الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عطوان وكهف الشعارات

فاروق صبري

2003 / 7 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




لم يكتشف رئيس تحرير جريدة القدس العربي الصادرة من لندن قارة جديدة حين قال بأن أميركا وقعت في " تناقض أخلاقي وسياسي كبير بعرضها جثتي الراحلين قصي وعدي صدام حسين أمام عدسات العالم ,افتتاحية يوم 25|7|2003 " ولا خلاف مع السيد عبدالباري عطوان لجهة هذا الأمر اليقين , بل يمكن القول_ ولا جديد في هذا كذلك_ بأن الرؤساء الذين دخلوا البيت الأبيض ومعهم توابعهم السياسية ميكيافليون من طراز رفيع ومن أجل غاياتهم سلكوا وسائل يغيب عنها أبسط مفاهيم الأخلاق والسياسة وتتحكم فيها أشرس أفعال التسلط والتنكيل والتي تتجلى في(بوشين) الأب والابن بصورة دامغة وفاقعة .
ولكن سيد عطوان العروبوي يصرُّ على توظيف الحق للباطل والتمادي في إساءاته المسمومة ضد مشاعر العراقيين, مُعتبراً بصفاقة معهودة (عدي وقصي) راحلين وشهيدين لأنها قتلا في حرب بين عصابة مافيا صدام حسين ومافيا أميركية!!
وهل أصبح قتلى من أعضاء عصابات المافيات شهداء وراحلين في أعراف القومية ؟
وما يزيد الطين بلة على رأس ادعاءات عطوان العروبية قوله ا بأن : نجل صدام الأكبر ارتكب العديد من الجرائم التي أساءت إلى والده وعائلته وقبيلته……… وكأن ( جرائم النجل الأكبر) شملت الوالد والعائلة والقبيلة ولم تُغطي بتخريبها وفجائعها الآلاف من العوائل والمؤسسات والحياة العراقية .
وكأن القبيلة والعائلة والوالد ملائكة, أنقياء ,أبرياء أساءت إليهم (جرائم ) مُراهق صغير اسمه عدي لا رحمة عليه , ألم يكن (الوالد) مؤسساً واميناً عاماً لعصابة المافيا والمسؤول الأكبر لمآسي وخرائب وخطايا يُصنفها عُرفك القومجي في خانة الإساءات ! , ألم يكن أفراد هذه (القبيلة والعائلة) أعضاء أساسيين يُشاركون في تخطيط وتنفيذ جرائم هذه العصابة التي أوصلت العراق إلى أفواه الكوبرا الأميركية؟
رغم اعترافه الملتبس بدكتاتورية صدام إلا أن عطوان وفي كثير من افتتاحياته يستميت بغربال كلماته الثورجية تغطية دمائنا النازفة وتبرئة الطاغية منها وبل إظهاره كمنقذ للامة وفلسطين خاصة !!
وهذه المرة يستعرض ويُمجد بطولات حفيد الطاغية ومن ثم عدي-قصي اللذين قتلا في مشهد دموي أعتقد أن عطوان رأى مثله في مشاهد سينمائية تظهر فيها عصابات المافيا وهي تُصفي حساباتها مع بعضها.
بقي ضحك عطوان مرسوماً على ذقنه ولن يصل هذا الضحك الباهت إلى ذقون الآخرين لأنهم لا يُصدقون أن أقذر طاغية في التاريخ البشري( يدفع بنجليه إلى الشهادة) لكن لا أحد يتنكر وفاء عطوان العروباوي لدولارات ويورو( القائد) المغيّب والتي خلّصت جريدته اللندنية من الإفلاس والتوقف بعدما سحبت مخابرات عربية وغربية وعرفاتية دعمها المادي عنها بعد إستفلاس مهمات التشهير في زمن خنوع العالم للجوبيتر الاميركي.
في الكثير من افتتاحياته سجل عطوان ركام أحزانه وتنديده وهو يتحدث عن تساقط جحيم القذائف على رؤوس العراقيين لكن ألم تصل أصداء تلك القذائف الى اذنه كي توقظه من سباته في كهف شعارات تنفثُ منها سموم العنصرية والطائفية وخلط الاوراق ؟

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد