الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين المدنية من العراق؟

عباس النوري

2007 / 2 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



عندما يقرأ شخصا من خارج العراق خبراً عن مجموعة تؤمن بشــــخص على أنه المنقذ. ويحملون الســـلاح ليقاتلوا أبناء بلدهم. ماذا تكون ردود فعله ... أي تصورات تتكون لديه عن الشعب العراقي، وأي ثقافة يحملها ... أو بالأحرى في أي جهل هو منزلق...

من ناحية أخرى يسمع بأن في العراق الجديد عشرات المئات من المؤسسات المدنية. أين اوجه التشابه، و لماذا هذا النقيض الفاحش. أربع سنوات من الديمقراطية المفتعلة، ومكتب تسجيل المنظمات يعلن قبل فترة عن أن أعداد المنظمات المدنية قد وصلت لخمسة عشر ألف منظمة، وهناك أعداد أخرى غير مسجلة. أين عمل معاهد تنمية المجتمع المدني، والذي حصل من قبل برايمر 70 مليون دولار للتوعية والتطوير. ألم ننبه من قبل أن هناك فســــــــاد، وهناك خطر من تسليم كل زمام أمور المجتمع المدني بيد أشخاص معدودين لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة. ألم نقل بأن الخطر الأكبر هو الجهل ... والجهل المبرمج.

كيف لشـــــــــعب عاش خلال 40 عاما من الاضطهاد والظلم، ولم يحصل على أبسط حقوقه في التعليم والأكل والملبس... أن تكون له طفره من اللاوعي لديمقراطية مفتعلة ومصطنعة مســـتوردة وغير نابعة من إصرار الشعب نفسه. الديمقراطية الحقيقة لا بد أن تنبع من دواخل الناس، ولا تفرض عليهم. ليس من الصعب إقناع شباب أن يفخخوا أنفسهم لكي يقْتلوا ويُقتلوا... ومن بعد يتغدوا ... أو يفطروا مع الرسول الأعظم محمد صل الله عليه وآله. وليس من الصعب إقناع مئات الشباب لكي يسيروا خلف شخصٍ قد تحلى بالعمامة وسمى نفسه سفير ووزير المهدي (عج). وليس بعيدا أن تتسلح مجموعة ليذهبوا للمكان المقرر ظهور الامام المهدي منه حسب ما ينقل، لبدئوا بقتل الأبرياء وإعلان الحرب الطائفية الداخلية...من المستفيد من تجنيد هؤلاء ... لا أحتمل أبداً بأن هؤلاء جائوا من أنفسهم، بل الأحتمال الأكبر هو أنهم مجندون من قبل دول لا تريد للعراق الخير.

من المسؤول؟
إن كان الجهل هو العارم، وأن كان الشعب العراقي مظلوم من كل الجوانب وعانى من الويلات ونقصٍ في كل شيء ...خصوصا التعليم والتعلم. إذن كان لابد من التشخيص، ومعرفة مســـتوى تقبل الشعب للديمقراطية الجديدة المصطنعة. وبعد التشخيص وضع الخطط اللازمة، لكن للأسف الشديد كان همُ السياسيين وأحزابهم تجنيد الناس لكي يكونوا أرقام في صناديق الاقتراع للكســــــــب السلطوي وتعالى الكراسي، ولكي يبقى الشعب وفيا لتلك الأحزاب يجب إبقائه بنفس المستوى من الجهل العقيم.

لم نرى سياسيا يتفوه بكلمة للحد من الجهل العارم، ولم نلاحظة خطة لا واضحة ولا مستترة للقضاء على الخرافات ومن يتبعها. إن لم تلفت الحكومة والبرلمان والمنظمات المدنية لهذا الخطر الكبير فسوف لا يمكن استقبال عقباه. أن المسؤولية تقع على كل مثقف وكل مفكر وكل سياسي وكل من لديه بعضاً من الثقافة والحكمة للتصدي لوباء الجهل القاتل ولاذي أقوى من المفخخات. أم أن الخطة المفروضة على العراق سوف تتطبق...! بأن الشعب العراقي بهذه الكثافة السكانية لا يمكن أن تتطور للشكل الديمقراطي المصطنع بأن يبقى منه الثلث فقط. لأن الخطة تقال بأن ثلثاً من العراقيين يجب أن يهاجروا ( وهم المثقفون ) وثلتاً يقتل (وهم......) والثلث يبقى يصفق ويهتف لاصحاب الديمقراطية الجديدة المصطنعة.

عباس النوري
سياسي مستقل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة