الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحياتنا لنضال عمال النسيج في مصر

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2007 / 2 / 18
الحركة العمالية والنقابية



• إنتفاضة عمال الغزل والنسيج إنطلقت في أكبر مصنع في الشرق الأوسط غزل المحلة.
• القطط السمان وحلفاءهم في السلطة المصرية راهنوا على تفكيك الوحدة العمالية ..لكن وحدة العمال كانت الأقوى.
• روح النضال لدى عمال الغزل والنسيج إنتشرت في أرجاء الصناعة المصرية كالنار في الهشيم.
• النجاح الأكبر لهذه الإنتفاضة العمالية جاء في إجبار الحكومة على التراجع عن خصخصة مصنع غزل المحلة ..
• تحقيق إنجازات عمالية هامة ورفع أجور ودفع علاوات وتحسين إتفاقيات العمل الجماعية.
• اتحاد عمال مصر ورئيسه حسن مجاور وجد نفسه في معركة فرضتها القيادات العمالية المحلية .
• لغة التحريض "للقطط السمان" ومن يمثلهم في الحكومة المصرية سرعان ما خفتت بسبب هدير الصوت العمالي ووحدة عمال النسيج المصريين .




عندما قرر عمال مصنع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى وعددهم 27 الف عامل، إعلان الإضراب والإعتصام مطلع شهر كانون اول الماضي (2006) .لم يتوقع البعض من ضِعاف النفوس أن يتمكن هؤلاء العمال الكادحين، من الصمود أمام تهديدات قوى رأس المال (القطط السمان) المُعشِشَة في سدة الحكم المصري ،لأن هذه القوى تُسيطر على شرايين الإقتصاد المصري ،عبر مواقعها القيادية في الحُكم .من خلال ،تنفيذ معادلة إرتباط قوى الحكم ورأس المال ،وضمان إستمرار تفشي سياسة الفساد والبطش. بل ونهب خيرات الشعب المصري، وطبقته العاملة عن طريق تنفيذ مشاريع الخصخصة وضمان عقد صفقات مشبوهة ، ومواصلة ضرب حقوق العمال في هذه المصانع وعدم الإلتزام بإتفاقيات العمل الجماعية ، وكالعادة ... الترويج للسبب الذي أصبح "الماركة المٌسجلة" لهذه القوى الرأسمالية . الا وهو "الخسائر" التي تتكبدها هذه الشركات .أو "سوء الإدارة" لدى ممثلي القطاع العام . متناسيين أن ذاكرة الشعوب وفي مركزها القوى العاملة هي أقوى من هذه الدعايات البائسة.

غزل المحلة ..البداية

في الأسبوع الأول من شهر كانون الأول 2006 ،طفح كيل الظُلم والإستغلال لدى عمال مجمع غزل المحلة ، لم يتورع هؤلاء العمال عن إعلان الإضراب والإعتصام ومحاصرة المدير العام ومساعدية وحاشيته ومنهم من الأنسباء والأقرباء . ممن يقومون على نهب خيرات وأرباح المصنع وممتلكاته. التي جمعها هؤلاء العمال بعرق جبينهم على مدار سنوات طويلة . بل حوّلوا منتوجات هذا المصنع الى ماركة عالمية ذات جودة عالية في مجال النسيج . وهم الذين يكدحون ليل نهار من أجل المحافظة على مصدر رزقهم .

ُقلنا طفح الكيل وخرج العمال مطالبين الحكومة بوضع حد للنهب والفساد وتحميل المصنع القروض وما يتبعها من فوائد للبنوك، قد تؤدي في النهاية الى بيع المصنع وخصخصته بأبخس الأثمان وفقدان مصدر رزقهم وممتلكات المصنع ضمن برنامج الخصخصة الذي بدأت ظواهره تظهر في تصرفات الحكومة ومبعوثيها في الإدارة من ممثلي "القطط السمان" . وكان شعار العمال في مظاهراتهم "النعش" ،إشاره منهم الى أن الحكومة تعمل على قتل المصنع – العمال ،أي إماتتهم من خلال تنفيذ برنامجها للخصخصة .

إضراب العمال أدى في النهاية الى كسر شوكة قوى الفساد – رأس المال التي عششت في الإدارة ، وتمكن العمال من نزع قرار من الحكومة تتراجع فيه عن خصخصة المصنع وضمان دفع علاوات ومنح وفقاً لإتفاقية العمال الجماعية وغيرها من الإنجازات ، التي شكلت نقطة تحوُل في قطاع النسيج في جمهورية مصر العربية ، بل بالإمكان القول أن هذا النضال شكّل دفعة معنوية هامة على صعيد الطبقة العاملة المصرية خاصة والعربية عامة .

روح النضال العمالي تنتقل كالنار في الهشيم

مع النجاح الذي حققه عمال مصنع بل مجمع غزل المحلة في المحلة الكبرى ، وهو أكبر مصنع نسيج في الشرق الأوسط عامة ، بدأت روح النضال تدُب في صفوف العُمال في المصانع الأخرى ، لأن عمال فرع النسيج في مصر يعانون من هذه الظاهرة منذ عدة سنوات في أكثرية هذه المصانع لم يحصل العمال على علاوات أجور منذ سنوات عدة ، بل إضطر وزيرة القوى العاملة والنقابية السابقة عائشة عبد الهادي لأن تعترف أن أكثر من مئة الف عامل في فرع النسيج بمصر لم يحصلوا على علاوات أجور منذ العام 1995 - حيث بدأت تدعي الإدارة أن هناك خسائر- او لم يحدث أي تقدم في تدريجهم وتحسين كافة شروط العمل الإخرى ، والسؤال أين كانت حضرة الوزيرة في السابق والحاضر من هذه الحقيقة ولماذا لم تًحرك ساكنا من أجل تغيير هذا الواقع المؤلم لدى عمال هذا الفرع وغيره من الفروع التشغيلية .؟؟

إنطلقت روح الوحدة والنضال العمالي في مختلف المصانع المصرية وإنطلقت النضالات والإضرابات في شبين الكوم وكفر الدوار وزفتى-شركة الدلتا للغزل والنسيج في طنطا وفي ميت غمر وغيرها ، بإمكاننا القول هذه الروح –الوحدة والنضال- إنتشرت كالنار في الهشيم ، بعد النجاح الذي حققه عمال غزل المحلة ، وإتخذت النضالات العمالية أشكال مختلفة منها الإعتصام داخل الشركات والإضراب عن الطعام والتظاهر ومحاصرة الإدارات الفاسدة . مما أدى الى إرباك ممثلي السلطة من جهة والى إحراج النقابي حسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر ، والقى مسؤولية كبيرة على النقابي سعيد الجوهري رئيس نقابة عمال الغزل والنسيج. الذين بدأوا بالتحرك من أجل إيجاد حل يُرضي العمال المضربين.

لا للخصخصة .. نعم للقطاع العام


لن نخوض في كافة التفاصيل – رغم أهميتها - التي رافقت هذا النضال العمالي القوي والوحدوي للطبقة العاملة المصرية ، والذي سيكون له أبعاد كبيرة على مستقبل كافة العاملين في مصر. خاصة العاملين في القطاع العام الذي تمكنت قوى رأس المال والفساد من "القطط السمان "- مصرية وأجنبية – بالتعاون مع جهات حكومية من السيطرة على قطاع كبير منه، من خلال صفقات الخصخصة المشبوهة، التي تمت بناء على أوامر وبمراقبة قوى رأس المال العولمي ومؤسسات العولمة، المعروفة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والتي تقوم بفرض سياسة "الأسواق المفتوحة" و"الإقتصاد الحر" و"القضاء على القطاع العام" . وبذلك تضمن سيطرتها على مؤسسات وخيرات الشعوب وفي حالتنا على خيرات وأملاك الشعب المصري وطبقته العاملة.

شعار عمال النسيج في مصر كان لا للخصخصة ..نعم للقطاع العام ..و لا للفساد ..نعم للشفافية ..والأهم من كل ذلك أن وحدة العمال ومواصلة نضالهم العنيد والمُثابر الذي أدى في بعض الحالات الى تعريض حياة البعض منهم للخطر ، ليس فقط بسبب التهديد والعنف فقط . بل جراء الإضراب عن الطعام كاد البعض منهم يفقد حياته . ورغم المحاولات الحكومية التي تمثلت بإستعمال وسائل مختلفة من أجل كسر إضرابات العمال ونضالاتهم ، إلا أن الإصرار العمالي والوحدة العمالية لم ينكسرا أمام هذه المحاولات ، وكل نقابي تردد في الوقوف بجانب العمال وفي صفوفهم لم يتورع العمال عن التشهير به ونبذه فوراً ودون أي تأخير .

في كافة النضالات العمالية التي خاضها عمال فرع الغزل والنسيج في مصر كان النجاح في جانبهم ... في جانب وحدتهم الأبدية ...وتمكن العمال من إحراز العديد من المُستحقات والمنح التي يستحقونها بما في ذلك قيمة وجبة الأكل أو حتى ضمان وجود سيارة إسعاف في مكان العمل الذي يشمل عشرات آلاف العمال وحتى ضمان تحسين شروط السفر والنقل وعدم المهاترة في حياتهم من خلال نقلهم في سيارات غير آمنة . وفقط بعد تحقيق مطالبهم قاموا بالعودة للعمل الكامل ووقف الإضرابات. لكن الأهم من كل ذلك الإنجاز الكبير لهم كان ترسيخ روح الوحدة لدى أبناء الطبقة العاملة المصرية وفي مقدمتها عمال الغزل والنسيج الذين حاول البعض القول بأنهم "عمال غلابى" لا يمكن أن يتمكنوا من كسر شوكة "القطط السمان" ومن يدعمهم في السلطة.
وشعارهم الذي رفعوه لا للخصخصة ..نعم للقطاع العام .. أثبت للجميع أنه الشعار الأمتن والأقوى للطبقة العاملة المصرية خاصة وللطبقة العاملة العربية والعالمية عامة.

قوتنا بوحدتنا...

صناعة النسيج في مصر لها تاريخ عريق ..ولها سمعه عالمية ..حيث تُعرف بالجودة ليس فقط من خلال ما يُعرف عن القُطن المصري ..بل أولاً وقبل كل شيء بفضل مهارة عمالها .. فلهم هؤلاء الكادحين يعود الفضل كله في تحويل منتوجات هذا الفرع "ماركة عالمية" يتنافس عليها تجار النسيج والملابس في العالم .. لقد إستطاع أبناء الطبقة العاملة المصرية من العاملين في هذا الفرع ومنذ إنشاء مصانع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى العام 1927 ..أن يرفعوا إنتاج هذه الصناعة وأن يُطوّروا جودتها ...لتصبح ذات سُمعة عالمية ... فكيف يمكن لهؤلاء الأبطال أن يتنازلوا عمّا حققوه هم ومن سبقهم من عمال مصر وعلى مدار الأجيال لصالح فئة رأس مالية فاسدة ..همّها الوحيد هو الربح من خلال عقد صفقات فاسدة ذات رائحة نتنة ؟؟

قوتنا بوحدتنا .. هذا هو الشعار الحقيقي للعمال في كل مكان .. فوحدة عمال النسيج في المصانع المصرية وغيرها من المرافق التي إشتعلت فيها نار النضال العمالي خلال الأشهرالأخيرة ،بما في ذلك عمال السكة الحديد ،والنظافة في الجيزة وغيرها من النضالات التي شملت العديد من المرافق في مصر ..تمكن العمال من منع الحكومة المصرية وممثليها في هذه المرافق من "ذبح" الصناعة المصرية لتقدم كالقرابين لقمة سائغة في أفواه وجيوب قوى رأس المال المتمثلة "بالقطط السمان" في مصر وشركاءهم في القوى الرأسمالية العولمية . .. نعم قوتنا بوحدتنا ..أيها العمال في كل مكان ..ليس فقط في مصر ..بل في كل مكان ... ويا حبذا أن يستفيد البعض من النقابيين في مصر وغيرها من دول العالم ..من هذا الدرس النضالي العمالي .. من هذه الإنتفاضة العمالية التي قادها عمال النسيج في مصر وقيادتهم النقابية الحقيقية وغيرهم في المرافق الإقتصادية الأخرى ...كي يعوا جيداً ..أن من يقف في الجانب الآخر ..أي في جانب السلطة وقوى رأس المال وحلفاءها في الحكم ..سيلفظه العُمال لا محالة ..بل لن يثقوا به مهما حاول تبريج كلماته بالبلاغة اللفظية الفارغة ...لأن عمالنا يُمهِلون ولا يُهملون ...وتحياتنا ..تحيات النضال والتقدير والحُب لكم يا أبناء الطبقة العاملة المصرية وقيادتها النقابية الحقيقية ...تحياتنا لكم يا عمال النسيج في مصر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لـ 160 ساعة شهريا.. تفاصيل زيادة ساعات العمل المرن للموظفين


.. صباح العربية | زيادة عدد ساعات العمل المرن في السعودية




.. ليبيا.. بنغازي تستضيف معرضا طبيا للشركات العاملة في القطاع ا


.. مش كل القطاع الخاص يقدر يطبق الحد الأدنى للأجور..رئيس اتحاد




.. إسبانيا تستدعي سفيرتها من الأرجنتين احتجاجا على إهانة من رئي