الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة الأمازيغة /من الأصل إلى القضية

محمد المهدي السقال

2007 / 2 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


*بلا د * تامــزغـة * , أرض تـمـتـد في جغـرافـيـتـها إلى أعــمـاق أفــريقـــيا جـنـوبا , بـيـنــما تـنـفـتـح عـلى الـبـحريــن الأطــلـسي والـمتــوســط شــرقــا وغــربـــا , بحـمـولـتـهـما الـتـاريـخـيــة.
ارتــبــط تــاريـخـها الحـضـاري بـنـشــاط سـاكــنـتـها , كـمجــتـمـــع إنـسـاني مـتـكامـــل الـبـنـيـان , لـغــويــا واجـتـماعـــيـا ,عــلى أسـاس الإحـساس بالــوحـدة في الأصـل , ضمـــن الامـتـداد الــزمـكـاني , كـخـصوصـيـة ذاتـيــة تـطــبـع الـهــويــة و الـكيــنـونـة , وتـشكــــل الـوعــي الجـمعي بالـوجـود الـفـاعـــل , ضمــن الـنســيــج الإنساني .
فـي البـدء كانــت الأرض , وكـان الإنسان , ثـم كـانــت اللــــغـة , فـكانـت الــوحــدة الـجغــــرافـيــة قاعــدة الانـتـمـاء , والـولاء للجــماعــة , فــي نــواتـها الأولـــى , وخـلـفـيــة الـشـعــور بالـقــرابـــة في الـدم , باعـتـبـــارها مـحــرك تــاريـخ تـلـك الجــمــاعــة .
لـكـن في الـبــدء أيضا , كـان التـطـور حـتـمـيــا ,إذ احــتـاج الــناس إلى مـعــرفـة ذاتــهــم , وحـجــم قـدرتـهـم عــلى الـفـعـل في الـكــون , غـيـر أنـهــم ركــزوا عــلى كـشـف العــالـم في دواخـلـهــم , للانطــلاق في الـتـفـــتـح عــلى المـحـيــط الخـارجي من حــولهــم .
لــيـست اللغـــــة الأمـازيغـــيـــة لغـــــة مـقـدسـة بمعـنــى التــقديــــس السمــاوي, فـما نطــقـها قـوم ادعـوا تـنـزيـل أصـــواتـها أو كـلـماتــها أو بلاغـتــها , بـمـعــــزل عـن تــربة الأرض وأحــــوال المــنـاخ وتــفــاعـــل الحــاجـات إلى الــتــواصل , لكنــها اكـتـسبـــت قـــوة وجـودها من تـجـارب المـعـايـشـة مع مـخـتـلـف تــحــولات واقـعــها في الـــزمان والـمكـــان , فـــأصـبـحت بــذلــك الـــرابطة الأولى بـيــن الـنـاس ,تـجـســد أنـمــاط تـفــكــيــرهــم وتـعـبــر عــما يـعــتــمــل فــي أعــماقـــهـم , مـن خلال تـفـاعـلاتـهـــم مـع محيــطــهم , سـواء في اتـجاه ذواتــهــم أو في اتـجاه عــلائــقــهـم بالـعـالـم من حـولـهـم .
كانــت الـــكلمــة أرقــى أدوات التـواصــل الذهــنــي , بعـــد تـحـقــق الانـدمــاج عـبـر أدوات الاتـصـال الــماديـــة , مـن الـتــراب إلى الــماء والـنـار , فانـصــهــرت المعـرفــــة بـها , و غـدت تــنـمـو رمـزيــتــها فـي الــوجــدان , لـتـأخــــذ أشــكـالا تـعـبـيـريــة مـن صمــيــم الكـيــنـونـة الـذاتــيـة , في اتــجــاه بــلـورة ماهـيـة الهــويـــة الأمــازيـغــــيــــة .

يــصــد ق هــذا التـحـليـــل عــلى أكــثـــر من نمــوذج إنساني للـتـجـمعــات البــشــريــة , ذات العــراقـــة في الــوجـود الـفـاعـل على الأرض , ولعـــل هـذا ما يمـيــــز خـصوصــية الــقــومــيــات التي ظــلت حاضــرة عــلى امتــداد التــاريخ
الإنـسـاني , ذلــك أنـها حـمـلت منـذ بدايــة تكــويـنــها بـذرة الاسـتمــراريــة في الـوجــود , ومهما أتـــت عليـها من ظــروف , لـتــنـال من شـخـصيـتـها بالاحـتـواء , ومـا يمــكــن أن يـؤول إليه من محـــو أو إقـصاء , فإنـها تـبـقــى محـــافـظــة عـلى الأصـل في ذلــك الـوجود , لتـــعـود بعـــد حين , قــد يطــــول أو يقــــصر , للانــبــعــاث مـن جــديــد .
غـيـر أن إلا يــمان بالبعـــث الأمــازيغــي , لا يجــب أن يحجــب عن العــيـن حـقـيـــقــة الـتـحــول واحـتـمالات آفـــاقـــه, أو يـــدفـع إلى انغـــلاقــيـــة انعـــزالـية , تـرفض الآخـر, وتجهـــز عـلى الـذات بـسيـاجــات شائـكــة , تـمنــع الرؤيــا للــمــتغــيــرات من حـولـها , يطــرح هـذا الكــلام ضــمـن سيــاق الجـــدل الـذي يــدور حـول أساليـب إعـادة الاعــتــبـار, بـيـن داع إلى العـــودة المـطــلقـــة, وداع إلى الانـفتـــاح اللامـشـروط عـلى العــصــر, و إذا كـان لكــلٍّ , ما يكــفــي من الحـجـج للاقـتـنـاع بتـفـسيــراتـه وتـبـريــراتــه , فان ثـمة خلا فــا تحــصَّـل مـن تعــقُّـد الاختــلاف .
وأصبـح بالفعــل يهــدد الـتــوافـق حـــول صيـغـة الــمــشروع المجتمــعي الأمــازيــغــي , ضـمـن رؤيـة شمـولـيـة أكـثـر اسـتـعـدادا للانـفـتـاح .
لــقـد تدخـلــت عـوامــل تحـكـمــها العــصـبــيــة غـيـر المـمـنـهـجـة , إما مــن موقــع الإحساس الـذاتي بالغـبــن , ومـا راكـمـه من ممارســات سلبـيـة , وإما تحـت تأثـيـر الرغــبــة المــوضوعــية في التــحـلـل مـن هـيـمنـة التـوجـيـه , بعـد
ظهــور بـوادر إمـكـانـيـة التـصريـح بالــرأي والتعـبــيــر عن الاختــيــار, وهـو ما يعــني احـتـمــال التـعــرض للإغـراءات أو الضغـوطات , بـطـرق مـتــوازية مع الـنـزوع الطبـيــعي نحـو تحقـيـــق الانبــعــاث الأمازيغــي .
وما يـخــشــاه الإنسان الأمــازيغـي الأصـل , هو أن تكــون الإيـديـولوجـيـة بـبـعـدها السيـاسي الضـيــق , رافـــدا للتـــفكـيــر في سبـــل التـمـنـيـع ضـد استــمـرار التـهمـيــش و مكـنــنـة نــزع الهــــويــــة , ليــس رفـضا لـتـدخــل
السيـــاسي في التـحلـيـل , ولكــن خــوفـا من الوقـوع في الأسطــوري , كــذاكــرة مـرجـعـيـة في الـتعــاطــي مع الواقــعـــي , وهو أمــر يـسـعــى إليه خـصــوم الحــركـة الأمــازيغــيــة , للـنـزوع بـهــا نحــو الانـفــلات و المزايدات .
*

أحـيانا يميل الإنسان إلى التفكير بطريقة تخالف حتى أبسط أدوات الترابط المنطقي, كما هو متعارف عليه إنسانيا , وذلك في اتجاه الوصول إلى حقيقة نسبية يقبل بها , ومن ثم يقنع نفسه بنتائجها على أساس ما يمكن أن يتوفر لديه من مسوغات عقلنتها .

وجهة نظر

أعتقد أن محاولة البحث في الجذور , بالرغم من أهميتها التاريخية , يمكن أن تؤول إلى اختلافات غير قابلة علميا للتدقيق بشكل مقنع , وأستحضر باستمرار موضوع اللغة العربية , حين يطرح بحث أصولها القديمة , خارج مشرحة التاريخ اللغوي العام , لأن زوايا النظر ومرجعياتها تظل متحكمة في توجيه البحث .
ولك أن تتصور ما يمكن أن يقع من اختلاف حول جذور اللغة العربية , يمكن أن يصل أحيانا حد التصادم للأسف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال