الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب من شوك الصبار

محمد أسويق

2007 / 2 / 18
الادب والفن


إهداء ( إن الأدب عذاب لا ...... نشوة من سكر ..... بل ... من شوك صبار
من الأدب يبتدأ الأدب شهية لغوية قاسية .... حرقة دماغ واعتصار ذاكرة...... تروم حضرة الإبداع في فضاء ينعدم فيه الإبداع
ومهما يعلو العباب يظل الكاتب في زورقه وقاربه الصغير يغامر بشراعيه الخشبيين تجاه مرفأ يرسو فيه بأمان........ لكن شتان مابين الإقلاع والوصول ولا ضامن لذالك غير قدرك المحتوم ......عملية عسيرة قد تستغرق لعقود من الزمن والوقت وربما الامر ينتهي بأمر مأساوي واتراجيدي كما حدث لعدة شهداء الحركة الأدبية الإبداعية على مستو ى التاريخ لا لشيئ سوى أنهم عشقوا الكتابة والكلمة التي ترد الإعتبار لوجود اسمى..... فحملوا الورق والقلم وتواضعوا تجاه أحلام الشعوب الحالمة بوجود أفظل مما عليه
فكانت أول الشهقة من دير الشعر والقصة والرواية والمسرح والموسيقى .........
عل هذا العالم يستفيق على سكينة لا تستبيح الإنسان قربانا للمقصلة .. باسم هذا وذاك ....و كي لا تكون اليوم أخ الضحية و غدا أنت أنت الضحية
فكيف نقاوم بالادب ضد اللا أدب الذي سقطت عليه كل الملامح الآدمية من أجل عبث وفوضى سيدت كل الأمكنة مبررة بترهات استغلت الامية والفقر...الإجتماعي والسياسي وهي تنشد ...هكذا شكل العالم من أمر ربي
من علقم السؤال إلى تفاحة الأدب والكتابة الأبداعية ينبثق سيلان المداد من نسغ الشجر المقطع.... وهو يرسم ورد الظل في كل الحقول الجرداء إعلانا لموسم النحل وهي ترشف الرحيق المداوي لهذا التوتر الذي سيج حلمنا وحبنا وودنا ووقتنا
أحيانا تكون ارهاصات هذا الأدب عنيدة لا لكون الكاتب سادي بل لأن الواقع فرض عليها كيف أن تكون كذالك إن شاءت الإستمرارية والحفاض على الوجود الاسمى لأن النقيض لا يرحم ولا يرتد الادب كذالك عن عناده ومشاكسته لا عن مقاومته حتى تعدل السلطة وتطلق التسلط بالطلاق الثلاث وهي تدشن عهد الحرية والخبز والتعايش والتجانش تلك غاية الأدب كما ابتدأ بلا مكياج وانتهى بوشم الزمن المسكون بالالم حبا في وجود منظم إنساني مسالم من كل عنف بشري
حتى نخلض في قولنا بأن الكتابة مقاومة أدبية .و...و.... إنسانية تبحث عن مكان آمن هادئ لبني البشر الذي تقيأ التوتر والقلق والإهمال والعنف المادي والرمزي ولأن حقيقة فكره هي دوما أكبر بكثير عن ايديولوجية القصر والكنيسة لكن القوة المستبدة ترغمه عن عدم البوح حفاظا عن الأبهة وكل عصيان وتمرد محرج مآله الهلاك والتهلكة ذاك ماكان مصير –كاليلي-في القرون الوسطى حين جهر بالحقيقة رافضا الرضوخ لسلطة الكنيسة فكان إعدامه ضد الحقيقة وحبه للإبداع والفكر المتنور هو ما جعله شهيد الفكر العقلاني.. واغتياله وصمة عار على جبين الجبروت والتجبر والسلطة اللاشرعية المستمدة لوجودها من قوة النار والحديد لامن سيادة الشعب فظلت ترى في الكتابة الأدبية عدوا نشيطا يقلق مطامحها ومصالحها ويهدد نفوذها وفعلا وكما عودنا التارخ وكما كانت تراه الإقطاعية والبرجوازية... الكتابة في نهاية المطاف عمل انقلابي له تأثيره وأنصاره ووزنه كيفما كان شكل الإستبداد المكرس يحاول الادب أن يوازي الواقع المقاومتي الآخر حتى نثبت أن الأدب والكتابة بشكل عام تجربة انسانية هادفة ولدت بمخاض عسير كي تكفكف دمع العالم.... دمع طفل بريئ .... وهو يئن من مهازل البشر ومن كوارثه ليلة المجون إن كتب شيئا عن التظلم دعاه السجان ضاحكا قي رطوبة السجون ...... التهمة كاتب –محرض- ضد سلامة أمن الدولة والمس بالمقدساة وحيازة الأقلام وانتماء لتوجه فكري غير مرخص يكره السلطة والتمييع ويدعي الديمقراطية فتطالبة النيابة العامة بإنزال أقصى العقوبة على الجاني –الكاتب-كي لا يسيل بأدبه وابداعه شهية باقي الشعب الذي سئم الإستبدااد والتنكر لحقوقه
تبقى نافلة القول في هذا المضمار أن الكتابة والإبداع الادبي انتظام ثقافي حضاري انساني وتعبير دافعه القيم وغايته وجود حر لا عبثي لا قمعي والإنسان سيد نظمه وأخلاقه ودستوره المنتخب لا الممنوح و إن كل هذه المقاومة اللاأدبية واللاانسانية التي تنهجها السلطة ضد الحركات الأدبية والاقلام المتعطشة للحرية بحثا بالطتويع عن مثقفي السلطة الذين يكتبون تحت الطلب وبالمقابل....... وتللك مهزلة الكتابة وانبطاح الكتاب المستأجرين والمتملقين وهو مايمكن أن نصطلح عليه بأدب التسول والهارع خلف الجاه لا خلف القيم التي ستعزز الفكر المتنور والكلمة الصادقة والمعبرة بدون تصنع ولا زخرفة عن قضايا وهموم انسانية سئمت تردي الاوضاع والمغالطات المجانية لتجويع الاغلبية وتسمين الاقلية
لكن مهما بلغت ذروة قمع الكتابة الثقافية لإبعاد تأثيرها وموجاتها المغناطيسية و إفراغ محتواه من الوسط الإجتماعي فإن لا شيء بديل عن الادب الملتزم الذي يظل يقاوم ضد الادب المبتذل المدعم والممول من لدن الأجهزة المهيمنة على مراكز القرار والتي تتيح له كل الإمكانات المادية والمعنوية ويبقى الكاتب والمثقف الذي اختار الركوب في فلكها مجرد بيدق تستخدمه السلطة لتلميع وجهها أمام الرأي الآخر............ لا لتميع وجه الكاتب والكتابة وهو ما يعرف تاريخيا بأهل البلاط الذين ساهموا تحت تهديد الولاة والامراء بتشويه تاريخ الشعوب وطمس هوياتها كما هوواقع الاكراد والامازيغ والطوارق ......بفعل عقد الفكر الاحادي الذي لا يؤمن بالتعدد والإختلاف على أساس معايير ديمقراطية
ومجمل القول هو أن الكتابة الأدبية كل سلوك وفعل يساهم في انتاج القيم الثقافية المادية والرمزية والروحية يعبر عنه صاحبه كنوع تفكير لايصال خطاب أو نقد موقف أو إبداء راي في قضية ما ......على مستوى السياسي والديني والإجتماعي ........
لكن يبقى الادب الملتزم بالقضايا يتجاوز مفاهيم العبث والإرتجالية لأنه محكوم بخيارات الشعب وهمومه اليومية
فهو ليس إفراغ للمكبوت كما ينظر سيكموند فرويد بل هو إرادة واعية وقناعة مبدئية تندرج ضمن استراتيجية فكر المثقف من أجل تغيير ما وجب تغيييره في زمن ومكان ما..........
أي أن الادب الملتزم موقف صارم ومقاومة ميدانية عسيرة قاسية تتطلب غالبا التضحيةو الشهادة كما هو شان كارسيا لوركا وناظم حكمت وفيكتور خارا ............الذين كان همهم نصرة الشعب على أنقاض الديكتاتورية والإستبداد المطلق الذي يعتقد أن سلطته هبة من الله مع العلم أنها هبة من الشعب
إلا أن هذا الدور الطلائعي لا يمكن أن يجاريه غير المثقف الذي عرفه غرامشي بالمثقف العضوي الذي لا ينزاح حيال الادلجة بل يهب نفسه عريسا للشعب لأنه أولى بالحياة والسعادة والعيش الكريم
باختصار أن الأدب الصادق والمشروع والنابع من حس التارخ ونبض الاخلاق هو الذي يؤول مآل السلاح في نهاية المطاف كما يرى مايكوفسكي الذي زعزع عرش القيصر
وكل هؤلاء الثلة من الادباء الذين ظلوا أوفياء للشعب من خلال صوت وفوهة الكلمة اللغوية –الادبية كانت السلطة السائدة لا ترى في ملامحهم غير التمرد والتحريض والسخط على مواقفها المجهزة على اعتبارت الشعب
ومن هنا يمكن أن نستنتج بان النص الادبي له سلطته القوية والمؤثرة في عمق المجتمع مع ملاءمة الظروف سيسحق أدب السلطة والتسلط الذي لا يستند لأدنى أسس علمية وموضوعية مضبوطة رغم أساليب الترهيب والترغيب والوعد والوعيد
ومنعه وقمعه لا يكشف سوى عن الخوف من حرية الرأي والتعبير والتجمع والصحافة لتحقيق مجتمع مدني تسند فيه إراداة الشعب للمؤسسسات النزيهة والمنتخبة خارج عن اية كولسة او انزال أواصطفاف بملشيات مفركة
لكن ما يمكن الوقوف عنده قليلا هو أن القمع الممنهج ضد الكتاب والمبدعين لا يتحمله أهله باليسر بل تحت سماء جهنمية تموقعك بين الحياة والموت ممانجد الكتاب في هذه الظرفيات العصيبة يوقعون أعمالهم باسماء مستعارة او يخضعون نصوصهم لأساليب المجاز والإستعاة حتى يتحايلون على الطرف المنتقد ويمررون عليه مواقفهم وايصالها للمجتمع بأقل ضريبة وهذا الإجتهاد مكابدة عسيرة يمليها موقف الإلتزام تجاه نصرة القضايا العادلة في الداخل والخارج وتاتي مجمل النصوص هادفة تتخذ من اللغة والكتابة وسيلة وليس غاية لمجتع مهيكل يقدر الخصوصيات التاريخية ولا يعبث بمكونات التراث كيف ما كان وزنها وهنا لا بد من استقراء تجربة ألبير كامي و جون بول سارترالذي يقول بأن المثقف الملتزم ليس كاتبا ايديولوجيا او حالما مفرطا في التفاؤل وانما هو في آن واحد شاعر الحرية وناشط سياسي .... الذين راهنوا على الأدب والفلسفة والتضال والمقاومة لتصحيح مسار معوج الذي انبنت عليه أوربا وقت ذاك حيث سيادة الرأسمالية التي لا تنتظر من الإنسان غير قوة سواعده والربح والإستغلال البشع فساد اقتصاد الريع والتبرجز المتوحش
وأمام سلطة الادب وقوة تاثيره استدعي سارتر إلى الخدمة العسكرية انتقاما منه للتخلي عن الكتابة وكثير منهم حوصروا في معسكرات الإعتقال لان مواقفهم كانت تجول عبر العالم لإيقاف الحرب العالمية1-2 لكن التدجين النازي والفاشي لم يستطع تحقيق مبتغاه رغم التصفيات والإعتقالات ورغم اختلاف كل من سارتر وكامي و ائتلافهم كان واحدا ضد المجتمع ا لطبقي البرجوازي و ناضلوا من أجل جذير الحريةو الديمقراطية والسعادة وإعطاء للشعب الكلمة والرأي في المؤسسات
حتى نفهم أن عبر جل المحطات التا ريخية لمختلف شعوب الأرض لعبت الحركات الأدبية أدوارا بارزة في مساهمة التغيير والبحث عن فضاءات الترويح والتنفس بعيدا عن الأجواء الملوثة بالسياسة وجل الأهداف التي ظل يرومها الأدب والادباء ذات أبعاد انسانية وحضارية وتاريخية ولسيت فئوية أو نخبوية بمعنى ان الإلتزام كان هادفا وقضية من أجل قضايا مجتمعية وتكريسه للتمرد هوالبحث عن نهاية المجتمع الطبقي والفكر الكلياني المستبد
ذاك دور المثقف الذي امتطى اللغة من أجل الحرية والكرامة والقيم السامية وفعلا أثبت الأدب دوره الطلائعي تجاه الشعوب المناشدة للتحرر والإنعتاق
وكثيرا من الادب الشفوي غير المكتوب ساهم بدوره في تفعيل قضايا جماهيرية ذات الأبعاد الاخلاقية والتربوية والإجتماعية .........وقاست من أجل ذالك وأدت ثمنها الباهض مثل الادب الامازيغي والكردي ....ولكنه غير معروف وغير وارد في الكتب و الدراسات لإستشراء الفكر الأرستقراطي والدكتاتوري...الذي ينزعج من الآخر كما هو شأن القومية والعروبة في شمال إفريقيا التي طمست معالم الحضارة الامازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي