الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الورقة الاخيرة

سلام خماط

2007 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن الاغتيالات السياسية في زمن صدام بالشيء الجديد لأنه ونظامه مارسوها طيلة فترة حكمهم الذي امتد إلى ما يقارب طيلة فترة أربعة قرون ولكن بعد سقوطهم المدوي ونتيجة للانفلات الأمني بدأو ينشطون من جديد حتى عقدوا المؤتمرات في بعض البلدان العربية الحاضنة لهم ،والصداميون ليس بالضرورة إن يكونوا بعثيين وهنالك من هم محسبون على الدين أو على مذهب معين أو حركة سياسية جديدة وبأسماء مختلفة من حيث الشكل لكنها متطابقة من حيث الجوهر ،وهولاء بمجموعهم يمثلون الخط الصدامي الجديد الذي يسعى بشتى الوسائل والطرق على إعاقة العملية الديمقراطية من اجل إفشالها والاستحواذ على مراكز السلطة حتى يرجعوا بالعراق عهود الظلام مرة أخرى .
إن المنزلق نحو الحرب الأهلية والطائفية ينسج خيوطه أعداء العراق في الداخل والخارج هنالك ورقة أخيرة يلعبها الصادميون هي ورقة الطائفية هذا ما تنبأ به الكاتب الرحوم هادي العلوي في منتصف التسعينات من القرن الماضي .ففي الفترة الأولى لتغير النظام كان المستهدف من الهجمات الإجرامية هي دور العبادة من كنائس ومساجد وحسينيات ثم أصبح القتل بعد ذلك على الهوية أي بعمليات منظمة ومخطط لها بعد ذلك أصبح القتل من غير تميز عندما تنفجر سيارة وسط سوق أو شارع فإنها وبكل تكايد لا تميز بين من هم في هذا الشارع أو السوق، هل هم من الشيعة أم من السنة هل هم عرب أم أكراد ، مسيحيون أم صابئة .
إن الجهات التي تقف وراء إعمال العنف هذه إنما تقصد إشاعة حالة من الرعب والخوف في دوامة من ضياع الأمن والاستقرار وان النسبة العظمى من هولاء ألقتله هم من فلول النظام الصدامي المجرم وبعض من فلول السلفية المندحرة وخاصة الوهابيين الذين يدل تاريخهم على إجرامهم وما فعلوه من مجازر في كربلاء والطائف في بدايات القرن العشرين إن سياسة هولاء هي خلط الأوراق حتى يقال فيما يقال من بعض السذج من الناس وما أكثرهم بان الأوضاع في زمن صدام أفضل بكثير مما هي علية الآن حيث الأمن والاستقرار بل وتمتد أوجه المقارنة لتشمل مفردات البطاقة التموينية وكيف كان المواطن يستلمها وبانتظام ناهيك عن المقارنة بين الأسعار سابقا وحاليا وخاصة أسعار المشتقات النفطية .
إن الفساد الإداري الذي طال أكثر دوائر الدولة إنما يقدم الخدمة الكبرى لأعداء العراق الجديد فنقص الخدمات وعدم تنفيذ المشاريع رغم رصد المبالغ الطائلة لها بحاجة إلى وقفة شجاعة من قبل أجهزة السلطة التنفيذية وخاصة ضد المقصرين من رؤساء الدوائر والمجالس البلدية ومجالس المحافظات ،كما إن هنالك نقطة مهمة وحساسة أود إن أعرج عليها وهي إن اغلب رؤساء ومدراء اليوم هم أنفسهم في زمن النظام المقبور واني كمواطن عراقي لا أجد مبررا واحد لبقاء هولاء الوصوليون في هذه المراكز الوظيفية الذين ساعدوا على إهدار المال العام وان هادر المال العام والإرهابي وجهان لعملة واحدة.
لقد استمل النظام البائد هولاء الوصوليون ليطفحوا على السطح كما استعمل أساليب الكيد والبغض وكتابة التقارير الكيدية وسيلة للقضاء على معارضيه من سياسيين وحركات دينية وحتى مستقلين وفقا لمبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي لقد قرب صدام العناصر الهزيلة من كل فئات المجتمع الدينية والقومية والمذهبية والعشائرية ليتاجر بأسمائهم التي لا تمت لمذهب ولا لدين أو قومية بصلة وجعل من بعض هولاء في أعلى سلالم الحزب والدولة .
إن الأمريكان اختاروا للعراق النوعي العرقي والطائفي حلا ومنهجا في بنيوية الدولة وكأنهم رسموا مستقبلا ملغوما لأجيال هذا البلد وهذه السياسة هي امتداد لسياسة البريطانيين عندما احتلوا العراق في الحرب العالمية الأولى حتى جعلوا من ارض العراق ساحة حرب وتصفية حسابات مصلحيه إلا إن هذه السياسات لم تنجح وستفشل كما فشلت سابقا عندما حدث الصراع بين العثمانيين والصفويين على ارض العراق حيث اخذ يبادر السني بحماية الشيعي ويبادر الشيعي بحماية السني وخير دليل على كلامنا هذا ما رينا في الوقت الحاضر وقبل عدة أيام وفي إحدى الفضائيات عندما عرضت مشهدا يصور 75 عائلة سنية وفي شارع واحد في مدينة الصدر الشيعية وبحماية الشيعة ويروي لنا التاريخ إن احد علماء الشيعة قد أفتى بان السنة هم الموالون لعلي ابن أبي طالب و لا يجوز قتلهم كي يقطع الطريق على قرار الصفويين بذلك .وقد ذكر الدكتور الشهيد على شريعتي في كتابه ( الإمام علي في محنه الثلاث ) إن التشيع العلوي هو تشيع من اجل الوحدة والتشيع الصفوي وهو تشيع وجد من اجل التفريق .
وفي الجانب الثاني كان العلامة أبو الثناء ( محمد شهاب الدين الالوسي ) المتوفى في سنة 1852 ميلادية صاحب تفسير روح المعاني الذي يعتبر من ابرز علماء السنة في العراق والذي تلقى دروسه على يدي الشيخ علي السويدي وهو أيضا عالم معروف من علماء السنة يقول عنه الالوسي :"من الإنصاف القول إن السويدي لم يدنس قلبه بدعاوى الوهابية الجاهلة بل كان احمديا صادقا". وكان الالوسي يزدري السلفيين والوهابين على وجه الخصوص ويعتبرهم مارقين ومشعوذين إلا إن اقرب المقربين إليه كان من الشيعة وأهل التصوف والأمثلة على روح العلاقة الأخوية الحميمة بين السنة والشيعة عبر التاريخ تطول منها العلاقة بين أبي حامد الغزالي وصدر الدين الشيرازي فقد كان الأول سني شافعي والثاني شيعي إمامي والعلاقة بين الإمام أبي حنيفة النعمان وزيد بن علي بن الحسين وكيف دعم أبو حنيفة ثورة زيد بن علي ودفع حياته ثمنا لذلك عندما سجنه المنصور ودس له السم ومات في سجنه .
إن العراقيين لم يحدث بينهم على امتداد التاريخ نزاعا دينا واحد وحتى لو حدث ذلك سنجده من تداعيات سياسية خارجة أو صراع بين دول الجوار الذين يغذون التناحر الداخلي حيث لا يملك العراقيون في حيثياته لا ناقة ولا جمل من هنا نجزم بان أي ترويج قومي أو عنصري أو ديني طائفي تنهجه القوى السياسة الحالية داخل السلطة وخارجها فهو محض جهالة وانزلاقة جديدة لا يزيدها إلا بعدا عن الروح العراقية المتسامحة والمتحابة منذ أقدم العصور وان هذا الانزلاق لا يكون إلا أداة طيعة لصالح أعداء العراق والساعين إلى فناءه وبتالي فلا تنال تلك القوى إلا الكره والانتقاد الذي أصبح وسيصبح مصير كل من أراد للعراقيين تناحرا قوميا أو طائفيا مقيتا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح