الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تورط الحكومة الملك

أسبوعية المشعل المغربية

2007 / 2 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يبدو أن حكومة الملك تمر خلال الأيام الأخيرة بفترة حرجة، جراء الكوارث التي تعاقبت عليها تباعا، ثم جراء التصريحات المتناقضة لأعضائها، وبالرغم من كل هذا لازال وزراؤنا يتبجحون أمام الكاميرات خصوصا الرسمية، بابتسامات خجولة، وكأن بلادنا فعلا هي الأجمل في العالم.
فها هي كارثة البرد - الوباء تخلف يوميا عددا من الضحايا دون أن تحرك حكومتنا المسكينة ساكنا، اللهم بعض الخطابات الخشبية مصحوبة بأرقام مزيفة، وكأننا في حرب إعلامية ولسنا بإزاء مصيبة، يمكن بمزيد من الإهمال أن تخلف حقا ضجة إعلامية عالمية.
وها هو الجفاف يكشف عن هشاشة التدابير المتخذة تحسبا لمثل هذه الطوارئ ويبين بالملموس أن المواطن كان أمام خدعة كبيرة اسمها التخطيط الاستراتيجي سواء القريب منه أو المتوسط أو البعيد المدى، التخطيط الوحيد الذي تعرفه حكومتنا الموقرة (التي لم يبق لأعضائها إلا الاستعداد لحزم حقائبهم ومغادرة المكاتب المكيفة والكراسي الوثيرة لتسيير مشاريعهم التي اغتنت ونمت بفضل الامتيازات التي راكموها من خلال استوزارهم) هو استنزاف جيوب البسطاء والزيادة في ثمن الأسعار التي مس لهيبها حتى الخضروات التي تعتبر الغذاء الرئيسي لشريحة عريضة من أبناء الشعب المغربي، حتى أضحى فقراء هذا الوطن الغني بثرواته، شبه مشلولين أمام منتوجاتهم الفلاحية المعروضة أمامهم دون أن يقووا حتى على لمسها بالأحرى اقتنائها.
ناهيك عما خلفته الأمطار التي نزلت مؤخرا من كوارث أخرى، بسببها تضررت الشبكة الطرقية وكابدت القرى النائية ألمها، حتى أضحت النعمة التي انتظرها المغاربة نقمة ساهمت في ارتفاع عدد الضحايا بسبب الإهمال وغياب البنيات التحتية، دون الحديث عن قاطني دور الصفيح وأبناء الليل الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
ومع ذلك تبقى التصريحات التي يتشدق بها بعض الوزراء أكثر من صادمة ليس لأبناء الشعب فقط ولكن حتى بالنسبة لأعضاء الحكومة، والغريب في الأمر أن وزيرا يصرح هنا بكلام، وآخر يقول هناك كلاما مناقضا يفند من خلاله تصريحات زميله وهكذا دواليك، النقطة الوحيدة التي لا يختلفون حولها كونهم يطبقون برنامج الملك، وكأن الملك هو الذي صوت عليهم وانتخبهم لتمثيله تحت قبة البرلمان الفارغة على طول السنة، اعتقد أن هذه التخريجة لا تعدو أن تكون سوى مجرد هروب إلى الأمام عوض تحمل المسؤولية، أو أنهم يورطون الملك أمام الشعب، فعوض أن يتحلوا بالجرأة ويعترفوا بفشلهم في إيجاد حلول ناجعة لأزمات المغرب المتعددة، يتذرعون بتطبيق برنامج الملك، وكأن البرنامج الذي سطر (افتراضا) لهم، هو الفاشل وليس أداؤهم الهزيل وعدم قدرتهم على مواجهة الواقع وما يفرزه بعقلانية وبتدبير محكم، صحيح أن خطابات الملك أمام البرلمان تعتبر خطوطا كبرى للسيناريوهات السياسية المحتملة، لكن أبدا لم يكن هذا هو البرنامج الحكومي الذي يصرح به الوزير الأول أمام البرلمان ويتعهد بتطبيقه، ولنفترض جدلا أن هذه الحكومة تطبق برنامج الملك، فهل أحسنت حقا تطبيقه، أم أنها ركبت عليه لتهرب من المسؤولية، وبنظرة موضوعية، أغلب الإشارات الملكية التي تخللت خطبه كانت واقعية وتمس جوهر الإشكالات المطروحة، فهل الحكومة التي تدعي تطبيق برنامج الملك، كان لها حس التقاط الإشارات والاستعداد للانخراط فعلا في مسلسل الإصلاحات التي دشنها الملك، أم أنها ظلت فقط في انتظار الضوء الأخضر الذي قد يتأخر.
الآن! وبعد مرور حوالي خمس سنوات على تحمل حكومة جطو مسؤوليتها، تبين لأغلب المهتمين أن الأمور لم تسر في الاتجاه الصحيح، وأن أغلب الأوراش التي فتحت لم تكن من تدبيرها، وأغلب الأزمات التي يتخبط فيها المغرب، صحيح أنها لم تكن من اختصاصها ولكنها ساهمت بشكل كبير في تفاقمها، وما ذريعة تطبيق برنامج الملك سوى تخريجة خطيرة لتوريط الملك أمام شعبه، لذا على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، وإن كان هناك اتفاق على أن أصل الإشكال هو الطريقة التي خرجت بها هذه الحكومة القوس قزحية إلى الوجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من