الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب العراقي السوري

جاسم الحلفي

2007 / 2 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تمض ايام معدودة على الزيارة الناجحة التي قام بها الوفد العراقي برئاسة السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الى سوريا، حتى تفاجئنا بقرار سوري يحد من تواجد اللاجئين العراقيين في سوريا ويؤطر مدة بقائهم ويقييدها.

وعلى الفور سارع ايتام النظام المباد في ترويج اشاعة تقول ان القرار السوري جاء تنفيذا لطلب عراقي تقدم به السيد الطالباني الى الجانب السوري اثناء زيارته. وبدلا من رد هذه الدعاية التي تسعى لإعاقة اي تحسن يحصل في العلاقات العراقية - السورية، صعّد عدد من المسؤولين العراقيين في الموقف ضد سوريا، بعيدا عن ما وفرته الزيارة من امكانيات للتفاهم والحوار. وكان بالامكان الاستفادة من زخم الزيارة والتباحث مع المعنيين عبر القنوات الطبيعية، بعيدا عن التصعيد الاعلامي غير المجدي، لايجاد حل ملموس يطمئن اللاجئين العراقيين في سوريا، ويقف على مشاكلهم.

وهنا لا بد من طرح سؤال: هل ان ازمة التعامل مع المهاجرين العراقيين هي ازمة حقيقية ام مفتعلة؟ وهل جاءت حقا بطلب عراقي رسمي؟ وهل-حقا- اغلقت جميع الطرق امام المسؤلين لمساعدة اللاجئين والوقوف معهم في محنتهم المؤلمة؟ خاصة بعد الزيارة الناجحة للوفد الرئاسي التي قيّمها الوفد العراقي تقييما ايجابيا، ليس من جانب المشاعر الطيبة والود الاخوي والحفاوة التي تم استقبال الوفد بها وحسب، بل ايضا لجهة إستعداد الاشقاء السوريين الواضح للتداول مع اشقائهم العراقيين في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وما أبداه كلا الجانبين من حرص حقيقي على إدامة العلاقات الاخوية التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين.
كما اكد الاشقاء السوريون حرصهم على وحدة وامن ومستقبل العراق بعيدا عن الاحتلال والارهاب، موضحين موقفهم الداعم للعملية السياسية الجارية في العراق، مؤكدين على تقديم المساعدات الممكنة للحكومة العراقية، وخاصة في الجانب الامني ومكافحة الارهاب.
لقد اعتبر ذلك نقلة نوعية في الخطاب الرسمي السوري، يسهم في ادامة وتعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين، وخطوة مهمة على طريق ازالة الشوائب التي تعيق معافات هذه العلاقات.
ومن المؤكد ان هذه النتيجية التي حققتها الزيارة لا تريح اوساط عديدة خارجية وداخلية. فالموقف المتشنج للأدارة الامريكية تجاه سوريا، معروفه اسبابه واهدافه، وتم التعبير عنه باكثر من مناسبة. وما موقف الرئيس بوش من التوصية الواردة في تقرير بيكر – هاملتون بشأن حول سوريا إلا مثالا واضحا على ذلك.
من جانب اخر ليس الجميع في سوريا يتفاعل بسرعة مع التغيير الايجابي في الموقف تجاه العراق، فهناك من يتردد في تأييد هذه الخطوة ويعتبرها مستعجلة بعض الشيء، وفي غير اوانها، انطلاقا من تصورات وقناعات خاصة.
اما في الجانب العراقي، فهناك اوساط معينة لم ترتح لفتح صفحة جديدة مع الشقيقة سوريا، لكون البعض يتصرف من منظور الادراة الامريكية ووجهتها حول هذا المف. والمثير لللإستغراب عدم ترحيب بعض السياسيين في العراق بنتائج الزيارة الرئاسية لأن التقارب الذي حدث لم يأتي عبرهم ليس إلا!َ
الحقيقة التي نود التأكيد عليها هي عدم استطاعة اي قوة من ابعاد العراق عن محيطه الاقليمي والعربي. فهناك روابط تاريخية وثقافية واقتصادية لا يمكن تجاهلها، وهناك حقائق تؤكد حاجة جميع شعوب المنطقة لعلاقات متكافئة تلبي مصالح وطموحات الجميع.
وهناك حقوق وواجبات تلزم الجميع باقامة علاقات حسن جوار وتفاهم مشترك بعيدا عن التدخل بشؤون الغير، واحترام خيار الشعوب في اختيار شكل النظام السياسي وطريق التطور الذي يؤمن مصالحها. مع التأكيد على حل جميع الاشكالات بالطرق الدبلوماسية، وعبر اللقاءات والحوارت الصريحة التي تنطلق من العلاقات التاريخية والاخوية والمصالح المشتركة، و بما يخدم البلدين والشعبين.
لذا يجب ان لا يكون العراق ساحة للصراعات الاقليمة والدولية، وعلى الجميع حل مشاكلهم بعيدا عن بلادنا ، وليس من مصلحة احد ان يسهم باضعاف العراق وتمزيقه.
ولا شك ان العراق ومهما مرّت به المحن والمصاعب، سيخرج معافى، قوياً بوحدته، وباصراه على المضي، نحو بناء نظام ديمقراطي تعددي فدرالي موحد.
وسيصر العراقيون على التمسك بعلاقات الاخوة وحسن الجوار، ولهم في ذلك ما للشاعر الشريف الرضي في حرصه على الصديق.
كعضو رمت فيه الليالي بفاجع ---- ومن حمل العضو الاليم تأما
اذا امر الطب اللبيب بقطعة ---- اقول عسى ضنا به ولعلما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة