الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية -بوتين- و -أبوهولو-

محمد عبدالله الاحمد

2007 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يحكى أن تاجرا من تجار الزمان القديم خلال الحقبة التي تزامنت مع ضعف بني العباس و ازدادت الجرائم و السرقات و قطاع الطرق ، مل القعود بسبب الخوف من السرقة فذهب الى أحد حلالي العقد من جهابذة عصره يستشيره في الامر فأشار عليه الجهبذ أن يشتري العبد
(أبوهولو) فأبو هولو هذا شجاع صنديد و في الحرب عنيد و عند الطعان ..... شديد ! و استفاض الجهبذ قائلا : اشتره ياهذا فانه يحميك
من اللصوص و قطاع الطريق و يحمي تجارتك من أي أذى .
ماكذب التاجر خبرا وطفق يبحث عن ابي هولو أياما حتى وجده في سوق العبيد ينادي عليه سيده بأحسن المناداة رافعا ثمنه الى حد يساوي به مئة من العبيد ! و مع هذا اشتراه صاحبنا و هو سعيد و يمني النفس بالقادم من الارباح في زمن عز به المرواح و انتشر السلاح و قلت ليالي التجارة الملاح .
أعد الرجل بعد أن تحصن (بجيش) هو رجل و رجل هو (جيش) أعد قافلته للرحيل و زاد فيها على مئة من البعير جمالا ونوقا و حمير
و يمم شطر الشمال عسى يصل المنال .
وما أن خرج من المدينة أميالا حتى خرجت اليه ثلة من قطاع الطريق
تأمره الوقوف و هو يأمر بالمسير و كأنه لا يراهم و حين وصل اليه أميرهم و سأل: ألا تخشانا يارجل ألا تخاف؟
- وهل يخاف مثلي و أنا معي (أبوهولو)؟
- ومن أبي هولو هذا (سأل مستهزءا)
- أشار صاحبنا الى العبد المقصود




هنا أمر صاحب اللصوص بسرقة القافلة و "بنكح" أبي هولو هذا على أن يترك اللصوص للتاجر بضائع يكمل فيها الطريق و ليحدث الناس عما حصل معه ....... و بعد أن تركه اللصوص غضب صاحبنا كثيرا
لان العبد ما تحرك ساكنا برغم ما حصل للقافلة و له !!
و لكنه سلم أمره لله و استمر راحلا صوب الشمال و قد منى النفس بربح من البضاعة التي تمكن من اخفائها عن اللصوص مما خف حمله و غلا ثمنه . و ما ان حل الليل حتى خرجت اليه عصابة ثانية فدار بينهم نفس الحوار و سرق اللصوص ما سرقوا و فعلوا بأبي هولو ما فعلوا و لكن صاحبنا لاحظ هذه المرة بعد أن فل اللصوص أن
عيني العبد بدأت تجحظ و يديه تطول قليلا و الزبد يخرج من فمه و لكنه ظن أن النوم يأخذ منه مأخذ فيتخيل ما ليس بصحيح فنام نومته تلك الليلة و استفاق صباحا على جلبة لصوص آخرين فبدأ يصيح نادما من سماعه لنصيحة الجهبذ و شاتما اباهولو و لكنه فجأة رأى أبا هولو و قد كبر حجمه خمس مرات و خرجت عيناه من جحريهما و بدأ تقتيلا باللصوص الذين هربوا من فورهم فصاح التاجر مسرورا و لكنه نظر خلفه فلم يجد من المئة بعير الا الواحد الذي يركب و من الجمال و الحمير الا ذاك الذي ركبه العبد و فتش في جيوبه عن الذهب و الماس فلم يجد شيئا فبدأ يلطم و ينظر الى العبد ( المنكوح ثلاثا) و يقول في سره و العلن : لعنك الله الا تستفيق الا بعد ثلاث ؟!!



قصة (أبوهولو) ذكرني فيها خطاب فلاديمير بوتين في ميونيخ و حديثه الاخير لقناة الجزيرة و أظنني أن القيادة الروسية تريد أن تضع حدودا لتصرفات الامريكي الرعناء و لكن مضمون ما يقوله بوتين يضحك و يبكي فهو يقول: أن روسيا لن تقبل تحكم دولة واحدة بالسياسة الدولية و اذا كان الحدث الايراني اليوم هو المحرض لهذا و نحن نعرف قرب ايران جغرافيا لروسيا نتساءل : أين كانت روسيا عند غزو العراق؟ أين كانت روسيا عند سقوط أوكرانيا؟و جورجيا؟ و انضمام كل الحلفاء القدامى الى الناتو؟ هل الان بدأت روسيا باستشعار الخطر؟!!
و برغم مشروعية كل هذه الاسئلة الا أن سعادتنا ستكون مشروعة اذا
اعادت روسيا نفسها كقطب فاعل الى الساحة الدولية و لاحاجة لبوتين الى البحث عن حذاء خروتشوف الذي ضرب به منبر الامم المتحدة ، فالعالم في خطر ماحق من ذاك الاهبل الذي يحكم البيت الابيض .
هل نحن نعيش في حدث ما بعد ثلاثية (أبي هولو) هذا هو السؤال ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكبتاغون والكوكايين: سوريا -تهدد- الخليج وأمريكا اللاتينية


.. جانتي شعبان.. لقاء حصري لا يخلو من الطرافة والمعلومات المهمة




.. روسيا تعرض غنائم الحرب الغربية من أوكرانيا تزامنا مع احتفالا


.. غزة.. هل تستطيع إسرائيل الاستمرار في الحرب دون الأسلحة الأمر




.. احتجاجات في مالمو السويدية على مشاركة إسرائيل في مسابقة (يور