الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد حسنين هيكل وعصير ليمون صدام حسين

عادل الياسري
مؤرخ

(Adel Alyasiry)

2007 / 2 / 19
الصحافة والاعلام


لقد كانت أحد الركائز الثابتة للإعلام العربي لأزمة الخليج الثانية هو كشف المستور ؛ بالمقروء و المرئي . وقد ظهرت جريمة حلبجة في أغلب الدول العربية أو دول الضد ؛ ومن الطبيعي أن المواطن العربي ؛ لايعرف إي شيئ عنها ؛ لولا الفيلم الوثائقي ؛ والذي مر عليه ثلاثة سنوات ؛ ربما كان محفوظ في دوائر المخابرات العربية ؛ ومن المؤسف أن المخابرات العربية هي التي تشرف على الاعلام قبل وزارة الاعلام؛ وإن قسم الرقابةعنوان وزارات الاعلام و المدخل الرئيسي لها؛ وإعتقد إن هذا القسم هو أحد مصانع غياب الوعي للإنسان في العالم العربي . ولولا أزمة الخليج ماظهرت جريمة حلبجة ؛ ومما يثير الدهشة ؛ إن وسائل الاعلام العربي المقروء و المرئي ؛إنقادت أسيرة لجريمة حلبجة ؛ وكأنها لاول مرة تسمع بها ؛ ولكن في مساحة دول الضد ؛ ولم تصل الى جميع مساحة اليابسة لأهل الضاد .

وقد لفت إنتباهي في الاعلام العربي لازمة الخليج الثانية ؛عما كتب ـ بضم الكاف ـ من مقالات كثيرة وردودعديدة ؛ حول مقالة محمد حسنين هيكل ؛ والعجب كل العجب ؛ إن هيكل لم يكتب في جريدة عربية ؛ أو بلغة عربية . فكانت مقالة أثارت ضجة كبرى ؛ وأقام الكتّاب و الصحفيين الدنيا ؛ وأقعدوها ؛ في دول الضد ؛ بالرغم أن هيكل إستنكر عدوان صدام على الكويت بصراحة لالبس فيها و لاغموض ؛ ولكنه رأى الصراع أو الأزمة هي : [ بين اهل المدينة ؛ وزعماء القبائل ] . واعتقد ان الدوافع الحقيقة لاقلام أهل الخليج في ردودهم و كتاباتهم حول مقالة هيكل ؛ ضد مفهوم زعماء القبائل ؛ وربما كانت دوافع الكتّاب المصريين ؛ الانانية لمحركة لافكارهم قبل كل شيئ ؛ ولاسيما الفرصة التي نالها هيكل في عهد جمال عبد الناصر دون غيره ؛ والتي أسهمت في علو كعبه و نجوميته في العالم العربي . فلم تشعف له قصة عصير الليمون ؛التي كتبها أبو النجا ؛لتخفف من شحنات الغضب . كانت القصة تحكي عن العلاقة بين صدام حسين وهيكل منقطعة منذ عهد السادات يوم كان صدام نائبا لرئيس الجمهورية ؛ عند زيارته لمصر ؛ والحق إن القصة كانت ظريفة جدا ؛ وفحوها إن صدام حسين كان يحب عصير الليمون المغلي ؛ ويعتقد إنه يشفي القلب ؛ وإذا طلبت حاجة من صدام حسين ؛ فطلب عصير الليمون عند زيارتك له ؛ وترك الشاي وستحصل على غايتك بعد أن تشرب عصير الليمون ( انظرجريدة الوفد 30/8/1990 ) والجدير بالذكر هنا حينما كنت أزور شيخ المؤرخين العراقيين السيد عبد الرزاق الحسني /بغداد ؛كان أيضا يقدم الى ضيوفه عصير الليمون ـ الرارنج .
الحق إني لست راغبا بالدفاع عن هيكل ؛ وأرائه السياسية في أزمة الخليج الثانية ؛ ولكن ما أدهشني قوة وكثافة الفيتو ؛ التي ظهرت في كتابات المثقفين و المفكرين والصحفين ؛ مما تجعلني اقف متحيرا أمام الاعلام العربي وأتسائل : كيف يصبح مقال واحدا ليثير الضجة الكبرى؟ وهل كانت كلماته هي غاز الخردل ؛ وحروفه رائحة الغازات الخانقة و الوانها ؟

ولاريب إن مقالة هيكل هو حدث من صناعة وسائل الاعلام العربي .. ومن المؤسف حقا إن قوة الفيتو ؛ وعشرات المقالات ضد هيكل لوسخر جزء منها لجريمة حلبجة ؛ وغيرها من الجرائم السياسة في العراق ؛ لما إختفت الجريمة في العراق لسنوات طويلة .ولكني لاأستطيع أن افسر وحدة المثقفين و الكتّاب ؛ حول مقالة كتبت بلغة ليست عربية ؛ ولا بصحيفة عربية ؛ وجريمة لم تغتفر لم تحرك قلم ؛ تلك هي الطامة الكبرى في الاعلام العربي . لقد أردت من هيكل نموذجا ومثالا؛ حول المفكرين والكتاب والصحفين كيف يفكروا ؛ ومتى يردوا !؟
وخلاصة القول إن وسائل الاعلام العربي الرسمي ؛ بعيدة كل البعد عن هموم الانسان في أقسى محنته ..ويالها من محنة .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا