الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رؤية المالكي والمشهداني للحرية والنظام في الوضع العراقي ؟
طه معروف
2007 / 2 / 9اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعدما وصلت الأمورالسياسية في العراق جراء الصراع الطائفي إلى مستوى من التعقيدات ،عقمت فيها جميع الحلول السياسية و العسكرية وبعدما بلغت الأزمة والانفلات الأمني ذروتها و استعصيت على العلاج والسائرة نحو مفترق الطرق، يصرح ويهدد نوري مالكي دول الجوار للعراق التي لم يسميها ،بأنها هي السبب ،وانها دكتاتورية وتخاف مما اعتبره "امتداد للحرية "!!. فبينما يلجأ المالكي الى وصف النكبة العراقية التي تشهد اكبر موجة نزوح في المنطقة منذ عقود، بالحرية، و يلجأ المشهداني(الذي كان بالامس يتعامل بالحذاء مع من يخالفه الرأي في تطبيق الشريعة الأسلامية) إلى تنبيه والتحذير من انهيار "النظام السياسي" في العراق ويقول: أن العراق سيواجه عواقب وخيمة بما فيها انهيار "نظامه السياسي" إذا فشلت الخطة الأمنية في بغداد .
يبدو ان "الرئيس المالكي" عندما يتحدث عن الحرية لم يكن بصحة جيدة ولم يأخذ عافيته بعد من شدة ضرب ولطم صدره في عاشوراء الساخنة (الذي تحول هذه السنة إلى مجازر ويوما للإعلان عن الإنقسام الطائفي ليس على مستوى العراق وإنما على صعيد الشرق الأوسط مع التركيز على العراق كميدانه الرأيسي) وإلا هل يمكن وصف بلد منهار يشهد يوميا القتل الجماعي واكبر عملية نزوح في تأريخ المنطقة بإنها في الموقع يمكنه ان يهدد الدول المحيط بالحرية القائمة فيها؟!!! وإذا كان الرأيس المصاب تعتبر ان مزاولة الطقوس الدينية بهذه الطريقة الوحشية التي تسفكوا فيها حتى دماء الأطفال ،هي الحرية القائمة التي تقصده في العراق ،فابالنسبة للجماهير والمتمدنيين واليساريين والعلمانيين تبدأ مشكلة نقض الحرية من هنا ،اي اعتبار ووصف ممارسة الجهل بالحرية .إن ذكرى عاشوراء في ظل الحركات الأسلامية السياسية هو مناسبة للإرهاب والترويج والإستخفاف بالحياة والكرامة الأنسانية وغريب على الحياة العصرية للإنسان ويعادي ابسط مقومات مبادئ الحرية وان بقاء مثل تلك الطقوس الذي منافيا لروح العصر ،هي نتيجة وحصيلة انعدام الحرية في تلك البلدان لإن بيئة متخلفة فقط قادرة على حماية والحفاظ على تلك الممارسات والموروثات الغريبة عن حرية والحياة المدنية والطبيعية للإنسان .ومن جانب آخر لم يؤخذ تصريحات المالكي بمحمل الجد بصدد طبيعة تدخل الدول المجاورة في الشأن العراقي مثلما لم يؤخذ تصريحاته السابقة حول المصالحة الوطنية المزعومة بمحمل الجد ايضا ،لكون الرأيس،هو أيدي وإمتداد لجمهورية الأسلامية الأيرانية الذي هو عامل اساسي في النكبة العراقية بعد قوى الاحتلال .رغم إن التدخل السياسي في الصراعات له تأثير وعامل في زعزعة الوضع السياسي ولكن تجربة دولة مثل كوبا القابعة امام الأنف الأمريكي تثبت بإن إستقرار والدعم الجماهيري لإي سلطة اقوى من تأثير ومفعول التدخل الخارجي.إن الكتل الطائفية ،الشيعية أو السنية ،هما السبب لتدخل دول المحيط بالضرورة لكون الصراع الطائفي طورت واتسعت الى ابعاد اقليمية تجاوزت النطاق العراقي.إن الحديث عن التدخل في الشؤون الداخلية العراقية هباء لا يتسم بالواقعية في الوقت الذي تحول العراق الى ساحة وميدان الحرب الارهابية بفعل قوى الاحتلال والقوى الاسلامية الطائفية وبقايا البعثيين .ولولا الدعم الايراني لما كان بإمكان المالكي ان يحمي جلده حتى في منظقة الخضراء .ولعل اهم ما يميز هذه التصريحات عن سابقتها هو اولا، يعطي الشرعية بالدور الأيراني الكارثي في العراق وثانيا هو الإستعداد والإعلان لزج العراق في اتون التقسيم والصراع الطائفي الأقليمي وثالثا فعندما يتحدث المالكي عن خوف دول المجاور من "امتداد للحرية"العراقية اليه ،فإنما يقصد بتصدير افكار الشيعية السياسية الهدامة ،لإن سلطته الميليشياتية لا تعادي الحرية السياسية في العراق فقط وإنما الحرية المدنية البدائية ايضا كالحفلات والموسيقى وشرب الخمور..........الخ .وحول تصريحات المشهداني ،فهو معلوم وواضح للقاصي والداني بإن العراق منذ سقوط بغداد تشهد حالة الفوضى والأنفلات الأمني في غياب النظام السياسي .يمكن للمرأ ان يتحدث على سلطة الميليشيات وعصابات الأجرامية المسلحة المتفشية في العراق كنتيجة لغياب النظام السياسي في العراق بعدما انهارت مع انهيارالدولة والحكومة البعثية ولكن لا على النظام في غياب الدولة .يبدو ان المشهداني عاجزة تماما من صياغة افكارها ضمن الوقائع والمعطيات الحالة العراقية لكونه يتخيل بوجود النظام السياسي في العراق في غياب اي اثر للدولة والحكومة في العراق .لأخلص الى القول بإن النظام السياسي مرتبط بوجود الدولة والحكومة في اي بلد وان فشل امريكا في العراق، تكمن في فشلها لإيجاد او بناء الحكومة والدولة في العراق .وهو اكثر من مرة اعترف بهذا الإخفاق ولذلك ما الخوف من انهيار النظام السياسي الغيرة موجودة اصلا في العراق ،وإنما الخوف من فشل الرهان على الطائفية والسلطة الميليشيات. ان الاستقطاب الطائفي في الوضع العراق بات يسير وفق خطط مذهبية وعرقية ما يقوي احتمالات تقسيم العراق والحالة كهذه هي التي استبعدت امكانية بناء الحكومة والدولة في العراق والنزوح المليوني للجماهير دليل على غياب اي افق لبناء النظام السياسي في ضروف الحرب الارهابية في العراق والسلطة الميليشيات.واخيرا فإن قلق امراء الميليشيات يتمحور حول الخوف من فشل الخطة الامريكية في اتون معركة بغداد الذي سيؤذن بنهاية الدعم الامريكي لها وهذا هو مبعث قلقهم تجاه الحالة العراقية وليس مؤاسات الجماهيرالعراقية المغلوبة و المنكوبة على امرها.
8-2-2007
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف نجا القيادي في حزب الله وفيق صفا من محاولة اغتيال إسرائي
.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في وقت ذروة الحركة فيها
.. مراسل الجزيرة يرصد حالة الزميل فادي الوحيدي في مستشفى الخدمة
.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو وبايدن حققا تقدما بالتوصل إلى تفاهم
.. مناشدات لإجلاء مصور قناة الجزيرة علي العطار خارج قطاع غزة لت