الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الاستعمار الغربي والاستعمار الحديث

خالد سليمان القرعان

2007 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، وهزيمة الدولة العثمانية ، قرر مؤتمر ( 1907 ) ، والمعروف بنظرية كامبل بترمان ، مبادئ هامة أودت بالجزيرة العربية إلى محط أنظار الغرب والأوروبيين ، وحيث أن المنطقة الحيوية بالنسبة للاستعمار ، هي حوض البحر الأبيض المتوسط ؛ كشريان حيوي لمواصلات الإمبراطوريات والاستعمار الفرنسي ، فان شعوب القارة الهندية لا تشكل خطرا على الإمبراطوريات ، حتى بعد حصولها على الاستقلال ، كون الخلافات الطائفية والدينية بينها ، لا تجعلها قوة ذات خطر ، كما أن شعوب إفريقيا لن تشكل مثل هذا الخطر ؛ نتيجة الخلافات القبلية فيما بينها ، لأنها ستظل مرتبطة اقتصاديا وثقافيا بالدول الاستعمارية ؛ بينما الخطر الحقيقي الذي يهدد الإمبراطوريات الاستعمارية يكمن في الأمم التي تقطن الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر المتوسط ، لان لدى هذه الأمم صفات تميزه عن باقي الأمم ، من حيث التجمع والعوامل القومية التي توحده ؛ كما أن هناك حضارة قديمة استطاعت أن تلعب دورا كبيرا في تطور الحضارات الإنسانية وان وحدة هذه الأمم في حركة قومية واحدة ؛ يعتبر تهديدا خطيرا لمصالح الإمبراطوريات الاستعمارية ، خصوصا ، وان هذه الأمم تسيطر على منطقة حساسة من مناطق العالم ، وهي منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر ؛ الطريق المؤدي إلى المستعمرات في آسيا والشرق الأقصى ، وانه من الضروري الإبقاء على هذه الأمة في حالة تفتت اتقاء خطرها .

وكون الخلافات الطائفية والدينية تجذرت بين شعوب القارة الهندية وأصبحت دون خطر يقابل الإمبراطورية البريطانية آنذاك ، وكذلك إفريقيا ، حتى بعد حصولها على الاستقلال بسبب الخلافات القبلية العائدة لذات الإمبراطورية ، وبقيت شعوب هذه المناطق مرتبطة اقتصاديا وثقافيا ، بل وامنيا بالدول الاستعمارية وأيضا شعوب الشرق الأوسط والخليج ؛ فان الخطر الحقيقي ألان تجاه الوجود الغربي الحديث في هذه المناطق، يتمثل حقيقة بوجود الحضارة الإسلامية ؛ كونها الحضارة عميقة الجذور ، من حيث التجمع ووجود العوامل القومية الواحدة ، وكونها حضارة إسلامية قديمة امتدت حتى مئات السنين ، والتي استطاعت أن تلعب من خلالها ، دورا كبيرا في تطور الحضارات الإنسانية في غرب أوروبا وشمالها ؛ حتى انه يمكن القول أنها استطاعت ( الدعوة الإسلامية ) ، أن تغطي بوجودها ثلثي الكرة الأرضية .


خطر المصالح البريطانية والأمريكية في الخليج والشرق الأوسط ، لا يتمثل بالاقتصاد أو الأمن ولا حتى بالشعوبية ، كلها عوامل طواها التاريخ القومي للغرب من جهة والشعوب العربية من وجهة أخرى وكون المصالح الاقتصادية والثقافية أصبحت لا إرادية بين الأمم والشعوب ومكوناتها العرقية ، وحيثما تكون اقل شانا من الأهمية التي يمكن الاعتماد عليها مصيريا ؛ فان الخطر الحقيقي والوجودي الحديث هو : ما يتداخل ومكونات الشعوب العربية والإسلامية من خلال ( أنظمتها الحاكمة ) ، القائمة أساسا على الزيف العقائدي والاستجداء والفضول واللامبالاة ، وبدعم مباشر من أسياد الدولة العبرية .

طالما انه يمكن سماع أجراس وأذان الجوامع والكنائس القائمة على ارض العرب والمسلمين داخل مدن لندن وباريس ونيويورك ، وكذلك العكس ؛ فالاختلاف اليوم انه يمكن لتلك النظم في أوروبا ، في غربها وشمالها أن تحمي وتصون الأماكن الدينية ، بل وصون حرياتها وحرية الفرد المسلم أو المسيحي أو غيره ، على خلاف النظم العربية ؟ التي لا تزال قائمة في اضطهاد الإنسان المسلم خاصة ؛ وكبت حريته وحرية الأماكن الدينية التي يتعبد ويفكر من خلالها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟