الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة و الحجاب..إشکالية النص المقدس

نزار جاف

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


قبل بضعة أيام، أثار سياسي هولندي موضوع القرآن و الجالية المسلمة في بلاده، وقد أصر على وجوب"تمزيق نصف القرآن"لکي يتسنى لهذه الجالية الضخمة بالاندماج في المجتمع الهولندي. وکما کان متوقعا، فقد جوبهت دعوة هذه السياسي الهولندي برد عنيف وصل الى حد تهديده بالموت کما صرح فيما بعد طالبا توفير الحماية له من قبل السلطات الهولندية.
السياسي الهولندي"کيرت فيلدرز"الذي تميز بنهجه"العرقي" المتطرف أساسا، قد عبر عن واقع باتت أوربا تخشى منه و تترقب من تداعياته المثيرة للقلق مستقبليا، وکما عبرت قبل أکثر من عام کاتبة إيطالية عن خوفها من إنتشار القيم الاسلامية في المجتمعات الغربية بتشبيه تکاثر المسلمين بتکاثر الفئران، فإن القلق و التوجس الاوربيين قابلان للإزدياد المستمر خصوصا وإن خطاب"العنف الدموي"الذي تنتهجه الحرکات الاصولية الاسلامية مازال يطغي على عقلية و ذهن الانسان الاوربي، وحتى بات الاوربي يرى في کل إنسان مسلم مشروع قنبلة"بشرية"موقوتة قابلة للإنفجار في أية لحظة.
الخطاب المتطرف للحرکات الاسلامية الاصولية وإن سعت بعض الدوائر و الجهات التي لها إرتباطات"سياسية ـ إقتصادية"وثيقة بالغرب على إنه خطاب لايمت للإسلام بصلة و إنه مجرد إجتهاد"في غير محله"لتلک الحرکات، لکن واقع الامر يؤکد أن تلک الحرکات تتبنى قلبا و قالبا الخطاب الحقيقي و الواقعي للإسلام، وليس بالامکان أبدا تکفير شخصيات مثل"أسامة بن لادن"و"أيمن الظواهري"و"أبو حمزة المهاجر"بالاستناد الى نصوص فقهية مستقاة من الکتاب و السنة، ذلک إنهم يمثلون روح و جوهر الاسلام کما هو و کما يجب أن ينبغي، وماعبر عنه ذلک السياسي الهولندي و تلک الکاتبة الإيطالية، هو جوهر الحقيقة و روحها التي باتت ترعب القارة العجوز بتداعياتها المستقبلية المرعبة. وإن التأکيد على أن هناک فاصلة و مساحة مابين الاسلام الحقيقي و الاسلام المتطرف کما تسعى إليه التيارات"السلطوية"و حتى الساسة الغربيون البراغماتيون، هو مجرد کذبة مفضوحة و ضحک على الذقون.
إن ما يبشر به أسامة بن لادن لادن، هو ذات ما بشر به نبي الاسلام ولايوجد أي فرق أو تعارض بينهما أبدا، بل إنني أجد نفسي محترما و موقرا للسيد بن لادن أکثر من أولئک الساسة و المفکرين المنافقين الذين يسعون دجلا لإيجاد فواصل وهمية مابين إسلام بن لادن و الاسلام الحقيقي"کما بشر به نبي الاسلام"، والحق ان الفرق الحقيقي هو الذي يکمن بين الاسلام الحقيقي و الاسلام السلطوي الذي تمثله حفنة من الانظمة الشمولية في المنطقة.
من هذا الرحم العقيم ومن هذا الجدل البيزنطي السرمدي، تکمن إشکالية موضوع"الحجاب"بالبنسبة للمرأة، والذي هو واحد من أهم المواضيع الحساسة و الخطيرة التي باتت تواجه العالم بعدما عانت المجتمعات الاسلامية منه الامرين طويلا. الحجاب الذي يصفه"الاسلاميون" بإنه يمثل"عفة و طهارة"الانثى، و يصرون على أن تحجب الانثى کفيل بإنقاذ المجتمع من الضياع"الذي تعاني منه حاليا المجتمعات الغربية".
الحجاب الاسلامي مرتبط و مرهون بمبدأ القوة کأساس حتمي لفرضه على الانثى، ومثلما أن هناک نصوص شرعية تمنح الرجل الحق بأن يهجر المرأة"جنسيا" و"يضربها"فإن هناک أيضا نصوص تمنحه الحق لفرض"الحجاب" عليها کي يضمن عدم ضياع و تمزق المجتمع، والحق أن ماينسب للخليفة العباسي"عبدالله المأمون" من شعر يقول فيه" إنما أمهات الناس أوعية"هو بحد ذاته واقع النظرة الحقيقية للانثى من خلال نصوص الدين الاسلامي ذاته. صحيح أن القوة قد تأتي في الکثير من الاحيان بنتائج مرضية بيد إنها تکون في حقيقة أمرها مجرد نتائج وقتية وليس بإمکانها أبدا أن تعالج المشکلة من أساسها.
ولاأود أن أطيل في موضوع قدتطرق إليه الکثيرون و أن أبدأ بتزويق الالفاظ و إيجاد المبررات"الو‌همية و الکاذبة"لنصوص شرعية صريحة و واضحة، وکلما أود أن أؤکد عليه هو أن الحاجة قد صارت ماسة الى إعادة النظر بالکثير من النصوص الشرعية التي تناقض ليس العلم و إنما حتى العقل و الوجدان الانساني ذاته، والغريب في الامر أن يبدأ المشوار من إشکالية المرأة و موضوع الحجاب ذاته، فهل من مستجيب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين