الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشترك بين لبنان وفلسطين والعراق

جاسم الحلفي

2007 / 2 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حذر الحزب الشيوعي اللبناني من "احتمال تكرار الحرب الأهلية، التي تهدد مواطنيه وشبابه وفقراءه بدفع ثمنها مجدداً من دمهم ومستقبلهم ووحدة كيانهم الوطني"، وذلك كما جاء في بيانة الصادر في 26/1/2007، داعيا اللبنانيين، في الوقت ذاته، "الى التوحد حول مصالحهم الوطنية والإقتصادية والإجتماعية، و ضد تقسيمهم على أسس طائفية ومذهبية".
فيما اكد البيان الصادر عن حزب الشعب الفلسطيني يوم 29/1/2007 على عدم امكانية "تحمل الاشتباكات اليومية وحالة الصدام والاقتتال الدموي، والذي يذهب بجريرته الضحايا من ابناء حركتي حماس وفتح، ومواطنين ابرياء من ابناء شعبنا، فضلاً عن حالة الرعب والتخويف التي تثيرها هذه الاشتباكات واستخدام القوة المفرطة واطلاق القذائف على البيوت والافراد والمقار وتعطيل المصالح والحياة اليومية للمواطنين وتدمير للاقتصاد الفلسطيني".
المتابع للاحداث في كل من لبنان وقطاع غزة والعراق يجد، ببساطة، ان الصراع، في هذه البلدان، يدور حول السلطة ومكاسبها، واللهاث وراء امتيازاتها فهذا ما يتشارك فيه "المتصارعون"، ويعد العامل الاساسي المشترك بينهم.
لهذا السبب، نراهم يتقاتلون، ويفخخون، ويخطفون، ويشوهون الحياة، ويستبيحون المحرمات، وينتهكون المقدسات، من اجل السلطة ومغانمها ليس الا. ويتخذ صراعهم الهمجي، مظاهر متنوعة منها الطائفية والمنافسة الحزبية وغير ذلك.
لم يتقاتل المتخاصمون بسبب وجهات نظر تباينت بينهم حول توحيد الجهود من اجل انهاء احتلال، او استرجاع اراضٍ، او اعادة سيادة، او على مشروع بناء الانسان وتضميد جراحه ورفاهيته وتأمين حاجاته المادية أو الروحية، او مكافحة البطالة والتصحر، هذا فضلا عن مقاومة الفقر او محو الامية، والبناء او اعادة الاعمار.
لكن، ليس من الحكمة، مع ذلك، حصر الصراع كله في هذا العامل وحسب، فهناك، بالطبع، اسباب اخرى. ولكننا نؤكد أن اللهاث وراء السلطة وامتيازاتها، يعد العامل الداخلي الاساسي. اما العوامل الخارجية، الدولية والاقليمية، ونعني بذلك تلك البلدان البعيدة منها او القريبة، الجارة او الشقيقة، المسلمة او العربية، وقبل الكل اسرائيل او اميركا او الاثنين معاً، كل هذه الدول، تتفق هنا، وتختلف هناك، لكنها تشترك وتتفاعل مع بعضها البعض، تتحالف احيانا دونما توقيع، وتتحد في تاجيج الصراع في هذه البلدان، وتدفع به الى مديّات خطيرة، نحو التدهور والانقسام وتمزيق النسيج الاجتماعي للبلد المعني، وتدمير البنية التحتية واعاقة بناء المؤسسات، تمهيدا للانقضاض على الدولة وتدميرها.
اما اساليب ووسائل المتصارعين في هذه البلدان الثلاثة، فانها تشترك ايضا في خاصية اساسية، هي العنف والمزيد من العنف، الذي يؤججه خطاب اعلامي استفزازي مقيت ذو نزعة عدوانية تثير الاحقاد والثارات، ويدفع الى مواجهات طابعها العنف والعنف المقابل، القتل والمزيد من القتل. لكنه رغم ما تقدم يبقى لكل دولة خصوصياتها التي تميزها عن الاخرى، لذا يجب ان يأخذ اي حل لمشاكل الشرق الاوسط بالاعتبار هذا التعقيد والتشابك. اذ لا يمكن اخذ الامر بعيدا عن ذلك، رغم ملموسية كل قضية وخصوصية كل بلد. ومن هنا نؤكد على ضرورة تحريك حل للقضية الفلسطينية، ونزع فتيل الفتنة في لبنان، لتهيئة جو يبشر بالانفراج نحو حلول ممكنة في العراق، عبر اتباع سياسة واقعية فعالة، تسعى لايجاد معادلة سياسية متوازنة لا تلغي موازين القوى السائدة، بل تحفظ لجميع القوى حقوقها في التنوع والتعدد ضمن اطار الوحدة الوطنية، وتفتح افاقاً رحبة للمصالحة الوطنية، وتفعّل خطواتها، وتحول المبادرات في هذا الاطار الى واقع ملموس.
ولقد دللت التجربة ان الحلول الصحيحة للمشاكل لا تتاتى من خلال الاستقواء بالدول الاقليمية، أو الاتكاء على الدول الاجنبية على حساب ابناء البلد، بل عبر الحوار بين مختلف الاطراف المتصارعة لحل الخلافات. إنه لامر طبيعي ان تكون هناك خلافات في الرؤى بين القوى السياسية، ويتعين ان تحل عبر إتباع منهج الحوار الحضاري الذي يفضي الى تفاهمات تسهم في تقريب وجهات النظر،وتحتكم لإرادة الشعب وخياره الحر الديمقراطي، مع ضرورة الابتعاد عن الاستفزاز واثارة نعرات التعصب والعداوات والكراهية، والتطرف والانقسام، مع التأكيد على نبذ العنف والارهاب والعدوان، وشجب وتحريم اعمال القتل والخطف والتغييب ولغة السلاح.
لعلنا نتذكر ما قاله الاديب الفلسطيني الشيوعي الراحل اميل حبيبي في روايته “سعيد ابي النحس المتشائل":

دم دم ددم واحدة ذات رسالة خالدة
قتل قتلتل واحدة ذات رسالة خالدة
واقول: اما من نهاية لهذا النشيد الدامي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة