الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام ادريكة(سيبرينتشا) الصحراء وأخواتها ..جريمة حرب قذرة.. يلفها النسيان.

السالك مفتاح

2007 / 2 / 21
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


يوم ال 18 فبراير من سنة 1976، يشكل واحدا من الذكريات الاليمة والصفحات السوداء القاتمة في تاريخ المغرب "الحديث " في الصحراء الغربية .. فلاتزال الذاكرة الصحراوية حبلى بتفاصيله التي تحكيها بصمات من نجى من جحيم القصف بالنابالم والفسفور الذي امطر به الصحراويون في ظل تعتيم إعلامي وسط تآمر دولي وحرب توسعية ضمن اجندة الحرب الباردة ..!!
في ذلك اليوم من الشتاء القارس ، تعرضت ثلاث مخيمات تأوي الصحراويين الفارين بجلودهم من بطش الاحتلال(القادمين من منطق الدالخة، العركوب، تشلة وغيرها) لقصف دام ثلاثة ايام وخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى بين المخيمات الصحراوية التي كانت تأوي ازيد من 25 الف في معظمهم من النساء والشيوخ والاطفال..!! (انظر عدد جريدة الصحراء الحرة مارس 1976..)
ضحايا حرب الابادة هذه لاتزال شواهدها تملا سمع الزمن.. يحكيها الرجال والنساء الذين تعرضوا في ريعان في العمر لذلك الفعل الهمجي ..!! ليظل هكذا وصمة عار في جبين الغزاة.. يلاحق أطروحتهم.. يطمر مراميهم التوسعية في الصحراء الغربية ..!! انها جريمة حرب قذرة لم تجد الادانة وافلت مجرموها من العقاب الاصغر كان عنها الضمير العالمي في غفلة ..!!
وقبل ام ادركية تعرضت تجمعت الصحراويين (الفارين من الاجتياح المغربي في الشمال) في القلتة، امكالا والتفاريتي ، لقصف مماثل من الطيران المغربي الذي امطر الالاف المؤلفة ، بوابل من القذائف من النابالم والفسفور الابيض ..!!
جريمة قصف مخيمات ام ادريكة(وادي السبطي، لفكح، وادي ام ادريكة) والتفارتي وامكالا والقلتة، تعادل جرائم سيبرينتشة في كوسوفو في التسعينيات وغيرها من الجرائم التي تطارد اليوم العدالة الدولية مجرميها .. لكن التعتيم وحده تحالف مع الجناة في التستر على الجريمة التي وقعت في جنح الظلام ..!!
شهادت من عايشوا الحدث :
تروي السيدة الصحراوية ، مغلي حسنة التي عملت بالمخيم كممرضة في حديث لجريدة "الصحراء الحرة" :"يومين بعد قصف بلدة القلتة (قرب ام ادريكة) وفي حدود الساعة الحادية عشر من صباح يوم ال 18 فبراير 1976، حلقت اربع طائرات مقنبلة فوق سماء المخيمات ودارت مرات قبل ان تشرع مباشرة في صب النار والحديد على رؤسنا مستهدفة التجمعات البشرية الثلاث الرئيسة في البلدة .."
وكشفت الممرضة الصحراوية ان "القصف كان شديدا " وتبرز وهي التي لاتزال تعيش بمخيمات اللاجئيين الصحراويين قرب تندوف كيف فرض ذلك الفعل عليهم الفرار نحو الحدود مع الجزائر(بداية الاجتياح - نهاية 75 - بداية 76) :" ان القصف كان شديدا ووحشيا لاسيما في مخيم السبطي بالقطاع الجنوبي. وتفيد أ نهم تلقوا التعليمات باللجوء للمرتفعات والاختفاء خلف السواتر، لتجنب مزيدا من الخسائر البشرية (...) بقيت مع مجموعة الصحة في عين المكان اسعف الضحايا والمغمي عليهم .. لن انسى ذلك المشهد المريع عندما سقطت قنبلة على مجموعة من الرجال كانوا يختبئون تحت شجرة فاشتعلت عليهم واستشهدوا جميعهم" وتذكر من بيهم لقليب ولد احمد زين، احمد حاتم واخرين .وتصف اجواء الاغارة قائلة : "حدث ذلك عندما كنت متجهة الى المجموعة رفقة احد المسؤولين بالمخيم الذي كانت له ادارة(يشرف عليها المحفوظ اعلي بيبا، مولود ديدي، الخليل سيد امحمد، عوبيد لوشاعة،العجمي يحظيه، محمد المقب ب الكرطون): " لقد تفأجأنا بطائرة محلقة عن قرب لترمي قنبلتها على المجموعة المذكورة ولم يعد يفصلنا واياهم سوى امتار .." لقد احدث القصف الرعب والخوف وأشاع جوا من الارتباك في النفوس : حيث تفرق الناس في كل الاتجاهات فرارا من الجحيم والغضب واحتموا بالمخابئ والمغارات في كل الاجراف بالمرتفعات القريبة وتحت الاشجار ومنهم من تاه فاقد الوعي دون ان يدرك ، او يعرف في أي اتجاه يسير..اذ حيثما وليت وجهك تقابلك النيران والدماء والدمار.."
"ثم واصلت الطائرات القصف لمدة ما بين الساعتين او ساعة ونصف على اقل تقدير" تذكر الممرضة الصحراوية في شهادتها ( انظر الصحراء الحرة عدد سنة 1998). هنا كان للمقاتلين دور متميز في ااغاثة المرضي واسعافهم وفي ترتيتب شؤون المخيمات واعادة تنظيم السكان عبر تباعد تواجدها بعضها عن الاخر ..
وفي الرابعة مساء عادت الطائرات ادراجها وقصفت المخيمات مجددا ، واستهدفت هذه المرة مواقع جديدة .. وتقول ان شظايا تلك القنابل بقيت هناك حتى انها هي رفقة احد القائمين معها على التمريض لم يستطيعا نقل واحدة من مكانها. وقد قيل لهم من طرف احد المختصين انها اقطعة من قنابل " النابالم "..
وتتذكر الممرضة ساعات من الليل من الخوف والهلع الذي دب في وسط تلك الجموع التي عاشت لحظات، بل ايام من الرعب نتيجة القصف وانتظار الاسوأ من سماء تمطر الخوف .
" وفي اليوم الموالي، ظهر شبح الموت في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، اذ حلقت الطائرات المقنبلة الأربعة وركزت هذه المرة على الاماكن التي لم تبلغه في المرات السابقة . ولم يتوقف القصف الا في حدود الساعة ال 12من بعد الزوال، لكنه تواصل في حدود الرابعة مساء . وتحولت ام ادريكة الى اشباح تلفها النيرات والخراب في لحظات معدودة .
وتواصل مسلسل القنبلة والترهيب طيلة ثلاثة ايام متتالية .."
وعن كيف بدأت الرحلة الشاقة من ام ادريكة الى المخيمات التي تشكلت لاحقا تقول الممرضة : "اعطيت التعليمات لكل من يملك سيارة او وسيلة نقل ان يشرع في نقل الناس والمساهمة في اخراجهم من موقع المذبحة.. وكانت وحدات جيش التحرير قد شرعت في ذلك منذ الساعات الاولى للقصف حيث نظمت دوريات بدأت بنقل الجرحى (...) كانت الدرية تقضي 15يوما بين الذهاب والاياب ..
وعادت الممرضة مع اخر رحلة ولم يبق وراءها الا الفوج الاخير الذي قالت انه وقع في الاسر .. وتفيد انهم تعرضوا للقصف اثناء الطريق وقد قضوا 15 يوما في المسير وكانوا يتنقلون بين تحت النيران والقصف وقد استخدموا جميع الطرق والاساليب لمنارة وتضليل وسائل استطلاع العدو.
وتلاحظ في شهادتها " ان اكثر ضحايا قصف ام ادريكة سجلت في مخيم السبطي .. من بين الضحايا الشائعة منت احمد زين التي سقطت امام عيوني حيث هرعت ساعة القصف للاستنجاد باحد الرجال ، لكن القنبلة اختطفتها قبل ان نصلها لنجدها جثة بلا رأس ."
" الايام التي تلت قصف ام ادريكة لم تكن هادئة ، بل ظلت طائرات الجيش المغربي الاستطلاعية تحوم من حين لاخر وتقوم بدوريات من حين لاخر لتتاكد من ان القصف قد حقق هدفه وان ام ادريكة كبلدة لم تعد تحسب على الاحياء بل في عداد الاموات وتاريخ الفناء .. بعد ان تحققوا انها لم تعد فيها حياة عادت طائراتهم تحق على مستويات منخفضة ..
وتعلق الممرضة قائلة " كان قتل ام ادريكة قد ترك اثار بالغة ، لم تسلم من اثاره الكثير من العائلات الصحراوية ، بل بعضها فرت لكنها تركت اجزاء من اجسامها، هناك بين تربة في ام ادريكة ..البلدة الشهيدة " كما وصفتها الصحيفة .
هذا وتعرضت ام ادريكة لقصف متولي ايام ال 18، 19 ، 20 فبراير 1976.. وقبل ذلك تعرضت التجمعات الصحراوية في التفاريتي، امكالا، القلتة، للقصف .. حيث النازحون من المدن(اجديرية،الفرسية، السمارة..) يمتركزون في المخيمات، بعد تعرض المنطقة للاجتياح في ذلك الخريف ..تدفقت الجموع باعداد هائلة نحو الحدود الصجراوية- الجزائرية، وهي بداية تشكل مخيمات اللاجئيين الصحراويين قرب مدينة تندوف الجزائرية التي يحاول الان المغرب ان يشن عليهم حرب تجويع جديدة في سياق استمرار ذات اللعبة ، ضمن تنفيذ حرب المغالطة القديمة الجديدة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟