الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألتضامن العربي ضد شعب العراق

عدنان فارس

2003 / 7 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




إفتتح العرب مُسلسل فعالياتهم التضامنية بمُعاداة العراق وشعبه بُعيد "ثورة" 14 تمّوز 1958. هذا الحدث التاريخي الضخم في حياة الشعب العراقي والذي أراده الشعب أن يتحوّل "فعلا" إلى ثورة سياسية حقيقية من أجل تعزيز الإستقلال الوطني وتعميق الديموقراطية وتطوير مؤسسات الدولة وفق مبدأ سيادة القانون واستثمار ثروات البلد بحرص ومسؤولية لصالح أبناء العراق في بناء حياة أفضل، ولكن وبالإضافة للأسباب الداخلية، لعب التضامن العربي دورا كبيرا في وأد أحلام وطموحات الشعب العراقي من خلال تمكين "أزلام بعث الجريمة" من افتتاح الدورة الأولى لسلطتهم في 8 شباط الأسود 1963، وبمباركة عربية تمّ اغتيال العراق وخيرة أبنائه وأحلى الأحلام، حتى العلم غيّروه.

ومُذّاك تعزّزت ثقة العرب بفعّالية تضامنهم في التصدّي وقمع محاولات التحرّر والتقدّم التي قد يقوم بها من تسوّل لهم نفوسهم شق عصى الطاعة على أنظمة الإستعباد والتخلف العربية، لقد نجحوا وتوفّقوا في ذلك، وظّفوا كل شيء في سبيل ذلك.. وظّفوا الدولة والثروات والدين وحتى الأخلاق.. وبذلك عاد "البعث" ثانية و بخبرة أكبر وتنظيم أرقى في ارتكاب الجريمة. وبدعم واحتضان عربيين أكثر أخوية وحرارة تمّ تدمير العراق والتقتيل الجماعي لأبناءه والتشريد والتجويع.. وقدّموا النصح لصدام بإضافة "الله أكبر" على علمه الذي رسمه بعثه في 1963 حتى لايكون ذبح العراق عربيا فقط، أفليس الإسلام عربيا أيضا؟

أفاق العالم، من غير العرب، على هول الجريمة.. أفاقوا بعد طول سُبات.. وبعد أن طُعنت إنسيانتهم وتهدّدت مصالحهم "المشروعة"، فالجريمة في العراق لم يعُد "احتمالها"،لا بل لم تعُد جريمة ضد الحياة في العراق فقط.. تحرّكوا، فتحرّك التضامن العربي بأقصى درجات اللؤم وانحطاط الشرف واستقبلوا، بوقاحتهم المعهودة، المجرم علي كيمياوي للتباحث والتشاور..

عزم العالم على إسقاط صدام وعزم العرب، كعادتهم، على خذلان العراقيين .. دوّت صيحات العراقيين في كل أرجاء العالم: صدام نفسه سلاح دمار شامل! سمع العالم، كل العالم الحر، إلاّ العرب.. فقد تناخوا لنصرة شرفهم "عورة الكائنات"، ولكن قواهم وهنت هذه المرة قبل بلوغ الهدف، وسوف تهن، منذ الآن فصاعدا، كلّ مرّة!..

سقط صدام وانحلّ بعثه واسودّت وجوههم بمختلف ألوانها. فأخذوا ينفثون سمومهم متفننين في ممارسة العداء للشعب العراقي: محاولة تحريض العراقيين على بعضهم و التشكيك "بعراقية" أعضاء مجلس الحكم الإنتقالي والتطاول على الرموز الوطنية والمحاولات الرخيصة والدنيئة في إحباط همم وعزائم العراقيين والتأليب ضد المحررين على أنهم "غزاة" وتصوير الإعتداءات عليهم بأنها "مقاومة"، وأونكل "عمرو موسى" لايعترف إلاّ بحكومة عراقية وطنية على غرار وطنية حكومة صديقه صدام..

اليوم لمستُ آخر موديل للتضامن العربي مع الشعب العراقي: مذيعة قناة "العربية" وفي معرض تشويه الأخبار وتلفيق التقارير، قالت هذه الفاتنة: ونتيجة الرمي العشوائي أصاب الرصاص والقذائف الأمريكية منارات وقبة "الإمام"!! الحسين "عليه السلام"!!..يعني الحسين ما كان إمام ولا عليه السلام عندما ضُرب ضريحه بالصواريخ من قبل صدام وأزلامه!؟

ألسادة أعضاء مجلس الحكم الإنتقالي المحترمون .. تحية وبعد

قرأتُ أنكم عيّنتم 40 سفيرا عراقيا جديدا. أليس من الواجب، وحسب الإعراف والتقاليد الدبلوماسية، أن تقوموا بسحب سفير دولة العراق من كل دولة يتطاول حُكّامها أو أيّ من مُمثّليهم على شرعية مجلس الحكم الإنتقالي؟ وكذلك مقاطعة "جمعية أنظمة الدول العربية".


عدنان فارس

[email protected]

27 -7- 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القنبلة المطرقة.. سلاح إسرائيل لاغتيال نصر الله


.. محمد علي الحسيني: الدولة العميقة في إيران ضحت بنصرالله وهنية




.. محاكاة بالذكاء الاصطناعي لعملية اغتيال نصر الله


.. دمار بموقع اغتيال نصر الله.. الغارات الإسرائيلية حولت معقل ح




.. كيف اتخذ قرار اغتيال حسن نصر الله؟