الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصص قصيرة جدا - أجمل مكان في العالم
مصعب فريد حسن
2007 / 2 / 14الادب والفن

أجمل مكان في العالم
كلما ذهبت إلى القرية كان ابن عمي الصغير يأتي ليسلم علي, فأمازحه وألعب معه , يغني لي , ويحكي لي نكات الأطفال البريئة , ويتسلى بالأدوات الكهربائية التي أحملها معي , و التي تبدو له كأعاجيب , كالكمبيوتر المحمول أو مسجل الأم بي ثري الصغير أو كاميرا الفيديو الصغيرة , فأسجل له صوته وأسمعه إياه في الحال , أو أصوره وأريه صورته في الحال أيضا , فأتلذذ بدهشته البريئة والعفوية من أعاجيب المدينة وأدواتها السحرية تلك . سألته اليوم سؤالا, وكنت شبه أكيد من الإجابة التي ستكون إما ( اسم قريتنا ) أو ( اسم المدينة التي أسكنها , والتي تحوي كل تلك الأعاجيب الكهربائية التي أريته إياها ) سألته - ما هو أجمل مكان في العالم يا علي ؟ أجاب بلا تردد - ( جيبول ) . وجيبول هي تلك القرية المجاورة لقريتنا , سألته باندهاش - لماذا جيبول يا علي وليست قريتنا؟. أجاب بلا تردد أيضا – لأن فيها ثلاث محلات فلافل , وأربع محلات ألعاب أتاري , وخمس دراجات للإيجار, أما هنا في قريتنا فلا يوجد سوى محل فلافل واحد , ومحل أتاري واحد , ولا يوجد أي دراجة للإيجار .
صعب كتير
أولاد أخي اثنان , حسن في الصف الثاني وفريد في الصف الرابع , كل علامات حسن في المدرسة هي دون 9 من 10 , أما فريد فعلاماته دائما 10 من 10 , وغدا لديهم امتحان , وهاهما يدرسان في غرفتهما , دخلت لأسلم عليهما وأمازحهما قليلا , بكى حسن عندما رآني , فسألته بدهشة واستغراب – شو في يا حسن ليش عم تبكي ؟ . فأجابني بسرعة وهولا يزال يبكي - ما فيني أدرس . - ليش يا حسن؟. ( لا تنسوا حسن في الصف الثاني ) أجاب بصوت عالِِ وهو ينظر باتجاه أخيه – لأنو صف الرابع صعب كتير يا عمي .
هناك حيث ....
نظرت الطفلة من نافذة السيارة , ورأت الأشجار الخضراء , والخراف التي ترعى , ورأت التلال البعيدة .... ورأت ... . صاحت بأعلى صوتها – انظر يا أبي انظر , انظر إلى الحكاية . – أية حكاية يا حبيبتي ؟. – الحكاية في الخارج يا أبي . أية حكاية في الخارج يا حبيبتي ؟ أجابت وهي تلحن الكلمات كما في الحكايات – حكاية ... هنـــاك حيث الأشجار الخضراء.... وهنـــاك حيث الخراف التي ترعى .... وهنـــاك حيث التلال البعيدة ....وهنـــاك حيث ال......
- نعم يا ابنتي إن ما ترينه هو الحكاية , حكاية هنــــاك حيث ال ....
دقيقة
يرن جرس الباب مساءا في نفس التوقيت تقريبا كل يوم , ينهض الأب ليفتح الباب , يهرول الصغير فيسبقه نحوه , يفتح الأب الباب فيرى الزبال واقفا ينتظر , يقول له الأب وبنفس اللهجة يوميا – دقيقة , يدخل إلى المطبخ ليأتي بكيس الزبالة , بينما يبقى الصغير عند الباب محدقا بالزبال يتأمله من فوق لتحت ومن تحت لفوق , إنه مشهد يومي يتكرر على مدى الأيام والشهور , يرن الجرس.. يفتح الأب الباب... - دقيقة ... يأتي الأب بالزبالة يعطيها للزبال , يحدق الطفل... .
اليوم يرن جرس الباب أيضا , الأب ليس له طاقة على النهوض , يجري الصغير باتجاه الباب يفتحه ويبقى محدقاَ , يصيح الأب - من بالباب يا حبيبي ؟. يرد الصغير وهولا يزال يحدق بالشخص الواقف بالباب:
– إنه عمو دقيقة يا بابا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية.. وفرحة كبيرة للط

.. نتيجة الدبلومات الفنية بعد قليل.. إزاي تحصل على النتيجة من م

.. الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل

.. سؤال حول ماهر الأسد يغضب الفنان السوري باسم ياخور: -أنا كنت

.. بعد تصريحاته الداعمة لنظام بشار الأسد.. الفنان السوري باسم ي
