الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!

تقي الوزان

2007 / 2 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المرارات التي تركها فشل الحكومات العراقية منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن , خلق حالة من عدم الثقة لكل من يعمل في الاحزاب السياسية العراقية , وادانة لكل من يعمل في السلطة . ولاشك ان لسلطات الأحتلال يد في ذلك , الا ان المساحة التي منحت من هذه السلطات الى مجموع المكونات السياسية العراقية ليست بالمساحة الصغيرة , ولكنها أستنفذت بالأنزلاق نحو الطائفية والقومية , لتتوج بالمحاصصة التي تحولت الى اقطاعيات حزبية تتقاتل لتوسيع نفوذها وسيطرتها .
ان الذي اجج الصراع اكثر ليس تفجير الحرمين الشريفين في سامراء فقط , كما يحلو للبعض ترديده , والذي تم تحديده منذ البداية بأنه يهدف الى جعل الصراع سني شيعي ليورط ويلف اكبر عدد من الناس تحت مظلته . وأصدر آية الله العظمى السيد علي السيستاني وكل الطيبين توضيحات وبيانات لأفشال هذا المسعى , وتدعو العراقيين الى عدم الانجرار وراءه . الا ان المشاركين في السلطة والمستفيدين من هذا التأجيج عبّدو طريق الاستمرار في هذا الصراع . وكأنهم اتفقوا مع القتلة من البعثيين وحثالات التكفيريين من السنة على ان يوصلوا العراق الى ماوصل اليه .
وكان ابرز هذه المحطات التأجيجية وزارة الداخلية التي ادارها السيد بيان جبر , وبمباركة الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق . حيث تم تطعيم قوات وزارة الداخلية بالكثير من القتلة والمجرمين والباحثين عن السلطة والمال من اعضاء المليشيات الشيعية , وفي بعض الاحيان صودرت وحدات كاملة لصالح هذه المجاميع . كل هذا مفهوم , والغير مفهوم الانجرار وراء ارتكاب جرائم تعادل في بشاعتها جرائم " البعثيين" , وهل هذا في صالح اي طرف وطني عراقي ناضل ضد النظام المقبور لعقود طويلة , ودفع ثمن ذلك آلاف الشهداء .
ومن ناحية أخرى لابد ان يكون الثمن غالياً من المآسي والدماء لغرض تثبيت الأنتصار على بقايا النظام المقبور , وتثبيت اسس التجربة الديمقراطية الجديدة . ورغم كل السلبيات التي رافقتها , وجعلت منها مسيرة متعثرة , وربما ستسقط في أحدى عثراتها الكبيرة . ولكنها تبقى الأفضل من الأنقلاب عليها والعودة لأغتصاب السلطة عن طريق الانقلابات , او التعيينات من قبل سلطات الأحتلال والمجئ بحكومة " انقاذ وطني " على المقاسات الامريكية فقط كما يطمح البعض .
ومن المعلوم ان انفلات وحل العقد المذهبية والقومية هو الذي طغى على التوجهات الشعبية , واعاق وجهتها الوطنية . وبتوجيه من بعض القيادات السياسية جنحت نحو الطائفية والتعصب القومي , ليتم الاصرارمن قبل الذين رفعتهم هذه الموجات على اجراء الانتخابات وكتابة الدستور بأسرع وقت, قبل تلاشي الموج . فجاء ميزان القوى في البرلمان بهذا الشكل الكسيح , والدستور بهذا التشوه . ومن الاجدى ان يستمر الصراع السياسي السلمي من داخل الحدود الديمقرطية والدستورية - رغم تشوهها - لتعديل ميزان القوى في البرلمان , وتعديل المواد الدستورية مثار الخلاف . لابطرق انقلابية تلغي مرحلة التأسيس لفترة جديدة لايعرف احد طولها , وكم من الدماء سترويها مرة أخرى .
ومن المعروف ان التفاهم بين العلمانيين اسهل من التفاهم مع الاسلاميين , ولكن ليس كل العلمانيين يتفقون على اولوية المشروع الوطني قبل اي شئ آخر, وليس كل الاسلاميين طائفيين . والتوجه لاصطفافات جديدة تضع مصلحة العراق فوق الطائفية والقومية والمصالح الشخصية هو الطريق الذي يجب ان يسلك . لاعن طريق الايحاء بالفشل مقدماً للخطة الامنية الجديدة وهي في بدايتها , مثلما صرح به الاستاذ عزت الشابندر النائب عن القائمة العراقية المنشور في موقع "الناس" يوم 20070217 من "ان الدكتور اياد علاوي يؤمن بالتحضير لمرحلة سياسية جديدة قادمة فيما لو فشلت الخطة الامنية بأجتثاث الارهاب وعودة العراق الى وضعه, وان علاوي اجتمع مع مسؤولين في السفارة الامريكية , ويدعو القادة السياسيين الى الا يفاجأوا والايعيشوا فراغاً سياسياً , وانه يحضر للمرحلة القادمة سواء كانت انتصاراً على الارهاب وهذا ما نتمناه او تراجعاً في هذه الخطة الامنية " . واذا كان انتصاراً على الارهاب " كما تتمناه " فعلام هذا الاصرار على " حكومة الانقاذ "؟! هل يشجع هذا التصريح العراقيين على التعاون مع الاجهزة الامنية في القضاء على الارهاب كما تؤكد الاخبار على تعاون اغلبهم , ام محاولة احباطهم على امل ظهور "علاوي المنتظر" الذي سيحل كل شئ .
ان مفتاح حل الازمة العراقية بيد العراقيين انفسهم , رغم المساحة المحددة لهم من قبل سلطات الاحتلال. والامريكان حريصون على نجاح تجربتهم في العراق دون الالتجاء الى طرق أخرى تفقدهم مصداقيتهم , وتضعهم تحت مجهر الاتهامات مثل اقامة حكومة " انقاذ وطني " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب