الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جانب من دور المرآة العراقية ضمن العشيره

ثامر الدليمي

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


يتفرد الانسان عن جميع المخلوقات بقدرته على صنع الثقافة والحفاظ عليها.وان كل مجتمع بشري له ثقافته الخاصة التي تميزه عن باقي المجتمعات،وقد يحدث ان يوجد هناك تشابه قوي بين مجتمعين لقوة الاتصال وتشابه المراحل التاريخية والبيئة الجغرافية،ولكن بالرغم من هذا الاتصال لايصل التشابه حد التطابق، وذلك لان كل مجتمع تتميز ثقافته بطابع خاص به فمثلما لايوجد هناك تطابق تام بين شخصين فمن غير الممكن ان يوجد هناك تطابق تام بين مجتمعين فبالاولى بنا ان نقبل مبدا عدم تطابق الثقافات،لان الثقافة الواحده يشترك بصنعها عدد من الشخصيات اضافة الى عناصر اخرى غير انسانية.... واليوم اذا تنقلنا بين قرى عشائر العراق نجد تميزفي ثقافة كل قرية بطابع خاص يميزها عن القرى العراقية الاخرى وقد تتمثل تلك الاختلافات في اللهجة او اللغة ونظم الزواج والانغام والرقصات الشعبية والملابس والنظم الاقتصادية والسياسية وبالرغم من تلك الاختلافات فاننا يمكن ان نضع جميع العشائر العراقية ضمن ثقافة كبرى نطلق عليها ثقافة العشيرة العراقية.....وسنتطرق الى مكانة المراة ضمن العشيره العراقية وبعض النشاطات مارسنها جداتنا والمعمرات منهن يتذكرن جيدا ما سنطرحه وقد يفاجا به بعض المتدينين خصوصا المتطرفين منهم كونهم لم يقراوا تاريخنا جيدا او كونهم دخلاء غرباء حملوا ثقافة الموت والعيب ضمن اجنداتهم الدخيله واشاعوا ثقافة العيب والاقصاء والمنع للمراة وحقوقها تزلفا بغمط حقها من ذويها بطريقة اوباخرى..
ان اعتزازالعراقي الاصيل بشرفه وكرامته يتمثل قبل كل شيء بالحفاظ على كرامة النساء ضمن عائلته وعشيرته ومنطقته وهو مستعد للذود عنهن وتقديم نفسه قربانا وفداء لهن،وهذا يرتجمه ابناء العشائر العراقية الحقيقية من اصحاب الارض الحقيقيين عبر ثقافتهم اليومية وذلك بتقديسهم المراة حد التألييه لانه يحلف عند الشدائد في الغالب باسم اخته كأن يقول..أنا اخو فلانه...اي وضعها موضع الوهية وبالتالى لا يمكن ابدا الحط من مكانتها ومنزلتها،وهذه هي احدى الدلالات التي توكد بان هولاء العراقيين هم في الحقيقة ينحدرون من تلك القبائل القديمة التي كانت قد سكنت العراق ايام البابلين وقبلهم وبعدهم لان الالهة عندهم كانت عشتار...ولا اريد ان اتوسع في هذا البحث عن الموضوع الاصلي وهو مكانة المراة ودورها ضمن العشيره العراقية...ان الفرد في العشيره العراقية عندما كان يقرر الزواج يقدم كل ما يملك مهرا لعروسه ولا يمكن لاهل العروس اجبارها على الزواج من شخص لا ترغب به واذا تزوجت ولم يحصل بينها وبين زوجها تالف فان افراد عشيرتها واسرتها وابناء عمومتها يقفون الى جانبها ويساندونها وتحصل على مرادها وتتطلق عن زوجها بشرط ان لا تتزوج باحد الذين ناصروها وكانت تسمى هذه العملية (التفاخت) او التطالق...اما في ايام الربيع حيث يعتدل الجو وتكثر ولادات الخراف ويعم الخيرتزداد حالات الزواج والاحتفالات التي تملا القرى والصحراء وتنتشر رقصة الدحة حيث تتزين الفتيات بافخر الثياب ويتطيبن بالبخور والطيب ويقف الرجال وخصوصا الشباب منهم بدائره تشبه حدوة الفرس والبنات يقفن بالجهه المتقابله وتبرز اولهن(وتسمى الحاشي) وهي تحمل سيفا في الغالب وتتمايل وترقص على انغام الدحة التي ينشدها الرجال وهم يصفقون وبرز لها الواحد تلو الاخر يحاول لمسها بيده وهي تتمنع وتهدده بالضرب بالسيف واذا لمسته يخرج ويدخل الاخر الى الحلبه وهكذا تستمر اللعبه وعندما تتعب الفتاة تدخل زميلتها وتتبعها الاخرى بالتتابع وتطول هذه الرقصة عدة ساعات يتبادلون الرجال بالرجال والنساء بالنساء حتى يصيب التعب الجميع ..وهناك رقصة اخرى تسمى (العراضة) حيث يمتطي الرجال ضهور خيلهم المزركشة ويقفون بصف واحد تقابلهم نساء القبيله وهن يصفقن وينشدن للرجال الذين يبرزون الواحد تلو الاخر يرقصون خيولهم على الايقاع وبقية الرجال يردون بالاغاني والاهازيج على اغنيات واناشيد النساء واذا كان الكلام جيدا وعظيما المعنى من النساء يقابله الرجال باطلاق العيارات الناريه من بنادقهم نحو السماء واذا كان كلام الرجال جيد تقابله النساء بالهلاهل والزغاريد وفي الغالب كانت تتخلل هذه الاحتفالات حفلات داخلها لا ن عدد من الخطوبات تعلن وتنال الرضى من الاهل والعروسين..اما في حالات الحروب وكانت تحصل لاسباب لامجال لذكرها الان في هذا البحث فللنساء دور هام لانهن يقوين العزائم ويشدن الهمم حيث تجلس عدد من الفتيات الجميلات جدا وفي الغالب من بنات شيوخ القبيله اوالعشيره وعقدائها في هوادج محموله على ظهور الجمال وهن بكامل زينتهن واناقتهن وهن مسفرات عن شعورهن يتقدم المحاربين بالهجوم وهن ينشدن الشعر الحماسي الذي يحث على الاستبسال والتقدم ويصرخن العباره العراقية المعروفة..عليهم..عليهم ..يرجال فيشتد العزم وتتعاظم الهمم وكم من قبيلة مكسوره نصرتهم نسائهم..ان ما تقدم ما هو الا شذرات بسيطة من مشاركة المراة العراقية الرجل في شتى مناحي الحياة بحلوها ومرها لم يتطرق لها الباحثون ولا اعرف سبب اهمال هذا الجانب الثقافي من كيان العشيره بوجه عام والمراة بوجه خاص وقد يسال سائل من اين جاوا لنا بالحجاب ومنعوا الاختلاط في كل مكان هذا ما ساجيب عنه ببحث ميداني خاص قريبا ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استياء في جورجيا في ظل سعي البرلمان لتمرير مشروع قانون -التأ


.. قانون مثير للجدل في جورجيا.. الاتحاد الأوروبي وواشنطن يدخلان




.. بلينكن: نعتزم تطوير خطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة


.. الفيضانات المباغتة تقتل أكثر من 300 أفغاني في يوم واحد




.. العربية ترصد ما يدور خلف الكواليس في تيك توك