الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر اقحام الدين في السياسه

غازي الجبوري

2007 / 2 / 13
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق


قد يستشيط العديد من المتعصبين للدين غضبا لمجرد قراءة عنوان هذا الموضوع قبل ان يخوضوا في قراءته الى النهايه ليتبينوا بالنتيجه ان كاتب هذه السطور اكثرهم غضبا وغيرة على دين الله عز وجل 0 الا ان منشأ اعتراضي على اقحام الدين وخاصة الاسلامي في السياسه مبعثه فشل جميع التجارب العالميه لممارسة السياسه والادارة انطلاقا من التشريعات الاسلاميه0 ان السبب الاساسي لهذا الفشل لا يعود الى خطا التشريعات الالهيه لانها غير قابله للخطا فالله تعالى هو خالق كل شيء ويعلم مايصلح وما لايصلح لمخلوقاته ولذلك فان صلاحية تشريعاته لايرقى اليها الشك لان جميع مقاصدها جلب المنافع ودفع المفاسد دون استثناء0 الا ان المشكله تكمن في اختلاف المسلمين حول صحة الروايات التي وصلت الينا عن اقوال وافعال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فضلا عن اختلافهم في تاويل وتفسير عدد من ايات القران الكريم وقد يكون جزء من هذه الاختلافات متعمدة دست ووضعت من اجل ضرب وحدة المسلمين التي كانت سببا لانتصاراتهم على مر السنين وقد تمكن اعداء الاسلام للاسف الشديد من تحقيق اهدافهم في تمزيق وحدة المسلمين واضعافهم ليصبحوا لقمه سائغه بيد اعدائهم بل اصبحوا اضحوكه للقاصي والداني لما يفعلوه ببعضهم البعض وخاصة في عراق اليوم0 ان احد بل يكاد يكون السبب الرئيسئ والوحيد لما يجري في العراق ناتجا عن تشكيل التنظيمات والكتل السياسيه على اسس دينيه وقوميه لان مثل هذه التشكيلات ستعتمد بالدرجة الاولى على توظيف الطائفيه والعرقيه للحصول على اصوات الناخبين بسبب عدم امتلاكهم برامج تجذبهم مما ادى بالنهايه الى شحن التنافس السياسي المشروع بشحنات طائفيه وعرقيه مدمرة اثمرت ماوصل اليه العراق وهناك امثله مشابهه في لبنان والسودان0 فاذا عرضنا هذا الامر على مقاصد الشرع الالهي نجد ان الشرع يحرمها لان الله تعالى حرم في تشريعاته كل مايشكل اذى ويكون مصدرا للضرر للناس وليس هناك اليوم في العراق والعالم ضررا وخطرا اكثر مما تشكله التنظيمات السياسيه القائمه على اسس دينيه وقوميه0 وعلى هذا الاساس نستطيع التوصل الى عرفة مايحرمه الله تعالى وما يبيحه في السياسه والاقتصاد وفي جميع ميادين الحياة بل في كل قول او فعل بمجرد عرض هذا الامر على مقاصد الشرع الالهي0 اذن ان هدفنا ليس ابعاد شرع الله تعالى عن السياسه والحياة العامه بل نريد ادخاله بالصيغه الصحيحه من خلال عرض كل ماننوي قوله وفعله من تشريعات دستوريه وقوانين وانظمه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه على مقاصد الشرع الالهي فان تبين انها نافعه اخذنا بها وان تبين ان فيها ضررا للنفس او للاخرين تركناها وبذلك حققنا بطريقه ذكيه وعلميه حقيقيه حكم الله تعالى على الارض وعلى عباده وهذا يحقق اهداف واغراض والاسباب الموجبه لنزول الرسالات السماويه دون ان نلحق ضررا بالناس وفي المقدمه منهم المسلمين0 نستنتج مما تقدم ان اقحام الدين الاسلامي بالطرق والاساليب المعتمدة في الدول الاسلاميه شكل ويشكل اخطارا جسيمه وعظيمه على الاسلام والمسلمين بسبب الاختلافات حد التعصب والتناحر والتقاتل المخزي والمفجع والذي عكس صورة سوداء عن الدين الاسلامي امام الاخرين وهذا هو الامر المحرم حقا وقطعا في الشرع الاسلامي لان اكبر جريمه بعد الاشراك بالله تعالى هي القتل والفتنه اشد من القتل0 فلو كان جميع ابناء البلد من قوميه واحدة ومن طائفه دينيه واحدة لكان الامر اكثر يسرا واقل خطرا اذ يمكن بهذه الحاله تشكيل احزاب سياسيه قائمه على اساس ديني واخرى عكسها على اساس لاديني اي وضعي او علماني كما يطلقون اليوم عليه0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم