الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخدمة الإلزامية في سوريا مأساة المآسي المنسية

حمدي شريف

2007 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تعد الخدمة الإلزامية في سوريا مأساة المآسي بالنسبة للشباب السوري فهي تضيع من أعمارهم ما بين سنة و نصف أو سنة و
تسعة أشهر للمتعلمين بحسب شهاداتهم (جامعة-معهد متوسط) وسنتين لمن هم لم يتموا تعليمهم
و هم في مقتبل عمرهم أو تكلفهم بدفع مابين الخمسة آلاف دولار للمغتربين في الدول العربية أو عشرة آلاف دولار للمغتربين في الدول الأوروبية أو ثلاثة آلاف دولار لأصحاب بعض العاهات (الخدمات الثابتة) و هذه المدة من الزمن أو المبلغ المدفوع للتهرب من الخدمة الإلزامية ليست أمراً سهلاً أو بمتناول اليد لذلك يجر الشباب
السوري إلى الخدمة الإلزامية و الدموع تملأ أعينهم و الآهات تدمي قلوبهم ويجب علينا أن لا ننسى أن الخدمة الإلزامية لا تعد مشكلة لدى الفئة التي تسيطر على الجيش السوري لأن من يخدم عند أبناء عمه و عمته و خالته و أبناء قريته ليس كمن يخدم عند سيده لذلك يجب علينا أن نفهم و نعي النقاط التالية :
1-بدايةً النظام و الخدمة الإلزامية : إن النظام العسكري الفاسد في سوريا لا يستطيع أن يتخلى عن الخدمة الإلزامية لسببين أساسيين أولهما هو للمحافظة على هيبته حيث لا يخفى على أحد أن الخدمة الإلزامية تمسح شخصية الشاب السوري و تهين كرامته و تعوده على المذلة و الهوان بسبب الممارسات المشينة
التي يتعرض لها الشاب خلال خدمته الإلزامية من ضرب و سجن و إذلال متعدد الجوانب من شتائم و تعري و تجويع ومنعه بشكل علني من ممارسة شعائره الدينية من صلاة أو صيام إذاً فالسبب الأول للمحافظة على الخدمة الإلزامية هو لإذلال الشباب و لزرع الخوف و الرعب في قلوبهم مما يضمن
للنظام استمرارية نظرية الرعب و التي يسيطر بها على قلوب و عقول الشباب أما السبب الثاني فهو مادي يأتي على سبيل المكافئ لمؤيدي النظام و لمناصريه من ضباط و عرفاء ورقباء حيث يعد هؤلاء المستفيد الأكبر من استمرار الخدمة الإلزامية لأنها تعد بالنسبة لهم نهر لا ينضب من المال نعم فإنهم
يمارسون السرقة من الطرفين الطرف الأول هو الدولة و التي يسرقونها مثل سرقتهم لرواتب المجندين و لمخصصاتهم من طعام و لباس و من ثم بيعها لهم مرة أخرى أما الضحية الثانية لهم فهي المجندين و اللذين يصبحون كعبيد عند هؤلاء اللصوص و اللذين يستغلوهم أبشع استغلال فلا يمنحوهم إجازة دون
مقابل و لا يسمحون لهم حتى بمغادرة الثكنة العسكرية دون إتاوات يفرضوها عليهم هذا بالإضافة إلى إرسال المجندين للعمل لدى مجنديهم في استثماراتهم الخاصة مدة الخدمة كل مجند حسب اختصاصه و الحبل على الجرار فبالله عليكم كيف سيغلق أخوتنا الأحباء في الوطن هذا الباب و الذي يدر عليهم
المنافع المعنوية و المادية .
2-المعارضة و الخدمة الإلزامية : إن المعارضة السورية و للأسف لا تستغل هذا الجانب الهام من حياة مواطنيها في الداخل و ذلك لعدة أسباب أولها أن معظم أفراد المعارضة السورية في الخارج غادروا
سوريا منذ زمن بعيد لم يكن في وقته لهذا الموضوع من أهمية تذكر لدى شعبنا الحبيب في الداخل و ثانيها وهو الأهم و الذي أكرره في كل كتاباتي أن المعارضة السورية لا تجيد مخاطبة الشباب السوري ولا تدرك اهتماماته ولا معاناته إن الشباب في سوريا للأسف ليس مهتم بغالبيته لا بالسياسة و لا بالدين
و إنما مهتم بأموره الضيقة و الشخصية تحديداً لذلك على المعارضة النزول إلى مستوى تفكير الشباب لكي يرتفع الشباب إلى مستوى تفكير المعارضة أما آن لكم الوقت لكي تفهموا هذه المعادلة بعد .
فوائد طرح هذا الموضع و تبنيه على الصعيد العلني : إن تبني هذا الموضوع وطرحه بشكل علني يعد
ثورة بكل ما للكلمة من معنى لأن نتائج هذا الطرح ستكون إيجابية على كافة الصعد سوءً تبنتها السلطة في سوريا أو لم تتبناها لأن السلطات السورية تدرك ما لهذا الموضوع من أهمية و حساسية لدى الشارع السوري فإذا أرادت أن تقطع الطريق على المعارضة لكي لا تستفيد من طرح هذا الموضوع و
ألغت الخدمة ستكون المعارضة حققت انتصارين أولهما أثبتت للداخل قوتها و تأثيرها على الساحة الداخلية و ثانيها تكون قد كسرت أهم حواجز الخوف في الداخل و أظن أن السلطات السورية لن تمنحها هذه السعادة و إذا لم تستجيب السلطات السورية لضغوط و لمطالبات المعارضة ستكون قد خلقت شرخ
بينها و بين الشباب السوري و الذي يشكل غالبية الشعب السوري و سيفتتح طريق فكر و قلب الشباب السوري اتجاه المعارضة و ما ستكون إلا البداية و بالتالي تكون المعارضة السورية قد حققت أهم انتصاراتها .
و مما سبق نستنتج ما لهذا الموضوع من أهمية لحياة كل شاب داخل سوريا الحبيبة لذلك على المعارضة استغلاله إلى أبعد درجة وفي أية فرصة تتاح لها مع الإعلام الفضائي لكي يعلم الشباب الغالي داخل سوريا الحبيبة و خارجها أن مستقبله مع المعارضة و ما هذا المكسب إلا مكسب صغير من المكاسب و التي
ستحققها له المعارضة في حال عودتها للوطن الغالي و يجب على شرفاء الوطن في الخارج أن لا يخافوا من التهم و التي يظن النظام أنه سيستغلها ضدهم من تخوين أو عمالة لأنه لا يخفى على أحد داخل سوريا أو خارجها بأن الجندي أبو شحاطة الجوعان و العريان سيحقق أي نصر لأن الانتصارات لا يحققها إلا
. الأحرار و أخيراً على شرفاء الوطن دائماً أن يفحموا منافقي هذا النظام و باللغة التي يفهمها شبابنا الأعزاء في الداخل أحبائي يقول المثل الشعبي المعروف شرفني قلوا ليموت لبيعرفني ونحن مازلنا أحياء لم نمت عشتم و عاشت سوريا حر أبيا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا