الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


14 شباط يوم الشهيد الشيوعي ، يوم العطاء في سبيل الشعب وكادحيه

مارسيل فيليب

2007 / 2 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


... لذكرى يوم الشهيد الشيوعي وقع خاص وأثير في ذاكرة كل الوطنيين العراقيين ، لكونها ذكرى البسالة والتحدي والصمود دفاعاً عن مبادئ وقناعات فكرية حد الأستشهاد ، وهي ذكرى قطرة الدم الأولى التي سفحت على درب الأمل بغدٍ أفضل ووطن حُر مستقل ، قدمها الرعيل الأول من الشيوعيين العراقيين ، ثم تكررت التضحية لالاف المرات دفاعاً لأنتزاع ابسط الحقوق والمكاسب الوطنية ، وصولاً لتحقيق أرقى القيم الأنسانية .
هكذا تلألأت سماء الوطن العراقي بقوافل شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية ، منذ الرابع عشر من شباط / فبراير 1949 ... وبدءاً بأول كوكبة خالدة من الشهداء ، قادة ومؤسسي حزبنا الرفاق فهد – حازم – وصارم .... يومها أرتقى الرفيق زكي بسيم " حازم " سلم المجد مع الرفيق فهد ، مردداً " لو تيسر لي أن أولد من جديد .. لما أخترت غير هذا الطريق " .
ثم تواصلت التضحية وتوسع دفق الدم الشيوعي ، عندما داعب وهم القضاء على الشيوعية في العراق مخيلة الفاسشت الجدد في شباط عام 1963 ، لكن حتى في تلك الأيام السوداء وهمجية الذئاب البعثية المتعطشة للدم تمكن رفاق الحزب وقادته من تسطير ملحمة جديدة مكللّة بالمجد والشموخ البطولي ، كمثل الرفاق ، شهداء الحزب والوطن ، سلام عادل - جمال الحيدري – العبلي – جورج تلو ومحمد حسين أبو العيس - وابو سعيد – وعبد الرحيم شريف – نافع يونس - وحسن عوينة – ومهدي حميد – وحمزة سلمان والمئات من اعضاء وأصدقاء الحزب وأعضاء المنظمات والهيئات والشخصيات النقابية والأجتماعية والعناصر الديمقراطية ، وأستمر النزف الشيوعي متدفقاً خلال مرحلة حكم وريث الحقد والجريمة المقبور صدام حسين ، دون ان يعي هذا الكل " أن الشيوعيين العراقيين كانوا ومازالوا يستمدون من مأثر وبطولة شهدائهم العزم على مواصلة العمل والتضحية دون هوادة من أجل عراق حر ولأجل غدٍ أفضل لأجيالنا القادمة " .
وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام ، وبألم مميز ذاكرة كل الشيوعيين والوطنيين العراقيين ، ففي شباط 49 توهم نوري السعيد والسلطة الحاكمة والأدارة البريطانية انذاك أن الطريق الأفضل لكسرعزيمة النضال الجماهيري هو بأعدام قادة حزبنا الشيوعي ، وفي شباط الأسود عام 63 اطلق وحوش أنقلابيي عفلق سُعَارهُم ( رقم 13 ) ، والذي أباحوا من خلاله هدر دم الشيوعيين دون محاكمة ، وأباحوا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء وفتاوي دينية مدفوعة الثمن ، وكشفت حقائق التأريخ عبر العقود الماضية .. المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي هكذا شعارات ، وكذلك حقيقة أستحالة الجمع بين شعارات التحرر القومي والدفاع عن الشرائج المسحوقة وتحقيق العدالة الأجتماعية والسيادة وصيانة المصالح الوطنية ، وبين محاربة الشيوعية والشيوعيين والجدير بالملاحظة أن كل الذين يرفعون الأن عقيرتهم لتشويه تأريخ الحزب الشيوعيين العراقيين وحزبهم أو محاولة تهميش دورهم ، لا يستمدون دلالاتهم الا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه أسلافهم .
اليوم نتمنى أن لا يعيد التأريخ نفسه بشكل مهزله ، من خلال مانرصده عبر الراهن وأستشفاف القادم في لوحة الحاضر العراقي ، والذي لا تقل فجائعة عما عشناه وعاصرناه عبر العقود الماضية ، فثقافة ومبدأ العنف هي السائدة في الممارسة اليومية للداخل العراقي ككل ، ولا زال هناك مسؤول رسمي أو شرطي أو عسكري أو رجل أمن مستعد لممارسة تزييف الحقائق ، أو قل لممارسة كل ثقافة وهمجية الجلاد الحقيقي ، أو عناصر ميلشياوية وفرق موت تابعة او غير تابعة لقوى مساهمة في تشكيلة السلطة القائمة تتجاوز على سلطة الدولة والقانون وبشكل واضح ، ومجاميع أرهابية وعصابات مسلحة تحترف الجريمة ، وكلها تتخفى وراء " المقدس " يوجهون ضرباتهم نحو كل أنسان يخالفهم الرأي والقناعة بكل ما تعنيه شريعة الغاب والمهوسين بمنظر الدماء ، متقمصين سلطة قامعة لا تعرف غير رد الفعل المتوتر والممارسات المأزومة ، رغم علم الجميع بأن فصول العنف والعنف المضاد نهج عقيم لن يوصل الملتزمين بآلياته إلا لطريق مسدود ، أضافة لحقيقة وخلاصة دروس وتفاصيل شاخصة من تجارب مراحل سياسية وحقب نضالية أبان عقود القمع ونظام الفاشية المقبور ، حين امتزج فيها دم العربي بالكردي والأشوري الكلداني والمندائي والتركماني والأيزيدي والدم الشيعي بالسني والمسيحي بالمسلم في شوارع ومدن ومحافظات الوطن العراقي ، في جبال كردستان كما في شوارع أربيل وبغداد أو الموصل والنجف والبصرة أومناطق الأهوار ، حيث قدمت جماهير شعبنا بكل أطيافه وأنتماءاته الفكرية تضحيات غالية من أجل حرية الوطن والشعب ولقيام بديل ديمقراطي ، أملاً ليكون العراق وطنا لكل أبنائه .
اليوم ونحن نحي ذكرى يوم الشهيد الشيوعي ، ندعو جميع الأطراف السباسية وكل الخيريين ، للسعي وبجهود مضاعفة .. لوقف دورة العنف والتطرف ولتحكيم العقل ، والسعي لبلورة وعي جمعي عبر كل وسائل الأعلام الرسمية والقوى السياسية المشاركة في الحكومة العراقية الحالية ، وأولهم احزاب الأسلام السياسي ورجال الدين وخطباء المساجد ، أبتداءً من الأخوة في المجلس الأعلى الى أصغر تيار في المعادلة الأسلامية ، ولرفع شعار واضح .. بأن الحرية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة ، لا يكتمل أي من طرفي المعادلة بدون أكتمال شروط تحقيق الطرف الأخر ، كي نساهم معاً لفتح كوة صغيرة في فضاء عراقنا الجريح ليتاح من خلالها لأطفالنا وأهالينا ، أستنشاق هواء نقي بدل رائحة البارود .
ولنستخلص الدروس من ماضينا وتجاربنا ، كي نتمكن من أستشراف مستقبلنا بشكل سليم ، فما زال بالأمكان انقاذ الوطن والشعب من الكارثة المتربصة ، فالكل واعي لحقيقة " أن محنة الوطن تتفاقم ولابد لكل طرف من المساهمة في أقامة توازن جديد يعترف بالأخر ويرفض الألغاء والتهميش . فلنبتعد عن المحاصصة الطائفية وأسلوب توزيع غنائم الحرب وأقصاء هذا أو تفضيل ذاك من الأطراف العراقية بحجة المظلومية أو الأغلبية والأقلية ، ولسعي كل الأطراف لتعزيز سلطة الدولة العراقية وأستقرار الوضع الأمني والسياسي ولتعزيز المصالحة الوطنية بعقلية متفتحة ، وللقضاء على العصابات وفرق الموت المنفلتة وحل جميع الميلشيات بكل انتماءاتها ، وللتمسك بتحقيق مبادئ ترسيخ نظام ديمقراطي حقيقي يمكن عن طريقه السير قدماً وبخطوات واثقة نحو أفاق المستقبل الواعد ، ولو بالشروع لبناء أسس دولة عصرية تعتمد المؤسسات الدستورية لأعادة بناء الأنسان العراقي الجديد أملاً بتحقيق غدٍ أفضل لأجديالنا القادمة .
تحية عطرة لذكرى شهداء الحزب والوطن ، وكل ضحايا النظام الدكتاتوري المقبور والعمليات الأرهابية الجبانة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث