الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيجد آخر الأحياء من يدفنه؟

عبدالحكيم الفقيه

2007 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


مثلت الثورة البرجوازية الأوربية نقلة نوعية في مسار تطور التأريخ البشري حيث جلبت معها بداية شكل الدولة المقننة بالسياق الحديث والتي أفرزت تقاسما حديثا للعمل بعد انهيار منظومة القيم الإقطاعية وحلت محلها قيم التمدن حيث تحول مركز المدن ومقر النظم ومكان تكثف الرأسمال والصناعات الثقيلة إلى مراكز صنع القرار وتحرر الريف من هيمنة الإقطاع والنبلاء والسلطة الدينية الكنسية ليبدأ في دخول علاقة ندية مع المدينة التي تزوده بحاجاته المصنوعة من المواد الخام التي تستوردها منه
تراكمات رؤوس الأموال ولدت الرغبة في تحوير الطبيعة وتطور العلم بعد تراجع الكنيسة وتعمق جذور التمدن والعلمنة فاتسع نطاق الاكتشافات الجغرافية وبدأ تحريك الأساطيل وبدأ الشكل العسكري للاستعمار بعد أن أسس له (معرفيا) وتم (أنشاء) مؤسساته الكولونيالية وتحول الأجانب إلى حكام للبلدان الأصلية في المعمورة بل تم قمع الشعوب الأصلية وأبادتها ليستمر النظام البرجوازي بلونه الحرباوي حيث يعد إنسانيا في خطابه وبريقه المبهرج وبشعا في بلدان الآخرين التي ينهبها لرفاهية القريبين من رأسماله الداخلي
في المقابل كانت شعوب العالم تنشد تغييرا مغايرا فالشرق شرق والوسط وسط والغرب غرب ومازالت التسمية قائمة ومستمرة وتكاد تفرز هويات متكاملة ومتباينة وهذا ما يعطل وتيرة الرغبة المستقبلية في النظام العالمي ليس على طريقة أمريكا ولا على طريقة الشرعية الدولية لأنظمة الحكم وإنما شرعية الرغبة لديمومة الحياة للجنس البشري على سطح هذا الكوكب الجميل
لنقترب صوب بداية القرن العشرين الذي كان مشابها تماما لنهايته حيث انقسم الكوكب إلى معسكرين في بدايته ليعود إلى بعثرته في نهايته وتبرز الفوضى الخلاقة هذه المفردة والتمظهر العجب العجاب والذي جعل كل الاحتمالات قابلة للتموقع وصار الاستعمار مطلبا شعبيا بل صار ت بعض البلدان تدفع للاستعمار مقابل (تشرفه) باحتلالها

العالم يمر راهنا بمرحلة إقطاعية كونية وستحدث التغييرات والأحداث مرحلة تبرجز كوني تتغير لوائح ودساتير وقوانين المنظمات الكونية لتبدأ بعدها مرحلة الحسم والدخول في كوكب الرفه لكل بني البشر
الأمر متروك بقياس البعد الاجتماعي والإنساني للتحولات ليتحول الكوكب إلى جنة للبشر من صنع أنفسهم أو مقبرة جماعية مكشوفة لتجريب ما صنعه الإنسان من أسلحة سوف لن تترك فرصة حتى لمن سيواري سوءة الكائنات الحية ولا حتى للغراب
فهل سيتحول الكوكب إلى حطام أم إلى نعيم؟
هذا ما ستدركه الأجيال التي ستقرأ مرحلتنا الراهنة على أنها كانت لحظة من لحظات التململ في مسار تأريخ البشرية فهل سيجد آخر الأحياء من يدفنه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل