الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصام البغدادي في ذمة الخلود

طارق الحارس

2007 / 2 / 16
سيرة ذاتية


بعد سقوط النظام الصدامي ، وبعد خروج الكرة العراقية من الاضطهاد والعبودية التي عاشتها تحت ظل المقبور عدي وتحقيق انتصارات مذهلة وصلتني رسالة من الكاتب العراقي المقيم في تايلندا عصام البغدادي مبديا فيها اعجابه بمقالاتي الرياضية التي كتبتها عن انتصارات المنتخبات الوطنية بكرة القدم ومقترحا فيها انشاء موقعا رياضيا على شبكة الانترنت يهتم بنشاطات الكرة العراقية خصوصا والرياضة العراقية عموما .
وجدت فكرته جيدة ، لكن المشكلة تكمن في أنني لا أفهم في أمور الكومبيوتر غير طباعة المقالات وارسالها عبر البريد الألكتروني الى الصحف والمواقع ، فضلا عن كونه يقيم في تايلندا وأنا أقيم في استراليا . كتبت ذلك الأمر لعصام البغدادي ومعه اعجابي بالفكرة ، أي انشاء الموقع الرياضي الذي اقترحه .
جاءتني رسالة سريعة منه قال فيها انه يتعهد بجميع التفاصيل الفنية كون خبرته كبيرة في هذا الموضوع وسبق له أن أنشأ مواقع عديدة .
تواصلنا المراسلة والمقترحات حول اسم الموقع وأخيرا توصلنا الى أن يكون اسمه " الرياضة في اسبوع " وكان الاسم مقترحه هو . كتب لي حينها عن برنامج الرياضة في اسبوع ، ذلك البرنامج الرائع الذي كان يقدمه الأستاذ مؤيد البدري في تلفزيزن العراق وكيف أننا عبر هذه التسمية سنخلد اسم البرنامج وسألني ان كانت لي معرفة بالبدري كي نسأله عن رأيه بالفكرة .
اتفقنا على التسمية وبدأنا المشوار مع موقع " الرياضة في اسبوع " . تمكنت من الوصول لمؤيد البدري وكم كانت فرحة البغدادي كبيرة ، بل لا توصف حينما بعثت له رسالة وصلتني من مؤيد البدري يشكرنا فيها على تخليد اسم البرنامج ، إذ سارع البغدادي لوضعها في واجهة الموقع .
لم يكتف البغدادي بذلك ، إذ كان يفكر بتحسين الموقع فنيا ، لذا قرر البحث عن معزوفة " حلاقة اشبيلية " التي كانت ترافق برنامج الرياضة في اسبوع وبعد جهد كبير توصلنا الى المعزوفة عبر صديق لي مقيم في استراليا وقمت بارسالها له عبر البريد الألكتروني لأجدها في اليوم نفسه مرافقة لموقعنا " الرياضة في اسبوع " بلمسات فنية رائعة تدل على الجهد الذي بذله عصام البغدادي في ذلك اليوم .
تواصلنا بنجاح واضح تدلل عليه الرسائل العديدة التي وصلت للموقع من مختلف دول العالم ، تلك الرسائل التي تشيد بالموقع واهتمامه بالرياضة العراقية وهو الأمر الذي جعلنا ، لاسيما البغدادي الذي كان يتفنن دائما لتحسين شكل الموقع ، لكن المرض داهمه في غفلة من الزمن فقد أصيب البغدادي بجلطة قلبية جعلته طريح الفراش مدة طويلة منعته من مواصلة العمل والكتابة ، لكنني واصلت العمل بالموقع بعد ترشيحه لعدد من الشباب لادارة الموقع فنيا ، لكن الأمر لم يدم طويلا ، إذ قررت التوقف عن مراسلة الموقع بعد شعوري بفقدان بريقه وحيوته ، لكنني كنت أكتب رسائل للبغدادي كي أطمئن على وضعه الصحي وكانت الاجابة تصلني بين حين وآخر ، إذ أن البغدادي كان يمر بوضع صحي خطير نتيجة أزمته القلبية الحادة .
قبل يومين وصلتني رسالة من بريد عصام بعد انقطاع طويل . فرحت جدا ، لكن فرحتي لم تدم فقد كان مضمون الرسالة قاسيا ومؤلما ومحزنا " نعزيكم بوفاة صديقكم عصام البغدادي اثر نوبة قلبية حادة " .
بقيت ساكنا ، لم أتحرك من مكاني ، عين واحدة فقط كانت تنظر الى الرسالة دون أن تقرأ ، دقائق طويلة وقاتلة عدت فيها الى رسالته الأولى التي بعثها لي مبديا اعجابه بمقالاتي الرياضية ، عدت فيها الى جميع رسائله ورسائلي ، عدت فيها الى موقع الرياضة في اسبوع والى الجهد الكبير الذي بذله من أجل انشاء هذا الموقع ، عدت فيها الى فرحته برسالة مؤيد البدري ، عدت فيها الى صراعه مع المرض وفرحته بانتصاره عليه مرات عدة ، لكن يبدو أن المرض هذه المرة ، بل ارادة الله كانت أقوى لتأخذ عصام ، لكنه لم يمت .. نعم ، عصام البغدادي لم يمت فآثاره باقية وكبيرة جدا .
رحم الله عصام البغدادي وأسكنه فسيح جناته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف