الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمتباكين على اعدام صدام

جاسم هداد

2007 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اعدام الطاغية المجرم صدام حسين ونيل جزاءه العادل اثار الهلع في قلوب من بقي من الطغاة على وجه الأرض ، فتحسسوا رقابهم وشاركهم الهلع والفزع " الطبالون والزمارون والجهلة الذين لا يعلمون " حيث خسروا ولي نعمتهم ، فأقاموا مجالس العزاء له ، وتعالى نباحهم ، بينما المناصرون للحق والعدالة يرون في اعدام الطاغية المجرم صدام حسين انصاف لضحايا نظامه الفاشي ولمئات الآلوف من الشهداء .

الشهيدة رسمية جبر وابنتها لينا النهر

وللذين افزعهم هلاك الطاغية انقل لهم ما نشرته جريدة " سيدسفانسكن" السويدية بتاريخ 7 كانون الثاني 2007
( نصف العالم مستاء من اعدام صدام وطريقة تنفيذ حكم الأعدام به ، الأمم المتحدة ، الأمنستي ، سياسيون ورجال دولة ، لماذ؟
لقد كان قاتل ، قتل امي الحبيبة ، سلبني كل طفولتي ، لقد سجن جدتي العجوز لمدة شهرين ويدها مربوطة الى الحائط بسلاسل ، اضطر ابي للهرب من العراق ، عمري الآن واحد وثلاثون عام ومازلت اخاف البقاء وحدي ، الكوابيس لازالت تلاحقني فأستيقظ مرعوبة بسببها .
لقد قتل امي ، اعدمها لأنها كانت تحب العراق ، لأنها كانت تحبني ، لأنها ارادت حياة كريمة لنساء العراق ، لقد كانت وحيدة في نزانتها ، لم يكن يعينها احد .
يدعون بأنه لم يحصل على محاكمة عادلة ، هي لم تحصل حتى على محاكمة ، غاضبون لأنه لم يحصل على اتصال مباشر مع عائلته ، لقد رفضوا رغبتها الأخيرة وهي ان تراني .. ابنتها الوحيدة ، دفنوه في مدينته ، وهي وجدت في مقبرة جماعية ومرقمة برقم ، كان يرتدي بدلة ، وهي رفضوا اعطائها ملابس نظيفة ، كان له عدة محامين ، هي عذبت مرات عديدة في اليوم .
أين كان كل الغاضبين من اعدامه اليوم ؟ أين كنتم ؟ لماذا لم تسمعوا ندائنا بطلب النجدة ؟ لماذا لم يستطع احد منكم مسح دموعنا ؟ الا تعلمون ان الألم يساورنا عندما نسترجع ذاكرتنا ؟ اليس نحن بشر ؟
لكنه مات كمجرم وهي لا تموت ابدا ، انها تعيش في داخلي وفي اطفالي ، انها الريح الباردة العطرة في يوم صيف حار ، انها القمر الجميل الكبير في ليلة مظلمة .
التاريخ يكتب عنها ، اجل .. نعم .. لقد احتفلت بإعدامه بالرقص ، نعم انه احساس جميل ، نعم انه حتى لا يستحق ما قدم له ، ونعم العراق سيصبح افضل الآن .
ايها الجهلة .. ليس هناك شيعة وسنة .. هناك فقط عراقيون )

السطور اعلاه كتبتها " لينا النهر " وهي بنت الشهيدة " رسمية جبر " ، التي اعتقلها نظام البعث الفاشي في عام 1985 في بغداد ونفذ فيها حكم الأعدام مع مجموعة من رفيقاتها عام 1987 ، لأنها كانت مناضلة من اجل الديمقراطية والسلام ، مدافعة عن حقوق النساء العراقيات ومستقبل اطفالهن ، مناضلة جريئة من اجل قضية المرأة وحقوقها ، وكانت الشهيدة عضو اللجنة العليا لرابطة المرأة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر