الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرضاوي وزيارة بيريز

طارق الحارس

2007 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على أحد أن العلاقة بين قطر واسرائيل ليست جديدة ،إذ أنها تتموج بين مد السرية تارة ، والعلانية الخجولة تارة أخرى ، لكنها وصلت اليوم ، بالزيارة الرسمية التي قام بها بيريز واستقباله من طرف كبار رجال الدولة ، الى العلانية بأعلى درجاتها .
أجد نفسي غير مخول للحديث عن سياسة دولة قطر ، إذ أنها حرة في ذلك ، وعلى هذا الأساس فان زيارة بيريز الى قطر تعد شأنا داخليا لدولة قطر لن أخوض فيها ، لكنني سأتحدث عن هذه الزيارة من جانب آخر .
الجانب الآخرالذي نريد أن نتحدث به يتعلق بالشيخ القرضاوي وموقفه من هذه الزيارة ، إذ أن هذا الرجل يعد اسرائيل ( اليهود ) عدوة الأمتين العربية والاسلامية الأولى ، لاسيما أنها تحتل دولة عربية مسلمة ( فلسطين ) وطالما طالب الأمتين العربية والاسلامية بمحاربتها الى أن يتم تحرير الأرض المغتصبة منها ، وأضعف الايمان عدم اقامة علاقات دبلوماسية أو تجارية معها .
قبل أن نخوض في غمار الاجابة عن موقف القرضاوي من هذه الزيارة لابد لنا من الاشارة الى موقفه من تواجد القاعدة الأمريكية في العاصمة القطرية التي تعد من أهم القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي ، بل هي القاعدة التي تعد المركز الرئيس الذي اعتمدت عليه أمريكا في حربها التي شنتها لاسقاط النظام الصدامي . لقد وقف القرضاوي ضد هذه الحرب ، لكنه لم ينتقد الحكومة القطرية التي وافقت على أن تكون أرض قطر منطلقا للطائرات الحربية الأمريكية نحو العراق ، وفي الوقت ذاته وقف القرضاوي مساندا لما يسمى بالمقاومة العراقية ( تنظيم القاعدة والصداميين ) التي تقاتل الجيش الأمريكي بالعراق بالرغم من الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه المقاومة ضد المواطنين العراقيين الأبرياء ، ولم يندد بأية جريمة من جرائمهم البشعة ، لكنه ندد بشدة الجريمة التي ارتكبها هذا التنظيم في العاصمة القطرية قبل سنوات قليلة ولم يصدر أية فتوى للقطريين أو العرب لمقاتلة الجيش الأمريكي المتواجد في قاعدة العديد .
من منطلق موقفه الصامت عن تواجد القاعدة الأمريكية يمكننا استنتاج موقفه حول زيارة بيريز الرسمية الى قطر ، إذ يبدو أن الموقف الديني لهذا القرضاوي يتموج حسب تفكيره الرغائبي وبمعنى آخر حسب مقتضيات مصالحه الشخصية ، تلك المصالح التي لها علاقة بالعز الذي تقدمه له حكومة قطر وليست له علاقة بالعمامة التي يرتديها ، وعلى هذا الأساس فحتما أن موقفه حول هذه الزيارة لن يكون مختلفا عن موقفه حول وجود القاعدة الأمريكية ودورها في الحرب التي شنتها أمريكا لاسقاط النظام الصدامي ، نعني الصمت ، ذلك الصمت الذي يتناقض تماما مع الزوبعة التي أقامها هذا القرضاوي حينما أطلق حارث الضاري شاعته المزيفة عن المذابح والتهجير الذي يتعرض له أهل السنة في بغداد على يد ( الصفويين ) ، لكن يبدو أن أهل السنة في غزة ، والضفة الغربية لم يعد لهم منزلة عند القرضاوي بعد اليوم ، إذ يبدو أن بيريز لم يقترف أية جريمة بحق أهل السنة في هاتين المدينتين الفلسطنيين .
هل يحتاج الأمر الى أن نضع القرضاوي في خانة وعاظ السلاطين ؟ نعتقد أن الأمر لا يحتاج الى ذلك فقد وضع الرجل نفسه في هذه الخانة من خلال مواقف عديدة .
* مدير تحرير جريدة الفرات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات