الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويل للمالكي، اخفاق خطة أمن بغداد !

ثامر قلو

2007 / 2 / 20
الصحافة والاعلام


حديث الساعة لدى العراقيين هذه الآيام ، يدور حول خطة أمن بغداد ، فمن بينهم لا تزال فئات تراهن على الخطابات والشعارات الرنانة التي يطلقها المالكي ومعه رؤوس الحكومة الآخرين حول سحق الارهابيين وفرض القانون وغيره من الكلام المعسول ، وآخرون لما يزالون يراهنون على قدرة الدبابات الامريكية على فرض ما عجزت عنه أبان السنوات الاربع العجاف من احتلالهم للبلاد والعباد، ويزيدون في الرهان والتوكد منه استقدام عشرون الف من الجندرمة الامريكية ، وآخرهم، وقد يشكل هؤلاء الاغلبية من العراقيين الذين فطنوا للنوايا المعلنة والمضمرة، سواء من قبل رجال الحكومة وما أكثرهم ، أو من قبل قوات الاحتلال ، ولايمكن لهم تحمل المزيد من اللدغات في الجحر ذاته ، فما زال صدى المصالحات الوطنية والتوافقات العشيرية وخطط حفر الخنادق الاستراتيجية حول بغداد يرن في آذانهم ، وعندهم ، لا يتعدى طنين هذه الخطة ، ما حملته للعراقيين مأثر الخطط الامنية الاخرى .

وقبل المباشرة بخطة أمن بغداد ، كان يقتضي من الحكومة ، غمط اللثام عن الاهداف الكامنة للخطة الجديدة ، فلا يكفي مثلا اطلاق التصريحات الرنانة من قبيل أن الخطة تهدف القضاء على الارهابيين وفرض القانون ، فقد كان على الحكومة أن تعلن للرأي العام العراقي تعريفا للارهابيين والخارجين عن القانون ، فمثلا بان الارهابي هو كل من يتعدى على حقوق الاخرين ، فهم الذين يفجرون أنفسهم كالبهائم ، في جموع المواطنين في الساحات العامة ، أو يزرعون المتفجرات في الطرقات ويتعرضون لرجال الشرطة الوطنيين ، وغيرهم من الارهابيين الذين يلبسون زي الشرطة ولعلهم عناصر من الشرطة الرسمية للحكومة الموقرة ، ويوقفون الناس في الشوارع ، ويخطفونهم ويقتلونهم على الهوية ، ويشمل الارهابي أولئك الذين يفرضون طقوسهم المتخلفة في الشوارع والمدارس والجامعات ، وخصوصا على النساء والفتيات والطالبات ، فهؤلاء كلهم ارهابيون ، يتوجب محاسبتهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل ، وان تعذر تحقيق هذا الامر في هذه الآوان ، على الحكومة تذكيرهم من العقاب الذي ينتظرهم عاجلا أم آجلا .
لم يعد مهما ، التذكير بالنوايا الطيبة للمالكي ، فقد مثلت الفترة التي حكم فيها البلاد ، فترة شؤم وانحطاط ، مما يعني أن الرجل فرط بحسن ظن الكثير من العراقيين بهذه الطيبة ومردها في التراب ، لذلك ان كان حقا حريصا على مستقبله السياسي ودوره الوطني ، على المالكي الترفع عن الامور الصغيرة التي يعلم هو قبل غيره انها العوائق المكبلة لانطلاقة العراق الديمقراطي الجديد ، والامور الصغيرة تلك ، لعلها صغيرة وتافهة لدى الاغلبية من العراقيين ، لكنها الطريق والحياة لفئة قليلة تعتاش منها لبقاءهم في مواقعهم الجديدة .
من لايعلم فهو مخطئ ، بأن المالكي مكبل بالاتفاقيات الداخلية ، الحزبية والائتلافية والعشائرية والمرجعية ، لكن التحرر منها واعلان الاخلاص للشعب والوطن هو السبيل لانقاذ ماء الوجه ، وهو السبيل لانهاء معاناة العراقيين ، وعندما يخطوا الخطوات الاولى بهذا الاتجاه ، لن يحتاج ساعتها الى المزيد من قوات الاحتلال ولا المزيد من الخطط الامنية ، لان الشعب العراقي كله سوف يكون عونا وسندا له .
ومن لا يعلم فهو أيضا مخطئ ، بان انطلاقة المالكي ،، العراقية ،، سوف تلقي به في اتون نار افقها العراق الموحد الجديد ، أو الغطس عميقا في ذات البئر الطائفية التي لن تشفع له البقاء هذه المرة متربعا على رئاسة الحكومة ، فهناك يقف عنتران يعلنان جهارا ، جاهزيتهم لاعتلاء مكانة المالكي ، وهما معروفان للاوساط العراقية .

لا أدري ان كان المالكي يستحق منحه فرصة أخرى ، مع انه العلاج بالصدمة لا يحلحل مأزق العراق الذي يتطلب معالجات عميقة لمؤسساته الدستورية والحكومية ، تتجاوز هذه المعالجات الوقتية العقيمة ، لكن الزمن لم يعد له حساب الذهب للعراقيين فقد اعتادوا على رؤية تفحم العشرات من الجثث ، ومقتل واختطاف المئات يوميا دون أن يرف لعيون رجال الحكومة جفن، غير أننا مرغمين سوف ننتظر نتائج خطة بوش والمالكي لفرض الامن والقانون كما يحلو لهما البوح به في بغداد عسى ولعلى ، بالرغم من أن اليقين بالفشل والاخفاق سيصيبها كما عشرات الخطط والمصالحات الاخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث