الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبل الكفيلة لبناء دولة ديمقراطية علمانية في العراق

وصفي السامرائي

2007 / 2 / 19
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق


قبل الخوض في هذا الموضوع لابد من الاشارة الى دور الممارسات الدكتاتورية للنظام السابق في تشويه هوية الانسان العراقي بسبب اضطراره لدفاع عن مصالحه الى الالتجاء للهويات الفرعية.
و لما قررت الادارة الامريكية شن الحرب على العراق بحجة تحريره من الدكتاتورية عملت على التنسيق مع معظم الاحزاب و الشخصيات المعارضة لنظام صدام في ما عرف يومها بمؤتمرات المعارضة و مما يلفت النظر ان هذه الادارة تعاملت مع هذه الاحزاب على ا ساس همياتها الفرعية لا على اساس انها احزاب عراقية .
وقد استمرات هذه الاحزاب هذا الامر للحصول على اكبر قدر ممكن من كعكة السلطة وان حسب بعضها على التيارات العلمانية.
وقد استمر هذا الحال الى يومنا هذا في ما يسمى بالعملية السياسية دون ان تنتبه لا الادارة المريكية و لا الاحزاب الى خطورة هذه السياسة على واقع العراق حاضرا ومستقبلا ,و ما نشهده اليوم من ماسي و الام الا نتاج هذا الامر.
وعليه فان تحقيق الهدف الاسمى و المتمثل في اقامة حكومة ديمقراطية لا قومية ولا دينية لابد من التخلص من المسببات التي اوصلت الشارع العراقي الى هذا المنزلق الخطير.
فلابد من خروج المحتل باسرع وقت ممكن كونه يتحمل الوزر الاكبر عما يجري نتيجة لممارساته اللا انسانية تجاه المواطنين مع اعطائه الشرعية لكل من يمارس العنف بحجة مقاومة المحتل و لمن يدعمه من دول الجوار الاقليمي لحماية مصالحها في البلد.
ولابد ان يقرن هذا الامر مع نسف العملية السياسية المشوهة من اساسها و كل ما نتج عنها كون ان معظم الاحزاب المشاركة فيها ذات توجه اسلاموي يرى في الديمقراطية الوسيلة الامثل للصعود الى السلطة لتحقيق اهدافها في بناء ولاية الفقيه او دولة الخلافة الاسلامية كل حسب مذهبه بعد ان تقصي كل القوى التي تخالفها الراي.
بينما الديمقراطية لا تقتصر على صناديق الاقتراع ,بل هي جملة ممارسات مثل احترام الراي و الراي الاخر و احترام حقوق الانسان التي اقرتها مواثيق حقوق الانسان كما تتطلب اعلام قوي بعيد عن كل اشكال الضغط ليمارس دوره الحقيقي في مراقبة الدولة.
كما ان هذه الاحزاب ترى في العلمانية ضربا من ضروب الكفر لمبدئها الاساسي ,فصل الدين عن السياسة مما يعني ذلك اقامة دولة الحادية بلا قيم,بينما الحقيقة عكس ذلك.والحقيقة الواضحة ان هذه الاحزاب هي المسؤلة عن الاستقطاب الطائفي المقيت بسبب توجهاتها المذهبية.
اما الاحزاب القومية فبادعائها الدفاع عن القوميات التي تنتسب اليها لابد ان يؤدي نشاطها الى حصول حالة من العداء القومي.
اما الركيزة الاهم لهذا المشروع فتتمثل في اقامة دولة لا قومية ولا دينية تتمتع باحترام كل بنات وابناء الشعب تعمل على سن دستور علماني و تهيء الاجواء لاجراء انتخابات حرة بعيدة عن كل اجواء الاكراهو باشراف دولي لضمان نزاهتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #