الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستراتيجية الأمريكية - الثمن الباهض

عباس النوري

2007 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الهدف الأمريكي من احتلال العراق...

تحول سريع من تحرير إلى احتلال.

مرت أربعة سنوات جحاف وهل ستكمل لسبعة، أم أن هناك بصيصٌ من أمل يرتقب إليه الشعب العراقي المظلوم. تاريخ أمريكا وتدخلها في الدول الأوروبية وحتى بعض من الدول الاسيوية ساهمة في تحرير تلك البلدان وقدمت الكثير في مجال الأعمار والتطور. ألمانيا، فرنسا، اليابان وغيرها من دول. هي كانت مستعمرة من قبل بريطانيا، لكنها تحررت وتقدمت وأصبحت اليوم القوى العظمى الوحيدة.

في العراق، أربعة أعوام تتزايد قتلى العراقيين، والمجرمون من كل حدبٍ وصوب. والدوافع كثيرة. دول الجوار تتدخل، وهذا ليس جديداً، فالعراق حكم من قبل العثمانيين، والأمبروطورية الفارسية، ومن قبل سوريا. وكان للدول الأوروبية حصة كبيرة في الأستعمار وتقسيم بلاد الرافيدين لدول صغيرة. وجاء دور الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا تتناقض الآراء حول هدف أو أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في احتلالها للعراق. من يقول الاطاحة بـ (صدام) ومنهم من ينوه بداية لستراتيجية أمريكية حول شرق أوسط جديد...وآخرين يضعون السبب في دعم السلام الاسرائيلي الفلسطيني. ورفعت أمريكا شعار محاربة الارهاب العالمي...ووضعت في القائمة السوداء دول يخصنا ويؤثر في واقع العراقيين دولتين هما ايران وسوريا.

أنا أتفق مع الذين يقولون بأن للولايات المتحدة الأمريكية ستراتيجية بعيدة المدى لها علاقة بعامل اقتصادي بحت، لكنني أرى بأن لتلك الستراتيجية أهداف قريبة المدى يجب عليها تحقيقها لكي تتمكن من الوصول للهدف النهائي... وهنا أضع ثلاثة نقاط رئيسية:

* ديمقرطة المنطقة – والمراد من هذا الهدف المرحلي هو تغيير الرأي العام العربي من عدائي لأمريكا ونظامه إلى رأي عام مؤيد للحلم الأمريكي، أو أن العملية المقصود بها ترويض الشعب العربي والاسلامي لتغيير الأفكار السلبية ومواقفها من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بطريقتين متقابلتين ومتناقضتين – وذلك بإستخدام الجزر والعصى. ولابد أن هذه الفكرة ناتجة عن دراسة للنفسية العربية بشكل عام. فالقوة تأتي تارة مباشرة من خلال الجيوش الأمريكية، ومرة أخرى من التيارات التي تنجر للمصيدة الأمريكية دون شعور منها بذلك. أما الجزر فلا يعطى لكائن من كان إلا للذي يثبت الولاء ومن خلال سياسة ينتهجها، أو موقف مؤثر يعطي ثماره. وهذا الأمر بدى واضحاً في العراق. أما ما تستخدمه من وسائل الاعلام المكثف وبكوادر عراقية وعربية تدفع عجلة القبول بالتطبع الأمريكي أمراً بات واضح.

* التوصل لحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية. هذا الموضوع قد أخذ وقتاً طويلاً ومبالغ طائلة، وما كان الضغط الدولي على التيارات الإسلامية الرابحة في الانتخابات الفللسطينية وارضاخها للقبول بالحل الأمريكي الاسرائيلي. من خلال اجتماع مكة المكرمة.

* من خلال تأمين الهدفين أعلاه يأتي الهدف الاقتصادي. ولهذا الأمر أهمية كبيرة ليس فقط لأمريكا بل لجميع الدول الصناعية السبعة. مما تكونه منطقة الشرق الأوسط من منطقة استهلاكية (عدى دولة واحدة) وكثرة الموارد الطبيعية والبشرية (ايدي عاملة رخيصة)، يجعل الرأي القائل بالفائدة الاقتصادية هدفاً رئيسياً، وخصوصا أصبح الصراع العالمي والتسابق اقتصادي ليس إلا.

لكن كل هذه الأهداف والستراتيجيات هل هي في صالح الإنسان العراقي أم لا؟
وما هي المعوقات التي تقف بوجه إنجاح الخطط الأمريكية ؟

أحاول تقسيمها لأمرين مهمين:

1- التطرف الإسلامي: وهذه النقطة لها مدلولان.

أ – التطرف الإسلامي (التكفيري المسلح)
ب- التطرف الإسلامي ( العقائدي)

2- الدول التي مازالت تعمل ضمن خندق (الايدلوجيات اليسارية) وإن كانت تنتمي للدول التي تساند أمريكا في محاربتها للارهاب. وهنا أيضاً أقسمها لأمرين:

أ – المنظمات المعادية للعولمة
ب – المنظمات المعادية للنظام الدولي ذو القطب الواحد.

وفي النهاية... أن الولايات المتحدة اخفقت في العراق خلال السنوات الاربعة الماضية بسبب قصورها في أمور كثيرة وأهمها أن عملية التغيير لم يرافقها الاعمار الحقيقي وتغيير الوضع المعاشي والصحي للشعب العراقي. فبأي شيء يتفق الشعب العراقي مع أمريكا، وكيف يقبل بديمقراطية جديدة لم تعطي ثمار، بل كل أنواع الخراب والقتل والتهجير والعوز بكل أنواعه.


عباس النوري
سياسي مستقل/ ناشط في المجتمع المدني
‏19‏ شباط‏ 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد