الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين قوسين

عمر علوي

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


كثيرا ما يحلو للإدارة المغربية وهي تقتعد كراسي التشريع، وتتسنم مقام الأمر والنهي أن تحصر المرأة في كل الوثائق الإدارية بين هلالين أو قوسين بائسين رفيعين يعانيان جوعا حضاريا حقيقيا، وهو ما كبرنا عليه بسذاجتنا المستفحلة مذ كنا صغارا نقرأ في كل وثائقنا المدرسية العبارة التالية: اسم التلميذ (ة) ولم يخطر بخلدنا لحظتها أن نتساءل عن الإمكانية التالية: اسم التلميذة (ذ) .
كان من الممكن حينها وبذلك التحوير البسيط، أن تقصف قلعة الرجولة الحصينة، وتنكس رايات النخوة المغربية، حدادا على تهاوي مملكة الكائنات( الحرشة) فيلوذ حينها رجال هذه الأمة المغاوير بجبال المكابرة فرارا من تسونامي الأنوثة الجارف.
الهلالان الرفيعان القاسيان كحد السيف، يفيضان بكل رعونة المقصلة، ومع ذالك لا تستشعر إدارتنا الحكيمة تناقضا في سلوكها وأربابها يضعون نصف المجتمع بين قوسين وفي ذات الوقت يرفعون طرابيشهم ويلثمون بطقوسية مصطنعة أيدي السيدات الأجنبيات في كل سفارة أوعاصمة أوربية.
جرب إذن أن تسأل الإدارة أوحتى المجتمع نفسه عن شرعية هذين الهلالين، ستباغت من حيث لاتدري، بفيض من الإنشاءات التبريرية تنتعل أحذية الفقهاء حينا وتمتشق سيف الأعراف والهوية حينا آخر، وقد يتنافس أبطال اللغة للمشاركة في حملة التبرير هاته ، حتى لو كلفهم ذلك لي عنق اللغة أوالإستشهاد ببيت بائس لشاعر مهجور، وتوزيع شارات التضامن لفائدة مؤسسة الذكورة المبجلة.
الهلالان الرفيعان القاسيان تسلالا علانية إلى مؤسستنا البرلمانية وبت ترى نائبات الأمة المغربية لقلتهن وسط جماهير الذكور الأشاوس أشبه ما يكون بتلك التاء المربوطة الضائعة وسط غابة من البرلمانيين. هل قلت نائبات الأمة ، عفوا فذلك لم يكن بمحض الصدفة فالنائبة في لغتنا الجميلة تعني من بين ما تعنيه المصيبة والخطب الجلل، والتاءات البائسة المربوطة تطفو في مشهد الذكورة المغربية وكأنها ويلات عصر وعثرات أمة. لذلك يضطر النواب المحترمون لمجاملة التاء المربوطة البائسة بإضافة نعت المحترمة لكلمة النائبة.
الذين ربطوا هذه التاء وسجنوها بين هلالين، اعتمدوا على نصيحة لوزارة الصحة الاجتماعية والثقافية تحذرهم من العدوى الفظيعة لهاته التاء مما يفرض حتمية تحويطها بجدارين عفوا هلالين حماية لمملكة الذكور، وهو مادفع بعضهم لاستجلاب خبراء من إسرائيل بغية الاستفادة من خبرتهم في بناء السور الواقي من لوثة الفلسطينيين.
لقد أنصفت هيئة الإنصاف والمصالحة كثيرا من المغاربة، ونسينا في غمرة هذه المصالحة أن نتصالح مع أنفسنا مع أمهاتنا وأخواتنا وحبيباتنا ، مع جامعات الزهور والروح والعقل، تباهينا بهدم حصون تازمامارت، وكلفنا المغاربة ملايين الدراهم في المشاركة في الملتقيات النسائية، ومراجعة المدونات، ولم نفكر في شراء شيء بسيط ورخيص لأطفالنا:
ممحاة صغيرة يمحو بها أطفالنا القوسين البائسين ويحرروا التاء المربوطة المحاصرة لتصير رغم أنف ترسانة التخلف تاء حرة مفتوحة على مملكة الحياة.ليتعلم أطفالنا أن هدم القوسين ليس تحريرا للتاء فحسب بل هو أساسا تحرير لأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح