الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأم في سجن الرملة والأب في بئر السبع وتحملت مسؤولية الأسرة..الطالبه بنان ابو الهيجاء تسعى لتحقيق حلم والديها بدراسة الحقوق..

علي سمودي

2003 / 7 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


القدس- 24 تموز 2003

 

الأم في سجن الرملة والأب في بئر السبع وتحملت مسؤولية الأسرة..
الطالبه بنان ابو الهيجاء تسعى لتحقيق حلم والديها بدراسة الحقوق..

 

مرة اخرى يسلب قيد الاحتلال الطالبة بنان جمال ابو الهيجاء (18 عاماً) من مخيم جنين الفرحة التي انتظرتها طويلا, وبينما كان زملاؤها يوزعون الحلوى ويتلقون الهدايا, ويقيمون حلقات الفرح احتفالاً بنجاها في امتحان الثانوية العامة, غابت معالم الفرح عن وجهها وحل مكانها الحزن والبكاء وكلاهما اصبحا رفيقين دائمين لها يحرمانها كل اشكال الفرح والسعادة. "فكيف لنا ان نفرح والاحتلال بنغص علينا كل لحظات حياتنا؟" تقول بنان، وتضيف: "حتى الاعياد اصبحت عنوان للحزن بالنسبة لنا، ففي العيد الاول اعتقلوا شقيقي واعتقلوا والدتي ليلة عيد الاضحى، واليوم استقبل نبأ نجاحي وثلاثة من افراد اسرتي خلف القضبان".

فرقونا وشتتونا..
كان اليوم الذي سبق النتائج اقسى لحظات العمر كما تقول بنان. "ليلة اعلان نتائج الامتحان لم يغمض لي جفن وامضيت الساعات متوترة وخائفة من ان اخيب امل اهلي خاصة وانني لم اتمكن من الدراسة بالشكل المطلوب خلال الفترة الماضية خاصة بعد اعتقال والدتي، فقد انقطعت شهر كامل عن الدراسة كي أرعى الأسرة، ولكن سرعان ما استعدت قواي وقررت التحدي، فأحد اهم اهداف حرب الاحتلال ضدنا هو التجهيل واغلاق المدارس وحرماننا من التعليم، فقررت ان اتابع واحقق النجاح الذي شجعني عليه والدي"ّ.

يذكر أن والد بنان، الشيخ جمال أبو الهيجاء، قائد حركة "حماس" في جنين، اعتقل في حزيران 2002، ولا يزال موقوفاً بانتظار المحاكمة، فيما اعتقلت الأم في آذار الماضي، رغم أنها مريضة بالسرطان. أما الإبن عبد السلام فقد اعتقل خلال معركة الدفاع عن المخيم في نيسان 2003، وقد حكم بالسجن لمد سبع سنوات.

لا معنى للفرح..
وتقول بنان أنه "لا وجود ولا معنى للفرح في غياب الاحبة خلف القضبان".

وتمضي مستعيدة ذكريات الأشهر التي تلت اجتياح إسرائيل لمدينة جنين في نيسان 2002، قتقول: "لقد فرق الاحتلال اسرتنا الجميلة بالتقسيط. اعتقلوا أخي عبد السلام، ثم أحرقوا منزلنا، ثم أخذوا يطاردون أبي إلى أن تمكنوا من اعتقاله... لم يكن ذلك كافياً، فاعتقوا أمي.. أي فرح يمكن ان يساورني وسط هذا الواقع المأساوي الذي حولني في لحظات فجأة إلى ربة بيت مسؤولة عن أربعة من الأطفال. لقد تحملت مسؤولية لم أكن أتوقعها، فقسمت وقتي وحياتي ما بين اشقائي الاربعة: عاصم 15 عاما، عماد 14 عاما، حمزة 11 عاما، وساجدة 7 سنوات، إلى جانب دراستي للثانوية العامة. لقد كنت اهلا للمسؤولية رغم المصاعب والمشاق والاحزان".

وعندما تبلغت بنان بالنتيجة لدى مراجعة مكتب التربية والتعليم، تقول: "كان قلبي يخفق بشدة، وعندما ابلغوني بالنتيجة أخذت بالبكاء، فلم اشعر بطعم الفرحة.. واصلت البكاء لأنه لا يوجد أي معنى للفرح مع غياب اسرتي".

ولم تكن النتيجة، 75% في الفرع الأدبي، نتيجة مرضية بالنسبة لها، غير أن ما مرت به من ظروف يقنعها بأنها حققت إنجازاً لا يستهان به.

ومضت تقول: "إنها الفرحة الاولى لمن هو في سني، كل صديقاتي كن فرحات.. لكل واحدة أسرة بانتظار نتيجتها.. تحتفل معها، أما أنا فساعود للبيت وحيدة، لن أجد حضن والدتي، ولن أجد أبي".

لا شيء كحضن امي..
ذهبت بنان إلى منزل عمتها هالة في المخيم عانقتها، بحرارة لتعوضها حرمان صدر والدتها، ولكن تقول: "رغم حبي لعمتي، لا شيء كحضن امي الذي حرمت منه في اهم لحظات حياتي.. كنا ننتظر هذه اللحظة، فأمي كانت تحثني على الاجتهاد، ووعدتني بهدية ثمينة عند نجاحي.. ها أنا الآن نجحت، لكني لن أتمكن من إبلاغها بالنتيجة، فنحن محرومون من زيارتها".

الحقوق حلم والدي..
وتهدي بنان نجاحها، إلى والديها، الشيخ جمال الموقوف حتى إشعار آخر في سجن بئر السبع، ووالدتها المعتقلة إدارياً لمدة ستة أشهر في سجن الرملة، وتؤكد انها ستواصل دراستها وتحدي كل الظروف الصعبة. وتقول: "كان حلمهم ان ادرس الحقوق، سأحقق ذلك الحلم، لأصبح محامية للدفاع عن الحقوق المغتصبة لشعبنا".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس