الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي

تقي الوزان

2007 / 2 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحراك السياسي الذي ابدته القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية في الاشهر الأخيرة لايجاد قواسم مشتركة بالحدود الوسطية , تحافظ على سير العملية السياسية وتحفظ وحدة العراق والعراقيين . أخذت تصطدم بعقبات, وتسلك طرق فرعية . وبدل من ان تكون الخطة الامنية الجديدة كمحفز كبير لتلاقي الاطراف الوطنية نتيجة جديتها , وما ستحققه من انجازات على طريق دحر الارهاب والمليشيات والخارجين عن القانون , وبمعنى ادق تحجيم هذه الامور , فتكون الحاجة أكبر للنهوض بالمشروع الوطني الذي يواكب الخطة ويكون ظهيرلها بالقضاء التام على هذه المضاهر الدموية , وهي فرصة حقيقية لتحقيق الامن .
بدل هذا نرى بعض الاطراف الديمقراطية والعلمانية تبغي تحقيق وجودها في ظل نجاح سلطة الاحتلال في خطتها الامنية . وبغض النظر عما تطرحه بعض الاحزاب الطائفية من رغبة في دعم هذه المسيرة الوسطية , تبقى رغبة هذه الاحزاب رهينة بميزان القوى المتحقق في اية مرحلة . وليس غريبا ان يفسر الكثير من المراقبين هذه الرغبة بالانحناء امام عاصفة الخطة الامنية الجديدة , او كما اصطلح عليه ب" التقية" . والتصريحات الاخيرة للدكتور عدنان الباججي لصحيفة "الشرق الاوسط" تصب في خلق هذه العقبات . فقد هدد بالانساب من الحكومة الحالية – يوحي بأنه يتحدث بأسم القائمة "العراقية"- , واضاف بفخر وتهليل عن اتفاق الامريكان مع الدكتور اياد علاوي وتوجيهه بالتحرك لتجميع كتلة وطنية وسطية تدعم مشروعه في التغيير . المشروع الهادف لايجاد حكومة" انقاذ وطني" تلغي العملية السياسية برمتها .
ان الباججي وعلاوي يدركون قبل غيرهم ان الامريكان يبحثون عن هيكل تكون ملابسه وشياكته فقط ديمقراطية , واحدى يديه سنية "بعثية " , والأخرى شيعية طائفية " ليست تابعة لايران" , وتطلعات قومية كردية , وسيقان الاولى ترتكز على منح الشركات الامريكية سبعين في المئة من واردات النفط , وثلاثين في المئة فقط للعراق كما تؤكد الدراسات والتقارير بشأن اقرار قوانين الاستثمار الجديدة , والساق الاخرى تحث الخطى للحاق بالعولمة . وقلب امريكي نابض يضمن تهويمات التلقيح لتحسين نسل جيل عراقي أمريكي جديد يستلم ادارة العراق على طريقة نخب العوائل الخليجية , والاجيال الحديثة من هذه العوائل تشعر بالانتماء للعولمة الامريكية اكثر من انتمائها لشعوبها واوطانها , وهذا هو الاهم في المشروع السياسي الامريكي .
والقوى السياسية العراقية الحالية ليست اكثر من قوى مرحلية بالمنظور الامريكي . فلتنهب , وتسرق , وتتقاتل , وليذهب من يذهب من العراقيين , فهذه ليست مشكلة امريكية , المشكلة في الحفاظ على سير وجودها . وتحركها الجاد الأخير في الخطة الأمنية الجديدة , هو لادراكها بأن الأمور اخذت تفلت من يديها سواء في العراق على ارض الواقع , او في الحراك السياسي الامريكي حيث أصبحت المشكلة العراقية أحد الأهتمامات الرئيسية للناخب الامريكي .
الألتفاف على المشروع الوطني , وتسخيره لخدمة سلطات الأحتلال بدوافع وطموحات شخصية , سيحول هذا المشروع الذي يكاد ان يكون الوحيد والأخير لأنقاذ العراق , الى لعبة تكتيكية تنسف آخر الآمال في أنقاذ العراق , وستطول حالة التمزق حتى لو تدخل الامريكان بكل جيوشهم .
في المرّة الاولى صودر القرار الوطني لصالح الطائفية والقومية – وعندما وقع "الفاس بالراس" – يحاولون الآن مصادرته لصالح المصالح الامريكية . ان التوجهات الجادة للاطراف الوطنية للنهوض بالمشروع الوطني بعيداً عن المحاصصة هو الطريق الوحيد لأعادة الأمن للعراق , والسير به في طريق أعادة البناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب