الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطبيع)) المناهج التربوية في الدول العربية

بلال العقايلة

2007 / 2 / 22
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الهجمة الشرسة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية وتقف خلفها اصابع صهيونية خفية استهدفت المناهج التربوية في معظم الدول العربية ، ومن بينها الاردن التي ابتدأت فيها التغييرات على المناهج التربوية منذ معاهدة وادي عربة التي وقعتها الحكومة الاردنية مع دولة العدو الصهيوني في تشرين الثاني 1994 .

فمنذ ذلك الحين بدت الاستجابة سريعة وفعّالة من جانب الحكومة الاردنية التي عملت على اجراء تعديلات على المناهج تارة وتغييرها تارة اخرى ، حتى انه وفي غضون اقل من عقد من الزمان اصبحت مناهجنا عرضة للتعديلات و التغييرات لمرات و مرات ، أحرقت خلالها ملايين النسخ من الكتب المتلفة و التي كبدّت خزينة الدولة مئات الملايين من الدولارات .

وتوالى هذا التغيير تدريجياً ما بعد عملية السلام حتى ادهش العالم اجمع بأحداث ايلول 2001 م ، مما ادخل العالم في مرحلة تاريخية جديدة فرضت امريكا خلالها على العالم العربي و الاسلامي جملة من الاستحقاقات الجديدة ، بدأت بالحرب على افغانستان ومن ثم العراق ، وغدت خلالها الازمات في الشرق الاوسط مفتوحة على كل الاحتمالات .

ونتيجة لتلك الاحداث فقد بدأت الدعوات الامريكية وبشكل مباشر تطالب بتغيير المناهج العربية وتم تنفيذ الارادة الصهيوامريكية عندما طالب الرئيس بوش صراحة بتغيير المناهج وتبعه مشروع وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول الرامي إلى الشراكة مع الشرق الاوسط ، وتم ربط المساعدات التنموية و الاقتصادية بضرورة احداث اصلاحات ديموغرافية و اجتماعية تستند إلى ترسيخ ثقافة الشورى و الديمقراطية من خلال الانظمة التعليمية و التربوية في العالم العربي .

وهنا نقف على بعض جوانب التغيير التي طالت مناهج التربية و التعليم في الاردن . . . فمنذ ان ابرمت معاهدة السلام مع الجانب الاسرائيلي و إلى يومنا هذا ، تم تغييب الكثير من النصوص الدينية و الادبية عن المناهج التعليمية ، فحذف الكثير من النصوص الادبية و الوطنية التي كانت بمثابة البوصلة التي يهتدي بهاالنشء وترسخ لديه قيم الاصالة التي تحفزه لبلوغ المجد ، وتبعث فيه الروح المعنوية و تغذي لديه النزعة الدينية و الوطنية .

فمن أدب الاطفال الذي صاغه شاعر الطفل الفلسطيني (( سليمان العيسى )) وتناقلته بالتوارث اجيال و اجيال وهم يرددون :

وجوه غريبة بأرضي السليبة
تبيع ثماري وتحتل داري

هكذا تجلت المرارة في وصف الشاعر لبشاعة المحتل كيف يستبيح الارض و الديار و الثمار ، و مضى يذكر الجيل بأن ثمة موعداً للعودة و الرجوع إلى دفء المكان و طيب المقام ، وهو يردد ..

و اعرف دربي ويرجع شعبي
إلى بيت جدّي إلى دفء مهدي



وهذا هو الشاعر هارون هاشم رشيد الذي بقي شعره حاضراً في مناهجنا لعقود و عقود ، ثم لم يلبث ان غادرها دون رجعة ، بعد ان حمل المنهاج في ثناياه تلك الابيات التي يتجلى فيها الحنين للارض و الوطن و الاصرار على العودة رغم الشقاء و قسوة الزمن فيقول :

سنعود يا اختاه للوطن
رغم الشقاء وقسوة الزمن
رغم الليالي العابثات بنا
و الجوع و التشريد و المحن
حقاً لقد هبّت علينا رياح التغيير من كل مكان حاملة معها معاول الهدم و التخريب و الدمار ، بعد ان افرغت تلك التغيرات المناهج من مضمونه وأجهزت على ما تبقى من عبارات العزّ و الشموخ عندما صادرت حق النشء في معرفة الحقيقة للحؤول دون تمسكه بحق العودة ليتناغم ذلك مع توجهات الاعداء الرامية إلى فقدان البوصلة لدى هذا الجيل وضياع الهوية العروبية للشعوب العربية التي طالما تغنت بالوطن وشرعت تغني لفلسطين .

لكن هذا النشء لا ولن ينصهر امام هذه التقلبات و التغيرات وسيظل ينقش في ذاكرته ابيات الجواهري التي هي الاخرى ودّعت مدارسنا ومناهجنا بالامس القريب ، وعندها سنجد الكل يهتف ضد الاحتلال ويغني للحرية :

فاضت جروح فلسطين مذكرة
... جرحاً بأندلس للآن ما التأما
يا أمة لخصوم ضدها احتكمت
كيف ارتضيت خصيماً ظالماً حكما
بالمدفع استشهدي إن كنت ناطقة
أو رمت ان تسمعي من يشتكي الصمما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقاب محمود ماهر القاسي لجلال عمارة بعد خسارته التحدي.. ????


.. قتل قادة في حزب الله وحلفائه بمقراتهم وسياراتهم.. اختراق أمن




.. ctإسرائيل تعزز سياسة الاغتيالات في لبنان.. مقتلشرحبيل السيد


.. عبر مسيّرة إسرائيلية.. مقتل شخصين في الهجوم الإسرائيلي على س




.. كتائب القسام تستهدف دبابة -مركافاه- وناقلة جند إسرائيلية بقذ