الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسرى والديمقراطية

منقذ ابو عطوان

2007 / 2 / 14
القضية الفلسطينية


نالت وثيقة الأسرى أهمية بالغة داخل المجتمع الفلسطيني، على اعتبار أنها وثيقة جمعت وألفت بين قلوب الفلسطينيين، وسعت إلى توحيدهم في مواجهة الأخطار الخارجية، هذه الويثقة ومنذ بزوغها وهي تشكل مخاض نقاشي بين القوى الفلسطينية، خاصة أن من بين أهم بنودها المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع بين كافة أطياف المجتمع الفلسطيني انطلاقاً من المبدأ القائل " إن في التوحد قوة وفي التفرد ضعف "، وبالتالي سعت إلى تجميع الجهود المبعثرة وبوتقتها في حكومة جامعة تمثل الفلسطينيين كافة، دون أن يكون هناك هيمنة لطرف على الآخر.
إنها ديمقراطية الأسرى الرائعة والتي تنافس أجمل الديمقراطيات في العالم، فهي لم تعتمد الإقصاء ولا التفرد بل تسعى إلى إشراك الكل في اتخاذ القرار. ولم يكن هذا الإجراء ألتوحدي والديمقراطي الأول الذي يقوم بها الأسرى تجاه شعبهم وقضيتهم
فقد سبق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون تنظيماتهم خارج السجن بإجراء أول عملية ديمقراطية في انتخاب ممثليهم داخل السجون ومنذ أعوام 1976 وحتى هذه اللحظة يتم فرز القيادات الأسيرة من خلال الانتخابات. هذه الممارسة الديمقراطية تفتقد لها التنظيمات في الخارج، وبالتالي فإن الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال كانوا أول من مارس العمل الديمقراطي التمثيلي الحقيقي على المستوى الفلسطيني بشكل خاص والعربي عامة.
وكان الأسرى الفلسطينيين أيضا أول من أجرى عملية توحد جماعية لجهودهم بتشكيل إطار جامع لهم معتمداً مبدأ التمثيل النسبي لحجم القوى داخل هذا الإطار، والذي شكل لهم فيما بعد مؤسسة خاصة بهم، لها قانونها الخاص أو ما يعرف بدستور الأسرى، الذي يضمن أحقية التمثيل والشراكة في لجان هذه المؤسسة. لذلك نرى ونسمع بين الحين والأخر ومنذ أن تشكلت السلطة الفلسطينية أصوات تخرج من داخل الأسر تطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة وتمثيلية لكافة القوى التنظيمية، لان الأسرى أنفسهم اعتادوا على نظام الشراكة السياسية الممثلة للجميع، ولإدراكهم أيضا أن العمل الموحد يأتي بثمار ونتائج أفضل في العمل.
فالممارسة الديمقراطية الفلسطينية الحقيقية خرجت من رحم معاناة الأسرى في السجون وثمرة تجربة طبية في التعامل ما بين الأطر التنظيمية. لهذا رأينا أن الأسرى كانوا أول من دق جدار الخزان الفلسطيني وطالبوا بتشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال وثيقتهم المشهورة والتي لاقت ترحاب وقبول اجتماعي وسياسي داخل المجتمع الفلسطيني عامة.
إن الخيار الديمقراطي لا يكتب له النجاح إلى إذا مورس وطبق على أرض الواقع خلال عمل جماعي وشراكة في كل شيء، فالشريك في الدم والمعاناة والألم يجب أن يكون شريكاً في القرار.
إن ديمقراطية الأسرى النموذجية يجب أن تسحب نفسها وتعمم داخل الشارع الفلسطيني، ونأمل أيضا أن تكون الاستجابة إلى تفعيل وثيقة الأسرى من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هي بداية إلى ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول