجرم التدخل في شؤون الغير. كما ان الممارسات الديمقراطية لا تستثني الحريات العامة التي تعطلت بعصا الحرام الدينية وطالت نصف المجتمع ( المرأة ) واودعت السجن القسري وفرض عليها ان تلبي حاجات خدمية تحط من كرامتها الآدمية وهو ما يخالف المبادئ الأساسية للعهد المدني للا ئحة حقوق الإنسان .
فمنذ سقوط الصنم في 2003 لم تستطع قوات الإحتلال الأمريكي من حماية منشئاتنا الأثرية او توفير الحماية لعلمائنا وهي في ورطة كبيرة تحاول عبثا البقاء وترقيع الوضع ودعم هذا وذاك , كما ان بقاء القوات الأمريكية يعقد الوضع العراقي ويأزمه ويزيد الشقة والخلاف ويوسع الهوه , كما ان البعض وافترض حسن النية في ذلك بدأ (يزايد )على الآخريين برفضه للإحتلال والمقاومة , وهو ما يستدعي من قوى اليسار العراقي والتيار الديمقراطي من سحب البساط والإعلان عن مقاومته ضد الوجود الأجنبي مختارا الأساليب الملائمة ( السياسية )هذا إذا فهم هذا البعض المستتر ان العمل العسكري والحرب ماهي إلا إستمرار بالعمل السياسي ولكن بطرق وأساليب أخرى ولا يستطيع أحد إحتكار المقاومة لأنها عمل مشروع ولكن أية مقاومة ٍ نريد ؟ هذا هو السؤال , ومن السخف والسذاجة بمكان ان يطلق على ما يجري في العراق من تفخيخ وخطف على انه مقاومة , إنه إرهاب وهمجية وعمل بربري ضد ناس عزل ....
ولعل تدويل القضية العراقية لم يكن حديث عهد فلقد تسابقت أطراف المعارضة العراقية إبان الدكتاتورية البعثية ومنها ألأطراف الإسلامية على مطالبة المجتمع الدولي بأداء دوره , بل ذهبوا إلى أبعد من هذا حيث رحب الإسلام السياسي بالتدخل الأمريكي ,بالرغم من شعارات لاشرقية ولا غربية .. في حين قرأ اليسار العالمي ومنه اليسار العراقي النتيجة مسبقا ً ....
وكان للمسيرات المليونية في كل أنحاء العالم مؤشرا ان العولمة تسير بالإتجاة الأمريكي وهذا ما ينطبق على الواقع حيث ان هناك عولمة أمريكية تتفرد بل تحاول الإستحواذ والسيطرة على كل شئ , وليس عيبا ً او خطاً إذا ما راجع المرء مراجعة شاملة ودقيقة ما تحقق وما يجب ان يتحقق طالما أي المراجعة تخص الشعب والوطن الذي يصادره الملالي الجدد دعاة ولاية الفقيه أو دعاة إحياء السنة من التكفيريين ,
التدويل ..والعمل على عقد مؤتمر دولي يؤمن العملية السياسية الديمقراطية ويرسخها وليس العكس (وهي غيرها من التوجهات العنفية )كالتي يدعون لها بقرقعة السلاح والدعوة الى عسكرة المجتمع , وبناء المليشيات التي بات وجودها خطراً على المجتمع العراقي لتعددها وتهديدها امن الناس وان كانوا داخل بيوتهم, ولعل فيلق بدر وجيش المهدي وجيش محمد وجيش عمر قد أقض مهجع العباد ولا شئ غير ذلك ً,
التدويل يمنع مايتردد عن ضرورة إحتلال أمريكي آخر للعراق أو المجئ بحكومة عسكر بديله قوية قادرة على بسط الأمن الذي بات من المتعذر بل والمستحيل في ذهن الكثيرين من أبناء الشعب العراقي , والخشية تكمن في ( الحنين ) الى نظام البعث من قبل قطاعات واسعة بالرغم من قساوة وهمجية دولة المنظمة السرية _ طبقا ً لتسمية حسن العلوي _
ولقد أشار الأمين العام السابق كوفي أنان الى ذلك , كما بدأت تتردد في اروقة كثيرة محلية وأقليمية ودولية وبدأت تُطرح من جانب عدد لايستهان به من السياسيين .
التدويل او المؤتمر الدولي يحفظ لنا النسيج الإجتماعي الذي بات يهدده الأرهاب الديني الإسلامي فلقد هاجرقسراً الكثير من إخوتنا المسيحيين والصابئة المندائيين بل مكرهين على ذلك في مناطق الجنوب العراقي .
المؤتمر الدولي ( التدويل ) يخلق للفئات المتعلمة معادلا موضوعيا ً, وللمبدعين والمثقفين نصيرا ًومنها اليسار العراقي والتيار الديمقراطي الذي يعد الحلقة الأضعف في هذه اللحظة التي تتميز بتدني الوعي السيا_ إجتما_ ثقافي نتيجة عوامل محلية حيث أطبق البعثيون على مدى 35 عاما ًعلى مقدرات شعبٍ بأكمله بينما راحت الأنظمة العربية والإسلامية بملوكها ومشايخها وأمرائها ورؤوسائها متفرجة بل مساعدة في أكثر الأحيان لآلة الحكم الصدامي وعالميا ً إنهيار الظهير المساند والداعم لقضايا الشعوب ( الإتحاد السوفيتي والمنظومة الشرقية ) وتعثر التجربة الإشتراكية .
التدويل يحفظ لنا المؤسسات الثقافية والآثار العراقية التي تعرضت ولازالت تتعرض للنهب والتدمير المنظم , لا بل اصبح التدويل مطلبا ملحا للحفاظ على كفائاتنا العلمية التي يطالها القتل بشكل يكاد يكون يوميا ً.
التدويل يحفظ لنا ممتلكاتنا من النفط الذي يسرق جهارا نهارا ًمن طرف دول الجوار برا ً وبحرا ًبالإضافة الى السرقات التي أستشرت في أجهزة الدولة وبمشاركة الأحزاب الدينية .التدويل...لايعني ( مشاركة ومنح الإحتكارات لهذه الدولة أو تلك ) قد تكون هناك أولويات في المشاريع والإستثمارات .
التدويل ضمان لمصلحة الشعب العراقي بأطيافه من مغبة إستنساخ ولاية الفقيه وتكرار تجربة إيران بقمع قادة وجماهير اليسار والتمثيل بهم وتصفيتهم كما فعلوا مع قادة اليسار الإيراني .
التدويل محاولة لإحياء النشاط الثقافي بعد ركود العقل العراقي وتدني الوعي بكافة مستوياته
التدويل يحفز المرأة ويضعها في الإطار الصحيح ويعيد لها ألقها .
التدويل محاولة جادة تلتئم فيها القوى التي أصبحت على الهامش من الإشتراكيين والقوميين وغيرهم كما انها تعيد (( للديوان العراقي وللسَلف _ بفتح السين )) مكانته الإجتماعية التي كانت تعكس القيم الإجتماعية النبيلة .
التدويل ( المؤتمر الدولي ) يسحب البساط من رجال الدين الذين وجدوا في الديمقراطية طريقا ً لاغير للوصول الى سدة الحكم
المؤتمر الدولي , اي تدويل القضية العراقية ترفضه بشكل قاطع الأحزاب والتنظيمات الدينية وقد إرتعد عبد العزيز الحكيم أكثر من مرة حول ذلك , كما ترفض القيادة الكوردية على لسان رئيس الجمهورية جلال الطلباني تدويل القضية العراقية .
التدويل يحصن العمل الديمقراطي , ويمنع محاولات الدول الإقليمية وبقايا حزب البعث من العودة ثانية ً, ويمكننا من خلال التدويل محاسبة من سلم العراق للإحتلال الأمريكي والذي سلم وقدم العراق بدوره على طبق من ذهب للأحزاب الدينية الطائفية والتي قذفت وتقذف العراق في أتون حرب أهلية مدمرة .
وهذا ما تحتاجه إيران وتعمل عليه من خلال أجهزتها وطابورها لكي تجعل من العراقيين درعا وقائيا ًامام القانون الدولي وآلياته , ........

رشيد كَرمة السويد 7شباط 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد