الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف حضر المغرب في مهرجان برلين السينمائي؟

محمد نبيل

2007 / 2 / 19
الادب والفن


بالرغم من غياب مشاركة عربية في مهرجان برلين السينمائي ،فإن المغرب قد سجل حضوره من خلال الممثل منير وادي الذي لعب دور أنيس في الفيلم الإيطالي «ريبارو » التي تعني في اللغة الإيطالية الملجأ . وقد شارك الفيلم في إطار مسابقة بانوراما .
حكاية فيلم الملجأ تدور حول عودة شابتين إيطاليتين ، «أنا» و «مارا» إلى بلدهما بعد قضائهما للعطلة في تونس ، لكن خلال عودتهما وقبيل عملية العبور لحدود مدينة طنجة ،اكتشفت «أنا» أن المراهق المغربي أنيس يختبأ تحت ركام الأمتعة الموجودة داخل السيارة . وبعد قبولهما بالأمر الواقع، أصبح أنيس جزء من عالم «أنا» و «مارا» حيث وجد له مكانا للاستقرار داخل البيت الذي يجمع الشابتين الإيطاليتين، كما وجد وظيفة في معمل تملكه أم «أنا». «مارا» التي تعمل هي الأخرى في نفس المعمل ،تدخل في علاقة حميمية ثم جنسية مع أنيس الشيء الذي أثر على علاقتها بصديقتها «أنا» بل سبب في مضاعفات عصفت بوضع أنيس داخل ايطاليا.
خلفية الفيلم حسب مخرجه ماركو سيمون بيسيو هي محاولة إبراز ثلاث حكايات حول ثلاثة أشخاص عجزوا أن يلعبوا دورهم الاجتماعي بشكل متوازن و سليم . أنيس ،مهاجر سري هرب من جحيم وطنه المغرب ،أما «مارا» المنفصلة عن زوجها ،فإنها وجدت مخرجا لأزمتها النفسية في علاقتها الجنسية والعاطفية مع «أنا» ، هذه الأخيرة و بالرغم من ثروة أمها المالية ،إلا أنها تعاني من التمزق العائلي وتعتبر «مارا» شريكتها الوحيدة التي تنام معها و ترافقها يوميا بل ترى فيها ذاتها في غياب عائلتها. ونتيجة دخول أنيس كخصم جنسي ل«أنا»، بفعل علاقته الخاصة مع «مارا» ستصاب العلاقة الجنسية بين الشابتين الإيطاليتين بالتصدع. هذا الوضع القلق سيدفع ب «أنا» إلى الاتصال بأخيها المسئول بالمعمل وإصدار أمرها بطرد كل من «مارا» وأنيس من العمل.
سيناريو الفيلم العائلي يعتبره المخرج حالة غير اعتيادية، لكنه يسمح بالوصول إلى معرفة كيف يمكن لشخص ما أن يوفر لشخص آخر الحماية و الراحة و الاطمئنان النفسي. بالمقابل ،قرار طرد أنيس اللامبرر يجعله في وضعية جد حرجة، فهو المهاجر السري الذي يبحث عن أوراق الإقامة في ظل القهر و الغبن و الصدام الذي سببته له علاقة حب عابرة مع «مارا» . أنيس يفقد صوابه فيقوم بانتزاع سيارة أخ «أنا» الذي أبلغه بقرار طرده من المعمل، ثم يفرٌّ تاركا وراءه سيارات الأمن تطارده قبل أن يتخلى عن سيارة أخ «أنا» ،و يدخل لأحد الحقول جريا على الأقدام ،هاربا من رجال الشرطة في مشهد اختاره المخرج كي يكون كلمة نهاية الفيلم المفتوحة على عدة احتمالات والتي لن تكون في نهاية الأمر في صالح أنيس و أحلامه .
إن أبعاد الفيلم تختزل في الصراع اليومي الذي يقوم به العديد من الناس في هذا العالم من أجل تحقيق أحلامهم، لكن عندما يتبخر الحلم، تضيع الآمال و تصير العقد النفسية و الانهيارات هي سيدة الموقف. حكاية أنيس وصورة المهاجر السري الرافض لمغرب يدفع أبناءه إلى ركوب البحر أو الاختباء في السيارات و الحافلات أو البواخر بكل ما تحمله هذه العملية من مخاطر تهدد حياتهم ، هو عنوان عريض لمشاركة مغربية في مهرجان من حجم مهرجان برلين السينمائي الدولي والذي كان العديد من النقاد و الصحافيين يعلقون الآمال عليه من أجل مشاهدة عمل سينمائي يمثل المغرب أو أحد البلدان العربية .
وخلال الندوات الصحفية أو أثناء الدردشات التي جمعتني بالزملاء الصحافيين، اكتشفت خيبة غياب أعمال عربية تقدم صورا مختلفة لبلدان ما زالت تئن تحت وطأة التخلف و القهر . هذه الخيبة عبر عنها مخرج فيلم ريبارو في جوابه عن سؤال طرحته إحدى الألمانيات عن غياب الممثل أنيس عن الحضور ببرلين، قائلا في حالة إحراج:
ـ لا أدري أين هو أنيس الآن، لقد اتصلنا به أكثر من مرة و لم نتمكن من العثور عليه…

إن أنيس ـ حسب توضيح المخرج نفسه في جواب عن سؤال آخر طرحه أحد الحاضرين ـ يعيش في فرنسا،و لقد تعرفت عليه في مركز لإيواء المراهقين و الشباب من المهاجرين الموجودين في الشوارع قبل مشاركته معي في هذا العمل ، وهذا ينسجم مع دوره في الفيلم.
فيلم ريبارو أو الملجأ يختزل معاناة العديد من الناس الحالمين بالأمل ،كما يعري أيضا عن واقع ومعاناة المراهقين و المهاجرين السريين الذين ينتظرون كل الفرص للخروج من وطنهم المغرب بعدما ملوا من لعنة الانتظار ، وهو انتظار لحظة طلوع شمس المغرب الجميل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05