الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب وحماس وحتمية التوافق

أحمد زكارنه

2007 / 2 / 20
القضية الفلسطينية


الدعم السياسي الكبير الذي حظي به اتفاق مكة بين الاخوة الفرقاء "فتح وحماس" من المملكة العربية السعودية ومصر، إنما يشير لكل ذوي بصيرة إلى توجه كلا
البلدين الكبيرين في منطقة الشرق الاوسط نحو اتخاذ خطوات سياسية لازمة في الاتجاه الصحيح ربما للمرة الاولى منذ عقدين من الزمن لتحقيق عدة أهداف هامة على المستويين العربي والاسلامي أبرزها تحقيق استعادة دورهما المفقود في منطقتنا العربية بكل ما يحمل من تأثير سياسي على المستوى الاقليمي والدولي، وقطع الطريق أمام بعض القوى الاقليمية والدولية الكبيرة منها والصاعدة التي ذهبت تعبث بأمن واستقرار هذه البقعة من العالم على خلفيات، منها الايديولوجي والطائفي والعقائدي جراء حالة الفراغ السياسي الناشئ منذ حرب الخليج الثانية عام 1990م.
وفي المقابل استطاع تيار " الإسلام السياسي" – حركة الإخوان المسلمين ـ متمثلة في نسختها الفلسطينية حركة حماس إثبات قدرته على إحداث تغيرات جوهرية في تعاطيه السياسي والفكري تُأهلهُ لأخذ مكانه الطبيعي ضمن المنظومة السياسية الاقليمية في رسالة موجة للأسرة الدولية.
لكن السؤال الأكثر عمقا يتمحور حول ماهية الخطوات المقبلة لاعادة تأهيل الوضع العربي بما يتناسب مع المستجدات الاقليمية والدولية؟.. حيث يرى الكثيرون من متابعي الشأن العربي ضرورة تضاعف جهود الدولتين الكبيرتين "مصر والسعودية" للوصول إلى عدة أهداف بعينها أهمها:-
1. إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق وإعادته لأصحابه الأصليين يقررون فيه ما يرونه صالحا لهم.
2. لعب دوراً مماثلا للدور الناجح في مكة لوقف التدهوراللبناني وجذب سوريا إالى المحيط العربي عوضا عن تركها فريسة للضغوط الإيرانية من جهة والأمريكية من جهة اخرى.
3. تفعيل الحراك السياسي على مستوى الدول الأوروبية أولا والمجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية ثانيا لتسويق اتفاق مكة محملا بأحقية حركة حماس في لعب دورها الوطني في النظام السياسي الفلسطيني لتحريك عملية سلام عادلة وشاملة بين الفلسطينيين والعرب من جهة والإسرائيليين من جهة اخرى على قاعدة مبادرة السلام العربية المطروحة في قمة بيروت عام 2002م.
4. تغيير اسلوب التعامل مع حركات التيار الإسلامي المتصاعد لدمجه مع النظام السياسي بطريقة ايجابية مغايرة لما هو قائم اليوم في النظام العربي خاصة أن حركاته قد أبدت مرونة كبيرة في الآونة الأخيرة للتعاطي مع المحيط الإقليمي والدولي بشيء مما يسمه النظام العربي بـ "الواقعية".
5. التملص من الضغوط الأمريكية لصالح المشاريع القومية عبر دعم قنوات الإتصال مع قوى دولية آخرى أهمها الأتحاد الأوروبي وروسيا والصين، وفتح آفاق تبادل ثقافي واقتصادي معها.
6. تفعيل العلاقات العربية التركية لجذب الأخيرة للعب الدور المنوط بها كدولة إسلامية على الصعيدين العربي والإسلامي خاصة وانها بحاجة ماسة لدعم موقفها الدولي في اطار سعيها الدؤوب لحجز مقعد في الإتحاد الاوروبي.
7. قطع الطريق أمام التدخل الأمريكي السافر في كل من افريقيا وبلاد فارس "إيران" عبر توجه مصر لوضع حلول ناجعة للمشاكل السودانية والصومالية، وتدخل السعودية لدى مجلس دول التعاون الخليجي لصياغة آفاق جديدة مع إيران تحفظ بموجبه دول الخليج أمنها لقاء تعهدها عدم السماح لمهاجمة إيران إنطلاقا من أراضيها.
إن تفحصنا النظر في تلك المحاور وخاصة المتعلقة منها بالتيار الأسلامي نرى أنه لازما على هذا التيار أن يأخذ بدوره زمام المبادرة للمضي قدوما في إحداث المزيد من التغيرات الفكرية والمنهجية لفتح بوابات الشرق كنافذة أساس للإندماج مع النظام الدولي في طريق تخلصه من ضغوط بعض قوى الإقليم لصالح اهداف لا تعنيه بالدرجة الأولى.
من هنا ننتظر قادم الأيام لتطلعنا إن كان العرب سينظرون بكافة مشاربهم الإيديولوجية والعقائدية إلى تناقضاتهم الفكرية والسياسية وحلها ليشرعوا الابواب أمام غد أفضل لإعادة الأعتبار لتاريخنا الثقافي والحضاري العربي والإسلامي بعد ما شابهما من شبوهات مغلوطة عيشية أحداث الحادي عشر من سبتمبر ؟؟. أم سننتظر عدة سنوات قادمة حتى يستطيع العرب قراءة وضعنا العربي المتأزم قراءة صحيحة تُلملم جراحه؟؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط