الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيصر الأحمق ...

فرج بصلو

2007 / 3 / 3
الادب والفن




يا ساكن السماء
بركاتك
لعناتك
جّل ما يتذكرها البشر
ينساها القيصر الأحمق

*
ضعني حجرة في سهل
تصغي لأنين ما تحت الأرض
تصغي لأنين ما عليها
وتحلم
تحلم بما تريد أن تحلم
لتفك قيودها...

*
ليس لي يداً
أو أي شيء
في إنتظام رحلات الكيروان
وفزع الصغار
وأمرأة في شهواتها
وصنارة تطريزها
وصرصر بصرصرته
لست إلاّ فلاحاً صودرت أرضه
فبات يفلح بقواميس اللغة ومجاميعها
ليرى ويري كيف تنمو وتنتمي
ضواري البلاد...

*
اليوم وبالتأكيد
ظلال السرو الوارفة
لا تبعث على التذكر
كما في السابق
فالشمس مائلة إلى المغيب
باحمرارها الجميل
وشذرات جسدها القتيل

*
من الأن سأخفظ صوتي
لكي يصغي إليّ كل من يجتهد
ويصتنت
فعلى الزعبرات ان تولي
مع من ولاها على حياتنا

*
أنا في الطريق والطريق فيّ أنا
والطبيعة محملة بشجرة مثقلة بعصفورة سوداء
تنادي بحنان
وتشدو
لحد البكاء

*
قالوا لي دموع الندى حطت
على مضاجع الحالمين
وبين جدران عزلتهم
وفكرتُ في شمس الغد
الطالعة لتمحو كافة الدموع بأناملها الحارة

*
إنني لحظات تجري على التراب
في ساعة ما بين الظلال
والنعامة بندول يهتز
والدهر معه يهتز
والعصر المتلاشي ماشي مع الدقائق

*
القمم تتحرك
والناس تتأمل
وبعيونها رطوبة المطر
والغيوم الرمادية العالية
صارت على سفر
لا أدري إلى أين...

*
مركبتي
آخذة في الطريق
والعقارب المستمرة بسيرها
تلتقي في نفس الساعة
فتنحَّل من إنضمامها
لتشهد التوقيت في فجر الأساطير

*
يحوم الربيع على بصري
والجذوع تستدير
تكبر وتتماسك
وتتقوى بالنور
المنبعث من فوق الفوق
وأنتِ التي انتِ عندما تفيقين من إغمائتك الأبدية
سترسمك الحياة في لوحة إسطورية
كرسم الرياح وشمها على الشجر الإبرية

*
أيتها البلاد الحبيبة رسمتُ إسمكِ
على زجاج منفاي
بضباب لا يكاد يستسلم للبرد

وبعيداً بين الأنوار والظلال
تقبع الصّخرة الباسقة
وكأنها علامة استفهام

لكي أعلم وأعلم: ما زالت بانتظارنا أحلى الأيام

*
وبعيداً عن حدودي تنمو زهور أخرى
نائية الفصول والتناغم
لكنها تسمو ككل غريب يحن إلى دياره

*
وهنا الحجحجوك تذهل الحقول
تنير وتفتن الصبايا
وكأنها وجوهاً تبتسم بين التلال

*
أنا أنظر بالكون عميقاً لأرى الزمان ينهمر
وعلى سبل فراشاتي التائهة ترتعد الصلوات
ومن شقائق نعماني تشع حد الحريق أشواقي
هاهي نافذة بلا دار
مرمية على النواحي
مهشمة الشراع
وفي زجاجها المكسور
تتراقص لألىء السماء
وعلى حواف الصحراء
نكهة العنب في عنقود فتي
وزغاريد البلابل بين الروابي والدوالي
وحلمات الندى تقطر كأنها نهود
إمرأة لوط
الهاربة من ملح الظلال
إلى أجراس الضياع
وأحضان الرعيان
ومهاميزهم

ومن الأن سأخفظ أصواتي
كي يجتهد القيصر الأحمق
ليسمع لعناتي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف