الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الأردنية تلحس وعودها لأبناء معان

بلال العقايلة

2007 / 2 / 15
حقوق الانسان


سياسة الإفراط والتفريط التي تنتجها الحكومات المتعاقبة بحق مدينة معان ، جعلت المدينة تعيش حالة من الغموض والإبهام ، أثرت بشكل مباشر على أوضاع المواطنين النفسية و الاجتماعية ، حيث بدأت أعراض هذه الحالة بالتفاقم يوماً اثر يوم ، عندما ظهرت جليا من خلال القلق البالغ ، و التوتر المستمر الذي بات يعتري حياة الناس اليومية ، بسبب تعامل الحكومة مع هذه المدينة بجملة من المتناقضات ، كأن أخرها تلك القرارات المتمثلة بأحكام الإعدام التي صدرت بحق الموقوفين على خليفة الأحداث الأليمة التي افتعلتها حكومة أبو الراغب المذمومة ، عندما أفرطت في استعمال الحل العسكري الذي تسبب بالمزيد من القتل والتخريب بحق المواطنين الأبرياء دون وجه حق ، حيث تبين فيما بعد كما صرح مسؤولون ( أنها كانت ضربة استباقية لما سيحصل في العراق ) واتخذت الحكومة هذه الخطوة لتضمن نفسها تأييداً من الشارع الأردني ، إزاء الدور المؤسف الذي لعبته حكومة أبو راغب آنذاك ، أبان الحرب على العراق .

و مما يحز في النفس ويتألم له المرء أن تلك الحكومة التي لازلنا إلى يومنا هذا نعاني أثار وتداعيات ما تسببت به بحق المدينة وأهلها ، قد حظيت بثقة نواب المدينة الذين صوتوا لصالحها بعد الأحداث مباشرة ، وهذه كانت بمثابة صفعة مؤلمة لأنها جاءت خلافاً لما هو متوقع .
لان حكومة آبو الراغب تطاولت كثيرا أمعنت في غيها وضلالها عند ما جعلت من المدينة مسرحا للقتل والتدمير المدفوع ثمنه مسيقا
وعودة إلى أحكام الإعدام الصادر بحق مجموعة من المعتقلين على خليفة ذات الأحداث ، حيث جاءت هذه الأحكام مثل وقع الصاعقة علينا جميعاً ، لأنها لم تنسجم مع طبيعة الحدث ، وكانت أكبر بكثير من حجم التهم التي أسلفنا أسبابها و تداعياتها ، لأنها بددت جميع الوعود السابقة التي قطعتها الحكومات على نفسها بطي ملف القضية برمتها ، كما أنه ولغاية هذا الأيام الأواسط من شهرشباط الجاري 2007 ما زال هنالك معتقلون في سجون الدولة الأردنية على خلفية ذات الأحداث مما يعني أن ثمة نية مبيتة لدى أصحاب القرار بجعل الأزمة تراوح مكانها .

لكن الغريب و المؤسف في آن معا أن الحكومة قد لحست وعودها عندما أعادت الأزمة إلى نقطة الصفر ، وأجبرتنا على الدخول في خضم أزمة جديدة ، حيث وجدت في تلك الأحكام فرصة ثمينة لتضع الناس في متاهة جديدة ، عندما أجادت فن الدوران في الفراغ ، وجعجعت كثيراً ولم تخرج علينا ولو بأوقية من طحين ، عندما اجتمعت بوجهاء المدينة مراراً و تكراراً وزجت بهم في حلقة مفرغة وفي متاهات ليس لها أول ولا أخر ، وكان أخرها الاجتماع الذي استضافة خلاله شيوخ و وجهاء معان ، حيث تزامن هذا الاجتماع في الوقت الذي رفعت فيه الأسعار على المواطنين بشكل جنوبي ، و تم تجيير تلك الترتيبات لصالح الحكومة تأييداً واقراراً لسياساتها الراهنة في رفع الأسعار و المساس بقوت الشعب وأبلغ دليل على ذلك أن تلك الجموع و الوفود المغرر بها لم تخرج من ( مولد ) الحكومة ولو بحبة حمص واحدة ، مما تسبب بالحرج الشديد لهذه القيادات ، وافقدها شعبيتها أمام المواطنين ، وتبع ذلك انقسام في مواقف الناس بين مؤيد و معارض لهذه اللقاءات ، وحل الانشقاق محل الوفاق ، و الخصام محل الوئام ، وكان الله في عون المعتقلين وذويهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ليس هناك تكافؤ بين إسرائيل وحماس ونرفض تطبيق المحكمة


.. تونس.. منظمة حقوقية توثق 20 حالة انتحار خلال شهر أبريل




.. تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق إسر


.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا




.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين