الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤوس الفتن وأسباب المحن

عباس النوري

2007 / 2 / 15
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق


ســـعي أكثر السياسيين في العراق للتوصل لحل يرضي الجميع لا يستند على دوافع حقيقية واقعية، وليس لديهم جرئة للقبول بالحل الأمثل لكي يثبتوا قواعد الأمن للعراقيين. وأتصور أن أكثرهم قد أقتنعوا بأن لا مناص من التنازل عن بعض الحقوق لضمان حقوق الآخرين. لكنهم يفتقدون الشجاعة الكافية للتنازل خوفا من مؤيديهم. وهذا الخوف ناتج عن عدم الثقة بإستمرارهم في المناصب بعد انتهاء فترة الحكم الحالية.

((وأكثرهم للحق كارهون))

معرفة الحق والحقوق كلٌ يفسره حسب امكانياته العلمية والفكرية، أو يحدهم التوصل للمعرفة الحقيقية للحق لأن تضارب الأفكار تسير كل جهة لوجهة معينة قد لاتتناسب مع الآخرين. فحقيقة مجموعة هي ليست حقيقة مجموعة أخرى، ولا أتصور بأن حزبا معينا قادر عن التجرد من بعض قيمه ومبادئه من أجل أن يحق الحق لحزب آخر يتسابق على السلطة.

((كل حزب بما لديهم فرحون))

هذا إذا كانت الأحزاب العراقية تعتمد في تصرفاتها على أساس مبادئ وقيم وأخلاقيات موضوعة، وتلك التي تعتمد كليا على تفسيرات الشرع الاسلامي للتحركات السياسية من أجل إتخاذ القرار، أو تلك التي تخالف طرفا لأن هناك ضغائن قديمة وحساسيات مذهبية أو تاريخ ذو صفحات مؤلمة سوداء.

عندما نتحدث عن الوضع العراقي ننتقد لكي ننبه أصحاب القرار لأخطائهم وعسى أن يدغدغ الكلام ضمائر البعض لكي يستخلصوا نتيجة. ننتقد لكي نبني وليس للهدم.

اتصور بأن لأصعب المشاكل والمعضلات تكون الحلول سهلة وقريبة لكننا لا نريد أن نراها أو يصيبنا العمى القريب لشدة إلتزام البعض بتلك الأسس السالفة الذكر، فنعبر الحقيقة، أو نقفز من فوقها للذهاب بعيدا واللجوء للآخرين عسى أن يجدوا لنا حلولاً. وفي مثل هذه الأحوال نعظم المسألة ونعقدها، لأن الآخرين سوف يلتجئون أبعد لكي يتوصلوا لحلول تقابل حلولكم ويستمر الأمر لما لا نهاية حتى يبقى الجميع بعيدا عن الحل الواقعي والمرضي للجميع.

على الحكومة العراقية أن ترضي جميع الأطراف، وعلى جميع الأطراف أن تتوصل للتنازلات التي بإستطاعتها أن تعطيها لمصلحة الجميع بحيث لا تؤثر على حقوق الآخرين إلا بالقدر الذي يؤثر على حقوقهم. هذه هي المصالحة الحقيقية. وإذا كانت لدى الجميع القدرة على تقديم التنازلات من مواقع قواهم لا ضعفهم فسيجدون القاسم المشترك ألا وهو حبهم لهذا الوطن.
أما التمسك بكل ما لديهم من أجل الأيدولوجية التي يؤمنون بها فهو بحد ذات يبعد بين الفصائل ويؤخرهم لأجل لا يعرفونهم ويبعدهم عن بعضهم أكثر فأكثر...فتعظم المشاكل وتبقى بلا حلول حسب رؤياهم إلا بمحو الآخر أو إضعافه لدرجه يفتقدون لجميع قواهم ويرضخون للأمر الواقع.

أصبح معروفا لدى الإنسان العراقي واللذين يودونهم أو لا يريدون للعراق خيرا. أن غير العراقيين يمدون هذا وذاك بكل ما يستطيعونه من أجل أستمرار الفتن وتكاثر المحن لغاية في أنفسهم وبدأت تنكشف للشعب العراقي نواياهم. وأصل تخوفهم من توصل العراقيين لحلول وطنية حقيقية تهدء الوضع وتعيد الحياة لطبيعتها...أن تنقلب الأمور لتهد من عروشهم. لكن السبب ليس بهم، الخطر كامن في العراقيين اللذين يتقبلون المال والسلاح والنصائح الهدامه والأفكار القاتلة للشخصية العراقية المحبة للخير والسلام. من العدو؟ هذا يجب تشخيصه ...

حسب رأي المتواضع أن أي فكرة ليست عراقية هي وقود للفتن، وأي عرض لحلول غير وطنية هي أسباب المحن. كونوا أحرارا في دنياكم ولو لمرة حتى ينجلي الخطر الحقيقي عن الشعب العراقي ثم أذهبوا لضمان مصالحكم الدنيوية.

العراق ذو اتجاهات متنوعة ومتضارب في أمور كثيرة، وللعراق مذاهب وقوميات وتاريخ طويل مليء بالمحن ... وهذا التاريخ مسيطر في كثير من الأحيان على أحاسيس البعض ومن الصعب التخلص من تلك الرواسب. لكن لكل قومية كنز من الثقافة والمعرفة، ولكل الأعراق رجالها وعلمائها لو اجتمعوا على الخير لكان لهم الخير جميعا ...لكن للأسف الشديد الباطل من بين أيديهم وهم لا يشعرون. عليهم أن يجتمعوا على كلمة سواء بينهم أن لا يشركوا بالله أحدا وأن لا يحتكموا للظالم قيد أنملة....((ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار))

أخواني السياسيين العراقيين أعتدمدوا على أنفسكم وأنظروا لأقرب نقطة لكم ستجدون الحلول، ولا تذهبوا بعيدا تتوسلون بالغريب ليخلصكم من محنتكم، لأن الغريب سوف يعطيكم حلول غريبة على تاريخكم وثقافتكم وحبكم للخير. لأن الغريب لا يعرفكم بقدر معرفتكم لأنفسكم.
والأمام علي أبن أبي طالب عليه السلام قال: من عرف نفسه فقد عرف ربه. وهذه المعرفة أفضل المعارف. (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)

ليكن حبكم للعراق والعراقيين البذرة الأولى لتقديم تنازلاتكم لبعضكم الآخر، وليكن هذا التنازل ليس ضعفا بل قوة وحلا أفضل من كل تلك المفخخات والتهجير والخطف والقتل.
ليزرع كل منكم بذرة حب للآخر عوض اللعنة وزرع الكراهية والبغضاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار