الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالحة وطنية ام مصالحة سياسية

سلام خماط

2007 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إن الطائفية التي يتمسك بها المتشددون في تصوراتهم الساذجة ، والتي يعتقدون بأنها تدفع إلى الاستفادة من الأوضاع التي تضعف الأخر ، لم تحقق لهم ما يريدون لأنفسهم ، بل تؤدي إلى أضعافهم جميعا بفعل التحديات المشتركة الرافضة لهم و أصبح من الأفضل والأجدى نفعا هو الوضوح في فهم الأخر الذي يساهم في تقريب الأفكار وتوازن الأحكام ، وانفتاح الإنسان على الإنسان والموقف على الموقف .ويساهم على الاتصال الفكري وعلى الفهم الحقيقي للأخر .. والوقوف معه على قاعدة الحق التي تتيح اختصار الجهد المبذول في مناقشة الأخر فيما قد يلتقي معه .
إن اللعبة السياسية الدولية والإقليمية والمحلية تخطط لإثارة الصراع المذهبي والطائفي في هذا البلد الإسلامي أو ذاك من خلال بعض الاختلافات التي قد تكون ناشئة من أوضاع شخصية أو مادية أو أوضاع أخرى ، وبعض الأوضاع السياسية التي لا تتصل بالإسلام بصفته الدينية بل تتصل بالانتماءات السياسية والدولية والإقليمية التي تخضع لهذا الجانب أو ذاك في علاقاته العامة أو الخاصة من خلال خط سياسي أو مخابراتي أو اقتصادي .

إن الحرب التي تدور في العراق لم تكن حربا طائفية بل حرب سياسية حتى ولو كانت قد لبست الثوب الطائفي ولم تكن حربا بالعمق والخلفيات ، بل كانت حرب غرباء على أرضهم ولا زال اليائس والإحباط يسيطران على الواقع العراقي في فوضى سياسية واجتماعية مدمرة . إن دراسة هذه الحرب تكشف لنا بوضوح المخططات التي تعمل على تدمير هذا البلد تدريجيا وإفقاره من خلال التخطيط لإهدار ثرواته في النزاعات الداخلية وتعطيل أي مبادرة للاستفادة من ثرواته الطبيعية حتى لا يصل إلى درجة الاكتفاء الذاتي والانتعاش الاقتصادي وإبقاءه في حالة من الحاجة إلى المساعدات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تتحرك بالضغوط والشروط التي تؤدي إلى السقوط السياسي والاقتصادي والأمني .

إننا لا ننكر هنالك مشاكل في الدائرة الإسلامية لكنها لم تصل إلى الدرجة التي لا يملك القائمون عليها حلا بالقتل والتهجير بل هي تماما كالمشاكل التي يعيشها المسلمون في الساحة السياسية المتعددة والمعقدة وهذا ما نلاحظه في الصراع بين الحكومة والمعارضة داخل البرلمان حيث إن الصراع في عمقه الحقيقي ليس صراع مذهبي أو طائفي بين أبناء الدين الواحد بل هو صراع الخطط الخارجية التي تستفيد من الحسابات المذهبية والطائفية في مناطق التخلف الفكري .

لقد دأب الكثيرون على استغلال الدين كمادة سريعة للاشتعال انطلاقا من التخلف الثقافي والفكري الأمر الذي أطلق الانطباع بان الدين الإسلامي لا يستطيع إن يخدم السلام ، لأنه يشجع على الصراع ويخلق التوتر ويقود إلى الحرب ويعمل على إلغاء الأخر ويشجع على القتل ويعتبر العنف أساسا للتعامل ، هذا الفهم الخاطىء للإسلام كان وراء التصريحات التي أطلقها البابا والتي تسيء إلى النبي (ص) والإسلام بشكل عام.
إن اعتبار الدين حالة روحية لا تبتعد عن الانفتاح الفكري يحقق للإنسانية في حركتها الدينية والثقافية ، الكثير من الغنى والعمق والحركة الشمولية في حركة الاجتهاد المتحرك في اتجاه دراسة ما عند الإنسان المنتهي وما عند الإنسان الأخر ، مما قد يكشف لنا الخطأ في بعض ما نفكر به أو ما نتحرك فيه أو ما ننتمي أليه . وإذا استطعنا إن نتخلص من جمود التقليد وتحجر الذهنية في مضمون الانتماء ، فإننا سوف ننفتح على أفق جديد من التقليد ونتحرر من هم مستقبلي حضاري كبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح